مشاركة البحرين بعمليات التحالف خطوة مباركة
تعكس حكمة وشجاعة الملك
نحتاج «عاصفة حزم عربية» مستمرة لمواجهة التوغل الإيراني بالمنطقة
عمليات التحالف أوقفت زحف وتمدد الانقلابيين على الشرعية
التحالف حقق نقلة نوعية في مواجهة تمدد نظام ولاية الفقيه بالمنطقة
الحوثيون رفضوا دعوات السعودية للحوار لأنهم يعملون وفق أجندة خارجية
نصرالله ينفّذ ما يطلبه منه مشغلوه في إيران والحرس الثوري
لولا تدخل «تحالف دعم الشرعية» لأصبح اليمن في حضن إيران
المشروع الإيراني إمبراطوري توسعي وجد بالانقسامات اليمنية فرصة للانقضاض على البلد
خادم الحرمين تعامل مع أزمة اليمن بحكمة وشجاعة واقتدار
الدعم الإيراني للحوثيين ومشاركة «حزب الله» في القتال تنفيذ لسياسة مقررة سلفاً
مشاركة البحرين مع أشقائها الخليجيين في نجدة اليمن آتت ثمارها
استقرار الأوضاع في البحرين يزيد محاولات التدخل لزرع الفتنة وافتعال القلاقل
كل ما يروجه نصرالله عن البحرين مجرد شعارات ممجوجة لم تعد تهم أحداً
حسن نصرالله جزء لا يتجزأ من الحملة الإيرانية على العرب
الأبواق الإيرانية تهاجم السعودية لأنها تقود الصحوة العربية ضد التمدد الفارسي بالمنطقة
خسائر جسيمة أصابت الحوثيين جعلتهم يصبون غضبهم على المدنيين الآمنين بنجران وجازان
الحوثيون مقاتلون مرتزقة سفكوا دماء المدنيين اليمنيين وهتكوا أعراضهم واستباحوا ممتلكاتهم
الدعاية الإعلامية لطهران عن دعم الشعب اليمني وإغاثته مجرد أكاذيب
اعتداءات الحوثيين واستهدافهم للمدنيين العزل بنجران وجازان إفلاس سياسي وعسكري
زمن الاستباحة الإيرانية
للدول العربية وتهديد أمن الخليج ولى
السعودية تقود العرب لهزيمة المشروع الفارسي الباطل دينياً وسياسياً
طهران تقوض الحل السياسي في اليمن من خلال دعم الحوثيين
ما يجري باليمن عملية إيرانية بحتة تتوزع فيها الأدوار على عملاء محليين وخارجيين
عمليات «تحالف دعم الشرعية» باليمن انتشلت العرب من الإحباط إلى الأمل
العملية العسكرية باليمن قادرة على تقليم أظافر الحوثيين ودفعهم للعمل السياسي
قتال المتمردين الحوثيين في اليمن تحت راية «الولي الفقيه» الإيراني باطل
العرب بحاجة لجهد إضافي نحو المواطنين الشيعة كي لا يتعرضوا للخداع الديني
من إيران
حكومة طهران تعمل على تفريس العرب الخاضعين لاحتلالها في الأحواز
نظام ولاية الفقيه في إيران منهك سياسياً خارجياً وداخلياً
خامنئي يكذب على الناس بادعائه مساعدة إيران للشعوب المظلومة في المنطقة
الولي الفقيه يدعم أنظمة ظالمة في الدول العربية بمليارات الدولارات على حساب الشعب الإيراني
خامنئي قدم روحاني للعالم على أنه وجه معتدل لكنه يستخدمه للخضوع للإملاءات الغربية
إيران تستغل التشيع للسيطرة على الشيعة العرب وتضليلهم بمشروعية «الولي الفقيه»
الأحزاب العربية التابعة لإيران مأجورة لا تمثل التشيع لأنها تعتاش على المال الفارسي
غير مقبول تحول
«الحشد الشعبي» لأداة إيرانية تخترق العراق وتشرذم مكوناته وتدخله بفتنة مذهبية
طهران تريد استغلال «اتفاق لوزان» لإدراج ملفات إقليمية والتفاهم حولها
مع الغرب
حاوره - وليد صبري:
شن الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني هجوماً عنيفاً على الأمين العام لـ «حزب الله» اللبناني حسن نصرالله، مؤكداً انه «يصدر الإرهاب إلى البحرين والسعودية بدعم من إيران»، مضيفاً أن «نصرالله ينفذ ما يطلبه منه مشغلوه في طهران، خاصة الحرس الثوري الإيراني».
