الرئيس اليمني: نناضل لإعادة وطن مغتصب
الزياني: «عاصفة الحزم» ردت على الانقلابيين
نائب الرئيس اليمني: تمديد الهدنة مرتبط بالوضع على الأرض
رئيس الهيئة الاستشارية للمؤتمر: نرتكز على المبادرة الخليجية والهدف إسقاط الانقلاب وتنفيذ مخرجات الحوار
إعداد مسودة دستور وتنظيم استفتاء من بين أهداف المؤتمر
المبعوث الدولي لليمن يدعو لتمديد الهدنة الإنسانية
أكثر من 400 شخصية تشارك بالمؤتمر بينهم مسؤولون
في «حزب صالح»



عواصم - (وكالات): انطلق في العاصمة السعودية الرياض أمس «مؤتمر الرياض» تحت شعار «إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية» حيث دعا المتحدثون إلى استئناف العملية السياسية وفقاً للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، مطالبين باحترام الهدنة الإنسانية.
وبدأ المؤتمر أعماله بقراءة الفاتحة «على شهداء اليمن» ثم تحدث رئيس الهيئة الاستشارية عبد العزيز جباري مقدماً الشكر للسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية على «تقديم الرعاية للمؤتمر وتوفير إمكانات نجاحه». وأضاف جباري أن «المؤتمر يرتكز على المبادرة الخليجية، وأن الهدف من انعقاده ليس فقط إسقاط الانقلاب بل تنفيذ مخرجات الحوار الوطني».
واعتبر أن أي «حلول سياسية باليمن يجب أن تنطلق من قرار مجلس الأمن رقم 2216 الذي صدر تحت الفصل السابع، والمطالب بانسحاب الحوثيين من العاصمة صنعاء وكافة المدن، وتسليم مؤسسات الدولة للحكومة الشرعية، وتسليم الحوثيين للسلاح المنهوب من معسكرات الدولة». كما طالب جباري المجتمع الدولي «باحترام قراراته والعمل على تنفيذ كل ما يصدر عن مؤتمر الرياض».
ولا يشارك الحوثيون في المؤتمر، إلا أن جباري قال إن «عدداً من مسؤولي حزب المؤتمر الشعبي العام يشاركون»، وهو حزب الرئيس السابق المتحالف مع الحوثيين علي عبدالله صالح. إلا أن جباري أكد «أننا لا نتعامل مع صالح» أو غيره من المشمولين بعقوبات دولية.
وذكر أن المؤتمر الذي يستمر 3 أيام «ليس حواراً» بل «هو مؤتمر للقرار». وأضاف «أن ما سيحصل في الرياض هو إعلان عن اتفاق ملزم لجميع الأطراف الحاضرة في الرياض». ومن بين أهداف المؤتمر العمل على مسودة دستور يمكن تقديمها للشعب اليمني و»العمل على إجراء استفتاء لتطبيق نتائج الحوار الوطني». وأضاف جباري «نؤكد للشعب أن إعادة الدولة أمر حتمي».
من جهته قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني إن «من أهم أهداف المؤتمر الحفاظ على اليمن واستقراره من خلال احترام الشرعية الدستورية، والخروج بهذا البلد من المأزق إلى بر الأمان، واستئناف العملية السياسية وفقاً للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، وألا يصبح اليمن وكراً للتنظيمات الإرهابية».
واتهم الأمين العام لمجلس التعاون ما أسماها «قوى الشر» بالعبث بأمن اليمن واتخاذه منطلقاً لتهديد الدول المجاورة وعلى الأخص السعودية»، مضيفاً أن «التحالف العربي الإسلامي بقيادة الرياض حقق نجاحاً كبيراً في وقف زحف مسلحي جماعة الحوثي وتدمير ترسانتهم العسكرية بما فيها الصواريخ البالستية، وأنه نجح في تطويقهم براً وجواً وبحراً لمنع تسليحهم».
وأوضح الزياني أن «عملية إعادة الأمل جاءت لإحياء أمل الشعب اليمني وتقديم العون له لإخراجه من الظروف القاسية التي يعاني منها»، مضيفاً أن «مجلس التعاون يساند جهود المبعوث الدولي الجديد إسماعيل ولد الشيخ أحمد». أما كلمة الدول الـ 14 الداعمة للمرحة الانتقالية باليمن، فألقاها السفير البريطاني لدى اليمن أدموند فيتون، حيث قال إن «تلك الدول ترفض بشدة استخدام العنف وكافة الأعمال الأحادية التي تقوض العملية السياسية، وإنها ترحب باستجابة السعودية لنداء الأمم المتحدة لإغاثة اليمن ووقف إطلاق النار، وتدعو جميع الأطراف لاحترام هذه الهدنة الإنسانية والعمل على تمديده».
من ناحيته قال الأمين العام المساعد للجامعة العربية أحمد بن حلي في كلمته إن «الجامعة تشيد بجهود السعودية في الحفاظ على وحدة اليمن واستقراره، وإنها تدعم بشكل كامل العمليات العسكرية التي يقوم بها التحالف في اليمن». واتهم أحمد بن حلي «الانقلابيين الحوثيين بالسعي إلى تفكيك البلاد».
أما المبعوث الأممي ولد الشيخ أحمد، فقال إن «الأمم المتحدة تقر بأن دول مجلس التعاون لها دور محوري في حل الأزمة اليمنية». كما ناشد أطراف الأزمة «بتيسير وصول المساعدات إلى المحتاجين»، معتبراً أنه «ليس هناك حل للأزمة دون مفاوضات شاملة لا تقصي أحداً».
