طالق طالق طالق، ثلاث كلمات رماها زوج على زوجته بعد خلافات شديدة.
المكان: أحد البيوت في عالمنا العربي.
الضحية: أبناء تلك الأسرة لأنها ستؤثر على مستقبلهم.
سأتوقف هنا عند قضية طلاق حدثت في إحدى دول العالم العربي بسبب الإنترنت، تخيلوا الإنترنت!!
التقنية وما أدراكم ما التقنية، هي تطور أنعم الله به علينا في القرن العشرين. فأصبحنا نتواصل مع الآخرين في شتى بقاع الأرض وفي أي وقت نختاره (نكون صداقات، علاقات، تبادلات، مع كل الدنيا).
باتت الكرة الأرضية ليست قرية صغيرة فحسب بل أصبحت غرفة يستطيع كل فرد فيها التواصل مع الآخرين وهو الهدف الذي أنشئ وانتشر الإنترنت من أجله.
ولأن الإنترنت سلاح ذو حدين، جميل باسم، قبيح باكي، إذا ما تمت إساءة استخدامه، لقد أصبحت التكنولوجيا العصرية مصدراً للإزعاج والغضب، بل ومؤدية إلى الطلاق..!
وبات العالم الافتراضي هو عالمنا وحياتنا. ذكرت لي صديقتي سبب هجرها بيت الزوجية وغضبها، فقالت إن في بيتها ضرة، فقد اعتبرت أن الإنترنت بمثابة شريك لها في زوجها لأن زوجها يبعث الإعجابات والتعلقيات على صفحات وسائل التواصل للجميع إلا هي! يهملها ولا يهتم بالتحدث معها بالمنزل.
أجريت دراسة علمية في المملكة العربية السعودية عن الطلاق، جاء فيها أن الطلاق يحدث فعلاً بسبب الإنترنت، إذ كشفت الدراسة أن 57% من الأزواج المطلقين و63% من الزوجات المطلقات كان ارتيادهم لغرف الدردشة هو السبب الرئيس في حدوث النزاع الأسري الذي أدى إلى الطلاق. فمع الأسف يعتبر العالم الافتراضي الأقرب إلى المثالية ليبقى العالم الحقيقي بمثابة العالم الأقل جمالاً والأقل جاذبية.
ولا نظلم الشبكة العنكبوتية، فلها حسناتها، ولكن من الضروري أن يعي الإنسان حدود استخدامها، وأولويات حياته.
نسرين المرواني
فريق البحرين للإعلام التطوعي