وأضاف العلامة الحسيني في حوار لـ «الوطن» أن «استقرار الأوضاع في البحرين يزيد محاولات التدخل لزرع الفتنة وافتعال القلاقل»، مشيراً إلى أن «نصرالله جزء لا يتجزأ من الحملة الإيرانية على العرب».
وشدد الحسيني على أن «كل ما يزعمه نصرالله عن البحرين مجرد شعارات ممجوجة لم تعد تهم أحداً».
وقال إن «حملة الأبواق الإيرانية على السعودية لأنها تقود الصحوة العربية ضد التمدد الفارسي بالمنطقة».
من ناحية أخرى، اتهم الحسيني المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي بـ «الكذب» بـ «ادعائه مساعدة إيران للشعوب المظلومة في المنطقة»، موضحاً أن «الولي الفقيه يدعم أنظمة ظالمة في الدول العربية بمليارات الدولارات على حساب الشعب الإيراني».
ورأى الحسيني أن «العرب بحاجة لجهد إضافي نحو المواطنين الشيعة كي لا يتعرضوا للخداع الديني من قبل إيران»، لافتاً إلى أن «الأحزاب العربية التابعة لإيران مأجورة ولا تمثل التشيع لأنها تعتاش على المال الفارسي».
وإلى نص الحوار:
* كيف تقيمون عمليات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن ضد المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في اليمن؟
لاشك في أن ما قام به التحالف العربي يعد نتائج باهرة، لأنه أوقف زحف وتمدد الانقلابيين على الشرعية، ووضع حداً لطموحات المتمردين الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح للاستيلاء على اليمن، ولولا هذا التدخل العربي لأصبح هذا البلد في حضن الولي الفقيه الإيراني تماماً، هذا على المستوى الميداني، أما على المستوى الاستراتيجي، فقد حقق التحالف من خلال عمليتي «عاصفة الحزم»، و«إعادة الأمل»، نقلة نوعية في مواجهة تمدد نظام ولاية الفقيه في المنطقة بشكل عام.
حكمة خادم الحرمين
* كيف تقيمون تعامل خادم الحرمين الشريفين مع الأزمة في اليمن؟ وما رأيكم في الدعوات المتتالية للسعودية من أجل الحوار في اليمن؟
تعامل خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مع الأزمة اليمنية بحكمة وشجاعة واقتدار، ولطالما دعت المملكة العربية السعودية إلى الحوار، وأطلقت مبادرات عدة، وقد رفضها الطرف الآخر لأنه يعمل وفقاً لأجندة خارجية، ولا يتطلع أبداً إلى مصالح الشعب اليمني، وقد استفاد الحوثيون وحلفاؤهم من ميزان القوى العسكري على الأرض، ومن التخاذل الدولي في مواجهة النظام في طهران، أما وقد ظهر الموقف العربي الداعم لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي وحققت عملية «عاصفة الحزم» التوازن العسكري فإن أي دعوة سعودية للحوار ستؤدي إلى إعادة الأمور إلى نصابها في اليمن.
* كيف تقيمون مشاركة البحرين في عمليات التحالف العربي؟
مشاركة مملكة البحرين في عمليات التحالف العربي خطوة عربية مباركة تعكس حكمة وشجاعة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى، في مقاربة القضايا الخليجية والعربية، وتؤكد التزامه العربي والإسلامي تجاه الأشقاء اليمنيين، الذين احتاجوا لمساعدة إخوانهم العرب والمسلمين في لحظة حرجة من تاريخهم. وكلنا نذكر أن المملكة العربية السعودية والأشقاء العرب لم يترددوا في دعم البحرين عندما اقتضى الأمر خلال أحداث عام 2011، من خلال تدخل قوات «درع الجزيرة». وقد بينت الوقائع لاحقاً أن مشاركة البحرين في نجدة اليمن مع أشقائها الخليجيين آتت ثمارها وجاء قرار مجلس الأمن مباشرة بعد «عاصفة الحزم» ليدعم الشرعية اليمنية.