من جهته شن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في كلمة الافتتاح هجوماً قاسياً على ميليشيات الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح، قائلاً إن «مصيرها إلى مزبلة التاريخ» مشيداً «بالقوى المؤيدة له والتي تقاتل الحوثيين بأكثر من محافظة»، واعداً إياهم «بنصر قريب والعودة إلى اليمن»، كما شكر السعودية، متمنياً ضم بلاده لمجلس التعاون الخليجي. وقال هادي، إن اليمن يواجه «أحداثاً مأساوية تعرض لها جراء الانقلاب الوحشي الهمجي لميليشيات الحوثي وصالح» مشيراً إلى أنه «تعرض لعدة محاولات اغتيال بينما انتقلت من وصفها بـ»قوى الانقلاب» إلى مرحلة إعلان الحرب والتعبئة العامة على الشعب اليمني في عدد من المحافظات والمدن، واجتاحت الميليشيات الجنوب وحاضرته الأبرز مدينة عدن، وعاثت مسيرتهم الشيطانية خراباً وتدميراً».
وندد هادي بتصرفات الميليشيات التي قال إنها «صادرت حق الشعب في الحياة الكريمة مثل بقية شعوب العالم، فاحتلت المدن والمؤسسات وقتلت المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ وضربت بالمدفعية الثقيلة التجمعات السكنية الآمنة» مضيفاً «يؤلمنا كقيادة لهذا البلد أن نرى وطننا تحت حصار الميليشيات الانقلابية، يؤلمنا قلق الأطفال وأنين الكبار وأسئلة الشباب عن المستقبل، تؤلمنا مشاهد النزوح الجماعي من مدن حولتها الميليشيات إلى أشباح». وأضاف «غير أننا نعدكم برغم كل ذلك بأن الفرج سيكون قريباً بإذن الله، وأن مصير الهمجية لم يكن يوماً غير مزبلة التاريخ، ستنتصر بلادنا، وأكرر ما قلته سابقاً في خطابي السابق لأبطال المقاومة في عدن وتعز والضالع ومأرب وأبين وشبوه والبيضاء وفي كل قرانا ومدننا الثائرة، لله دركم أيها الأبطال الشجعان، وصبر جميل فلا ولن تذهب تضحياتكم هدراً».
وتحدث هادي عن مرحلة علي عبدالله صالح، قائلاً إنه ورث نظاماً سياسياً «لبث لأكثر من 3 عقود صنع فيها نظامه الخاص، وعبث فيها بفكرة الدولة وجمع حوله من المنتفعين والموالين للعائلة لا للوطن» مضيفاً أنه «بينما كان يسعى لترتيب أوراق البلد كان النظام السابق يدرب الميليشيات ويحفر الأنفاق وينهب الدولة» وتعهد «بالعودة قريباً إلى اليمن». ولفت هادي إلى «دور الدعم الخارجي الذي يحصل عليه الحوثيون وأنصار صالح»، وتوجه في كلمته برسالة للمملكة العربية السعودية وسائر دول الخليج بسبب المساعدات التي يقدمونها لليمن، وألمح إلى «إمكانية انضمام بلاده لمجلس التعاون الخليجي» بالقول «نحن منكم وإليكم كجزء أصيل وأساسي من النسيج الخليجي، نتطلع إلى التئام النسيج الواحد». ويشارك بالمؤتمر الذي يستمر 3 أيام أكثر من 400 شخصية من مختلف القوى والشرائح اليمنية، حيث أكدت مصادر أن «الدعوة للمشاركة كانت مفتوحة لجميع الأطراف لكنها مشروطة بالاعتراف بشرعية الرئيس هادي، وأنه سيشارك فيها للمرة الأولى شخصيات كانت تقف على الحياد أو تؤيد الانقلاب»، مضيفة أن «المؤتمر ليس مقرراً أن يكون للحوار بين الفرقاء بل يميل لتشكيل جبهة واسعة لمواجهة الانقلاب ودعم الشرعية واستعادة الدولة ومؤسساتها».
ويأتي المؤتمر فيما تستمر المواجهات على الأرض في اليمن بين المتمردين الحوثيين وحلفائهم الموالين لصالح من جهة، والمقاتلين الموالين لهادي من جهة أخرى. وشهدت مدينة عدن اشتباكات متفرقة في عدن.
من ناحية أخرى، قال نائب الرئيس اليمني خالد بحاح إن حكومته تفضل تمديد الهدنة التي استمرت 5 أيام وانتهت أمس إلا أن ذلك يعتمد على الوضع على الأرض.
إلى ذلك، وصلت سفينة إيرانية تنقل مساعدات لليمن أمس إلى خليج عدن رغم التحذيرات الأمريكية، ويتوقع أن تصل إلى مرفأ يسيطر عليه المتمردون خلال 4 أيام وفقاً لوكالة أنباء إيرانية.
وطلبت الولايات المتحدة من إيران تسليم الحمولة «بما يتوافق مع قواعد الأمم المتحدة عبر مركز التوزيع الذي أقيم في جيبوتي» قبالة سواحل اليمن.
لكن طهران تؤكد أنها نسقت مع الأمم المتحدة لتفرغ السفينة حمولتها في ميناء الحديدة اليمني على البحر الأحمر الذي يسيطر عليه المتمردون.
وقال صحافي من وكالة أنباء تسنيم الإيرانية المرتبطة بالحرس الثوري، موجود على متن السفينة أنها دخلت خليج عدن. وقال قبطان السفينة مسعود مير سعيد إنه يأمل في الرسو في الحديدة في 21 مايو الحالي إذا بقيت الأحوال الجوية مؤاتية.
وأعلن البنتاغون أنه «يراقب» السفينة ما أثار غضب السلطات الإيرانية التي حذرت من أي محاولة لتفتيشها.