مشروع إمبراطوري توسعي
* كيف تقيمون دعم إيران و»حزب الله» للحوثيين في اليمن؟
نظام «ولاية الفقيه» في إيران مشروعه إمبراطوري توسعي، وقد وجد في الانقسامات اليمنية فرصة ذهبية للانقضاض على هذا البلد العربي بهدف تحويله إلى رأس حربة متقدمة تطعن الخاصرة السعودية خصوصاً والخليجية عموماً، ومن هنا فإن الدعم الإيراني للحوثيين وغيرهم، ومشاركة «حزب الله» في القتال، هو تنفيذ لسياسة مقررة سلفاً، وكل الدعاية الإعلامية لجماعات طهران عن دعم الشعب اليمني وإغاثته هي مجرد أكاذيب.
* بماذا تفسرون اعتداءات الحوثيين واستهدافهم للمدنيين العزل في نجران وجازان؟
اعتداءات الحوثيين واستهدافهم للمدنيين العزل في نجران وجازان إفلاس سياسي وعسكري، فعلى المستوى السياسي انتصرت الشرعية التي يمثلها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من خلال احتضانه عربياً ودولياً، وبات من الصعب أن يخرجه الانقلابيون من المعادلة، ومع مضي التحالف العربي في عملية «إعادة الأمل»، فإن الرئيس الشرعي لليمن سيصبح هو الذي يدير المعادلة. أما عسكرياً فإن الخسائر الجسيمة التي أصابت الحوثيين وحليفهم علي عبدالله صالح أفقدتهم عقولهم، وجعلتهم يصبون جام غضبهم على المدنيين الآمنين في نجران وجازان، وهذا ليس مستغرباً فهذه طبيعتهم، وهذه أخلاقهم، لأنهم مقاتلون مرتزقة يعملون في خدمة جهة خارجية، وقد سبق لهم أن سفكوا دماء المدنيين اليمنيين وهتكوا أعراضهم واستباحوا ممتلكاتهم.
* ما تقييمكم لعدم التزام الحوثيين بالهدنة الإنسانية؟
يظن الحوثيون أنهم بخرق الهدنة الإنسانية واستهداف الأراضي السعودية في نجران وجازان يستطيعون الضغط على المملكة العربية السعودية، وعلى التحالف العربي ودفعهم للتراجع، أو على الأقل لتحسين شروط التفاوض لاحقاً، ولكن ما لا يدركه عملاء إيران هؤلاء أن القرار العربي استراتيجي وليس تكتيكاً ظرفياً، بألا عودة لعقارب الساعة إلى الوراء في اليمن، وأن زمن الاستباحة الإيرانية للدول العربية وتهديد أمن الخليج خصوصاً عبر الاستيلاء على اليمن قد ولى.
نصرالله والمؤامرة
* ما رأيكم في هجوم أمين عام حزب الله حسن نصرالله على السعودية؟
حسن نصرالله جزء لا يتجزأ من الحملة الإيرانية والمؤامرة على العرب، فهو يقاتل في سوريا، والعراق، واليمن، في خدمة الولي الفقيه الإيراني. وقد أغضب التحرك العربي طهران كثيراً، فأطلقت أبواقها بكل قوة للتهجم على المملكة العربية السعودية. وقد تجاهل نصرالله وغيره من الأبواق الإيرانية عن عمد أن ما يجري في اليمن ليس حرباً سعودية على أي طرف يمني، وإنما هي عملية دفاع عربي مشترك عن الشرعية اليمنية، وعملية دعم لقوى يمنية تملك الحيثية الشعبية الحقيقية، وترفض سقوط بلدها تحت الاحتلال الإيراني المقنع، لذا نجد نصرالله يركز على السعودية بهدف تصوير الأمر على أنه عدوان، وهذا كذب وافتراء.
من جهة ثانية، من الطبيعي أن تتركز حملة الأبواق الإيرانية على السعودية لأنها تقود الصحوة العربية ضد التمدد الفارسي في المنطقة العربية، ولولا الوقفة السعودية لكانت هذه المنطقة في وضع أسوأ مما هو عليه اليوم، وكلي ثقة أن السعودية ستتمكن في نهاية المطاف من قيادة العرب إلى هزيمة المشروع الفارسي لأنه مشروع باطل دينياً وسياسياً.
* هل تعتقدون أن إيران و»حزب الله» ونظام الرئيس بشار الأسد يقوضون العملية السياسية في اليمن بدعم المتمردين؟
بالتأكيد تعمل طهران على تقويض الحل السياسي في اليمن من خلال دعم المتمردين، أما «حزب الله» فلا يمكن الحديث عن دور مستقل له، فهو مجرد أداة إيرانية، وبالنسبة لنظام بشار الأسد فإنه أعجز من أن يحافظ على عاصمته، بعد أن فقد معظم مساحة سوريا، وكل ما يفعله الآن هو الاعتماد على الدعم الإيراني للاستمرار. إن ما يجري في اليمن هو عملية إيرانية بحتة، تتوزع فيها الأدوار على عملاء محليين وخارجيين، وهدفها إبقاء هذا البلد مشتعلاً، وبؤرة للاضطراب تهدد باستمرار محيطها الخليجي والعربي.
قتال باطل
* الحوثيون وأنصارهم يروجون إعلامياً باعتبار عمليات التحالف العربي على أنها «حرب بين السنة والشيعة»، ما رأيكم في هذا الطرح؟ وما تقييمكم لتلك الأفكار؟
في كل الأحوال، فإن قتال الحوثيين تحت راية «الولي الفقيه» الإيراني باطل، لأن «ولاية الفقيه» بذاتها ليست سوى بدعة لتضليل الشيعة وإخضاعهم دينياً وسياسياً وعسكرياً ليكونوا جنود مشروع ولاية الفقيه وبنفس الوقت قدر رفضها الشعب الإيراني. الخلاصة أن ما يجري في اليمن ليس حرباً بين السنة والشيعة، وإنما هي حرب بين اليمنيين العرب وحلفائهم، وبين نظام ولاية الفقيه في إيران وحلفائهم.
* هل تعتقدون أن العملية العسكرية قادرة على تحجيم دور الحوثيين ودفعهم نحو المشاركة في العملية السياسية باليمن؟
العملية العسكرية قادرة على تقليم أظافر الحوثيين، ولقد تحقق ذلك بالفعل ولولا ذلك لما قبل الحوثيون بالهدنة، على الأقل كلامياً، نعم لقد قلمت أظافرهم فعلياً، فهم لم يخططوا للاستيلاء على اليمن فقط، بل حاولوا بالاستناد إلى القوة العسكرية المنشقة عن الجيش اليمني والتي تؤتمر بأوامر الرئيس السابق علي عبدالله صالح، تحويل اليمن إلى منصة للاعتداء على كل الخليج. كل ذلك انتهى بتدمير هذه القوة العسكرية، وأنا أجزم أن الطموح الحوثي توقف عند هذا الحد ومن مصلحتهم أن ينخرطوا في الحل السياسي، لأن القرار العربي بحفظ اليمن عربياً استراتيجي ولا رجعة عنه.
* محللون يرون أن عمليات التحالف العربي أعادت الأمل إلى العرب.. كيف تقيمون هذا الطرح؟
هذا مؤكد، إن عمليات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن انتشلت العرب من الإحباط إلى الأمل، فالعرب شاهدوا العراق ينقسم، وسوريا تشتعل، ولبنان يخضع، بفعل السياسة الإيرانية، وقد استمر المسلسل إلى أن وصل اليمن على تخوم الخليج في ظل تخاذل دولي، إن لم نقل تآمر، وهذا ما أصاب العرب بالإحباط واليأس، وظن كثيرون أنه بسقوط اليمن، ستنجح طهران، التي هادنت من كانت تسميه دائماً «الشيطان الأكبر»، بفرض وصايتها الكاملة على الدول العربية، إلا أن القرار التاريخي لدول مجلس التعاون الخليجي بقيادة السعودية قلب الطاولة على الإيرانيين، وأحرج المجتمع الدولي، والأهم من كل ذلك أنه أعاد إحياء الأمل في نفوس المواطنين العرب، أثبت لهم أن لديهم قيادة حكيمة وشجاعة، وأن لديهم من القدرات، ما يمكنهم من مواجهة التمدد الفارسي وهزيمته.
* بعض المفكرين يدعون دول مجلس التعاون الخليجي إلى تشكيل كونفيدرالية للتصدي للتغول الإيراني وحماية الشيعة العرب.. ما رأيكم في ذلك؟
أعتقد أن التنسيق القائم اليوم بين دول مجلس التعاون الخليجي ممتاز، وقد حقق أهدافه على كافة المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، وقد جاءت حرب اليمن لتؤكد صلابة هذا المجلس وقدرته على مواجهة التحديات مهما كبرت، من خلال الإمساك بزمام المبادرة، ولاشك في أن تعزيز هذا التنسيق من شأنه أن يقوي أكثر فأكثر الموقف الخليجي والعربي، وأعتقد أن لدى قادة مجلس التعاون من الحكمة والدراية لتفعيل هذا المجلس وتعزيز دوره الإقليمي والدولي. أما الحديث عن حماية الشيعة العرب فإني أتحفظ عليه من ناحية مبدئية، لأن هؤلاء مواطنون عرب قبل أي شيء، يصيبهم ما يصيب إخوانهم من المذاهب الإسلامية الأخرى، فالدفاع عن الشعب البحريني مثلاً هو دفاع عن كل أبنائه، أياً كان المذهب الذي ينتمون إليه، وهذا ما علمنا إياه جلالة الملك الذي يرعى بحكمته كل مواطنيه. قد نكون بحاجة إلى تخصيص بعض الجهد الإضافي للمواطنين الشيعة كي لا يتعرضوا للخداع الديني من قبل الولي الفقيه الإيراني المزعوم، وكي لا يجعل منهم وقوداً لمشروعه التوسعي.
* في رأيكم كيف يمكن الحد من التغول الإيراني في المنطقة العربية، خاصة مع سيطرة طهران على 4 عواصم عربية؟
لقد بدأ الحد من هذا التوغل في عمليات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن وما تلاها، والسؤال المهم هو كيف نتابع مقاومة هذا التوغل، وللإجابة عليه يجب أن نعرف لماذا نجحت طهران في السيطرة على 4 عواصم عربية. لقد توغلت في 4 دول غير مستقرة، وهي العراق ما بعد صدام، وسوريا المحمية الإيرانية الروسية، ولبنان المنقسم على نفسه طائفياً ومذهبياً، واليمن الجريح بحروب مستمرة منذ عقود. هذه دول واجهت ظروفاً صعبة ولم تجد العرب إلى جانبها، أو أن دعمهم جاء خجولاً متردداً، وعلى الرغم من ذلك، فإن طهران لم تتمكن من إخضاعها كلية بعد، فالشعوب في هذه الدول العربية الأربع ترفض الهيمنة الإيرانية فهي هيمنة عسكرية ومالية عبر بعض الحلفاء أو العملاء، والدليل على ذلك الثورة السورية المستمرة، وانتفاضة أهل العراق التي أطاحت برئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، وتصدي قوى الاستقلال لإرهاب «حزب الله» في لبنان، وهبة الشعب اليمني دفاعاً عن رئيسه الشرعي.
والمطلوب اليوم «عاصفة حزم عربية»مستمرة، بحيث يتدخل العرب عسكرياً حيث ما يمكن ذلك كما جرى في اليمن، ويتدخلون بالدعم الشامل للشعوب ولكل القوى التي تقاوم الهيمنة الإيرانية غير المباشرة، مثلما يحدث في لبنان وسوريا والعراق واليمن، هذه المقاومة موجودة، ونحن نمثل أحد أوجهها، وما نحتاجه من إخواننا العرب دعمنا وإدراج جهودنا في سياق خطة مواجهة عربية شاملة لوقف التمدد الإيراني، خطة يضعها القادة العرب ونشرع في تنفيذها فوراً.
* محللون يرون أن أصل المواجهة مع إيران، لإنها تتحرك بشكل غريزي في الخليج والجزيرة العربية وفي لبنان وسوريا ولكنها تجاوزت الحد في اليمن بأكثر ما يمكن أن يحتمل، إلى أي مدى تتفقون مع هذا الطرح؟
المواجهة مع إيران سببها الأول والأخير أنها صاحبة طموح ومشروع إمبراطوري، وهي تتحرك في الخليج والجزيرة العربية وفي لبنان وسوريا والعراق واليمن، وفي كل مكان تجده مناسبا لهذا الطموح، وفي أي مكان يسهل اختراقه، وإيران الفارسية مثلها مثل الإمبراطوريات القديمة، لا تقف عند حدود جغرافية أو سياسية او دينية، ولا تهتم لطبيعة الشعوب التي تغزوها، وإنما على العكس تتحدى التكوين والنشأة الطبيعيين لهذه الشعوب، وعلى سبيل المثال فإنها تعمل على تفريس العرب الخاضعين لاحتلالها في الأحواز.
نعم بالتأكيد تجاوزت الحد في اليمن، ولكن ألا يمكن قول الأمر نفسه عن تدخلها في الدول الأخرى؟ فما شأن إيران في لبنان، وهل هو الدفاع عن الشيعة؟! إطلاقاً، جل ما تريده من لبنان أن يكون لها موطئ قدم على البحر الأبيض المتوسط، وكذلك الأمر في سوريا، وماذا تريد من العراق، تريده بلداً ضعيفاً منقسماً لأنه يجاورها، وتخشى دوما أن يعود إلى الحضن العربي ويحاربها ويحد من تمددها، أما في اليمن فقد وجدت إيران فرصة لتهديد جغرافي مباشر لدول الخليج، فاستغلته، ولكنها فشلت ولله الحمد، بفضل الصحوة العربية المباركة.
* إيران منهكة سياسياً في ملفات عديدة خارجية في لبنان وسوريا والعراق وداخلياً بفعل الأزمات الاقتصادية وبداية حركات تمرد في الأحواز وبلوشستان وكردستان إيران، ما رأيكم في ذلك؟
نعم إن نظام ولاية الفقيه في إيران منهك سياسياً في ملفات عديدة خارجية في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وداخلياً بفعل الأزمات الاقتصادية، وبداية حركات تمرد في مهاباد والأحواز وبلوشستان وكردستان، إن النظام الإيراني يدفع ثمن طموحاته التي تعود إلى القرون الغابرة، ومشكلة القيادة الإيرانية أنها ظنت يوماً أن التاريخ توقف عند هذه الطموحات، فتجاهلت كل التغييرات الجيوسياسية التي طرأت على العالم، ومضت في مشروع يفوق إمكاناتها الفعلية، ولم تتعلم طهران مثلاَ من الحرب مع العراق في ثمانينات القرن الماضي، حيث تمكن العراق البلد الأصغر حجماً منها والأقل قوة منها من اجتياحها والانتصار عليها في نهاية الحرب، لقد ظنت أنها قادرة على الهجوم على كل الساحات العربية، وأن تقاوم المجتمع الدولي، وتضطهد شعبها في الوقت نفسه، من دون أن تتعب، وأثبتت الوقائع سذاجة هذه الفكرة.
براغماتية فارسية
* مراقبون يعتبرون أن الخلاف مع إيران سياسي وليس عقائدياً بدليل أنها دولة براغماتية قومية فارسية توظف التشيع سياسياً.. هل تتفقون مع هذا الرأي؟
أوافق على هذا التوصيف تماماً، وقد ذكرت في سياق هذا الحديث أن أهداف إيران سياسية براغماتية تتعلق بالطموح الإمبراطوري، وهي تستخدم الشعوب في هذا المشروع، أياً تكن انتماءاتهم الدينية والمذهبية، وأياً تكن هوياتهم القومية، وقد تحالفت ودعمت سابقاً قوى من غير المذهب الشيعي كتنظيم القاعدة وحركة «حماس» والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
ولاشك في أن استغلال التشيع هو الوسيلة الفضلى لدى طهران، لأن في البلاد العربية التي تريد غزوها والوصاية عليها، مواطنين شيعة، تعمل على تضليلهم بنظرية ومشروعية «ولاية الفقيه» لضمان طاعتهم، وانخراطهم في مشروعها.
كذب خامنئي
* ما تعليقكم على ادعاءات المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي التي قال فيها إن إيران تساعد الشعوب المظلومة في المنطقة؟
خامنئي يكذب على الناس ويكذب على نفسه أولاً، فما يقوم به نظام ولاية الفقيه في إيران في عدد من الدول العربية هو تنفيذ مشروع تمدد سرطاني فارسي في الجسد العربي لانهاكه والسيطرة عليه. وأسوأ ما في الأمر أن هذا المشروع يلبس لبوس الدين والأخلاق وهو في الحقيقة أبعد ما يكون عن الإسلام والمروءة. خامنئي يدعم أنظمة فاسدة وظالمة ومتوحشة في سوريا والعراق، ويعرف أنه يدعم من انقلب على الشرعية اليمنية، ويحرض على دول الخليج خاصة مملكة البحرين والسعودية ويهدد أمنهما ولكنه يكذب على العالم بادعاء الدفاع عن المظلومين.
يعتقد خامنئي أنه بتصريحاته هذه يستطيع خداع الشعب الإيراني وتبرير سياسات دولته التي أدت إلى إفقار الإيرانيين، وانهيار اقتصادهم، فالدعم الذي يقدمه الولي الفقيه للظالمين في عدد من الدول العربية يكلف مئات مليارات الدولارات سنوياً، وكلها تؤخذ من تعب الشعب الإيراني المحروم من أبسط مقومات العيش الكريم ويعيش معظمه تحت خط الفقر. إن تبريرات خامنئي لن تنطلي على الإيرانيين البسطاء كما لم تنطل على أحد في العالم، وقد بدأت بالفعل بوادر التململ والثورة داخل إيران على هذا الإسراف في طموح نظام الملالي، ولن نفاجأ إذا سمعنا قريباً تداعي هذا النظام الجديد في طهران، لأن غضب الشعب الإيراني يتفاعل داخل المؤسسة الدينية نفسها، وفي الأوساط الشعبية بالتأكيد.
تطاول نصرالله
* ما رأيكم في تطاول حسن نصرالله على البحرين، وتدخله في الشأن البحريني بين فترة وأخرى؟
ليس جديداً تطاول حسن نصرالله على البحرين والسعودية خصوصاً وعلى دول الخليج عموماً. ولكن بالنسبة للتهجم على البحرين والسعودية فإنه يتكرر على الدوام لأن «حزب الله» ومن خلفه إيران يشعران بالضيق من فشل كل المحاولات التي بذلت من أجل زعزعة استقرار البحرين والسعودية. واستقرار الأوضاع في المملكة يزيد محاولات التدخل لزرع الفتنة وافتعال القلاقل.
لقد غاب نصرالله إعلامياً لفترة عن موضوع البحرين تحديداً، ولكنه عاود الهجوم معتقداً أن هذا الموضوع سيكسبه بعض التعاطف من الجمهور، ظناً منه أنه سيلهب حماس مناصريه. وهو مثل خامنئي يخدع نفسه وجمهوره عندما يتحدث عن نجدة المظلومين، وهو الذي يقاتل في أكثر من دولة عربية إلى جانب الأنظمة الظالمة والمجرمة. ولعله تلقى أمراً من الولي الفقيه في إيران وهو جندي عنده بتحريك موضوع البحرين كرسالة إيرانية للتوتير والابتزاز.
لقد استنفد نصرالله كل ما لديه من كلام حول موضوع اليمن والعراق وسوريا، ولم يعد لديه ما يقوله، ووقع في التكرار الممل، إلى أن وجد في البحرين موضوعاً جديداً للتحريض فيه وكسب بعض التعاطف. ولكنه أخطأ بالتأكيد لأن ليس في مملكة البحرين ما يحكي عنه. فالاستقرار يسود المجتمع، والاضرابات التي حاول بعض المأجورين افتعالها انتهت إلى غير رجعة. وكل ما يقوله نصرالله في موضوع البحرين هو مجرد شعارات ممجوجة لم تعد تهم أحداً.
للأسف، فقد تحول حزب الله إلى أداة قمعية وعسكرية في يد الولي الفقيه يستخدمها لضرب خصومه من لبنان إلى سوريا والعراق والبحرين وحتى اليمن، ما أفقد «حزب الله» مشروعيته كمقاومة وكبندقية تقاتل الاحتلال. ولا يملك الولي الفقيه في الوقت الراهن سوى حسن نصرالله باعتباره الصوت الأعلى التابع له في الوطن العربي ولم يقتصر دور نصرالله على الجانب الإعلامي أو الخطابي في الشأن البحريني. فقد تناقل الكثيرون أخباراً تثبت تورط الحزب في تدريب بحرينيين شيعة ممن غرر بهم وتحميلهم متفجرات وقنابل وأسلحة من أجل زعزعة أمن مملكة البحرين وإثارة الرعب في أوساط المجتمع هناك. وعلى ما يبدو أن البحرين لم تعد وحدها مستهدفة بشكل مباشر من قبل ميليشيات ولاية الفقيه بل تحولت إلى جسر للنيل من الشقيقة السعودية، من خلال تصدير الإرهاب والإرهابيين إلى هناك. وبالتالي، فإن نصرالله لا يقوم إلا بما يطلب منه مشغلوه في إيران وفي قيادة الحرس الثوري.
* هناك أحزاب شيعية عربية مطية لإيران وأساءت لحالة التشيع.. بماذا تنصحهم وتقول لهم؟
هذه أحزاب مأجورة لا تمثل حقيقة التشيع لأنها تخضع لنظرية ولاية الفقيه الغريبة عن المذهب الشيعي، وتعتاش على المال الفارسي، نحن نحارب بالفكر والسياسة والإعلام هذه القوى المطيعة لطهران، لأنها تشكل حصان طروادة فارسي في الجسم العربي، وقد بذلنا جهوداً كبيرة لدحض أفكار هذه الأحزاب، ولكن يلزم الكثير من العمل لإنجاز ذلك، وللأسف فإننا إذ نرى بأم الأعين هذه الأحزاب العميلة لطهران تتلقى مئات ملايين الدولارات سنوياً للترويج لأفكارها التضليلية، نجد أنفسنا محرومين من أي دعم عربي فعلي، فالعمل السياسي والدعوي والثقافي والإعلامي يحتاج إلى مؤسسات سياسية واجتماعية، ومراكز دراسات تدحض فكر ولاية الفقيه وتنبه من الخضوع له وتفضح مشروعه وتكشف حقيقته، من خلال وسائل اعلام فضائية ومواقع إنترنت، وإقامة مؤتمرات وندوات فكرية سياسية لتوجيه الرأي العام الشيعي العربي إلى جادة الصواب الإسلامي وهذا ما نقوم به في المجلس الإسلامي العربي.
* كيف تقيمون مشاركة قوات الحشد الشعبي في الحرب ضد تنظيم الدولة «داعش» في العراق»؟
نحن نفهم أن يتصدى العراقيون، كل العراقيين، لهجمة «داعش» على بلدهم بهدف إسقاطه، ونعتقد أن من واجب الشيعة العراقيين أن يقاتلوا هذا التنظيم الإرهابي، ولكن ما لا نقبله هو أن يتحول الحشد الشعبي إلى أداة إيرانية تخترق هذا البلد العربي، وتشرذم مكوناته، وتدخله في فتنة مذهبية، لذا ندعو الشيعة في العراق، كما في كل الدول العربية، إلى الانتظام تحت راية دولتهم ونظام الحكم فيها، وألا يكونوا أصحاب مشروع مستقل مدعوم أو موجه خارجياً.
كيف تقيمون الاتفاق الإطار بين إيران والدول الكبرى والذي تم مؤخراً في لوزان؟
كل اتفاق بين دولتين يراعي مصلحتيهما ويحقق أهدافهما، ولكن لا يمكن القول إن طهران حققت كسباً استراتيجياً من اتفاق لوزان، فهي اضطرت للقبول به بسبب الضائقة الاقتصادية الحقيقية التي تمر بها، لقد جاء آية الله علي خامنئي بحسن روحاني ليقدمه إلى العالم وجهاً معتدلاً، ولكن حقيقة الأمر، هو أنه سلم النجاة يستخدمه الحكم الإيراني للخضوع للإملاءات الغربية. سبق وذكرنا أن إيران منهكة وهي تحتاج إلى جرعة أوكسجين، وقد قدم لها الاتفاق الإطار هذه الجرعة، أما بالنسبة للأمريكيين فإنهم يظنون أنهم احتووا المارد الإيراني، وحدوا من طموحاته الدولية، وهذا الأمر يحتاج إلى تدقيق ومتابعة.
برأيي إن ما بعد الاتفاق هو المهم، فطهران تريد استغلال اتفاق لوزان لإدراج ملفات إقليمية والتفاهم حولها مع الغرب، ولا أعتقد أنها ستنجح بذلك، لذلك ينبغي متابعة هذا الأمر حتى نهايته، وهي ليست قريبة.