عواصم - (وكالات): قالت مصادر أمنية إن مقاتلي تنظيم الدولة «داعش» استولوا على مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار بعدما اجتاحوا أحد آخر الأحياء التي تسيطر عليها القوات الحكومية في المدينة العراقية أمس وحاصروا قاعدة رئيسة للجيش على أطراف المدينة، بينما أصبحت المحافظة في حالة انهيار كامل بعد هروب قوات الجيش، فيما أدت المعارك إلى مقتل المئات ونزوح الآلاف.
واستولى المتشددون على أغلب مناطق الرمادي ورفعوا رايتهم السوداء على مقر الإدارة المحلية وسط المدينة لكن لا تزال مجموعة من القوات العراقية الخاصة تقاوم في حي الملعب. وذكرت مصادر أمنية أن تلك القوات تراجعت إلى منطقة شرق المدينة بعد أن تكبدت خسائر بشرية كبيرة مما جعل الرمادي على شفا السقوط في يد التنظيم المتشدد. وستكون المدينة أول مركز حضري كبير يستولي عليه المتشددون في العراق منذ بدأت قوات الأمن وجماعات مسلحة صد زحفهم العام الماضي. ووصف عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي الوضع في الرمادي بأنه «انهيار كامل» وقال إن المسؤولين المحليين وافقوا على نشر الجماعات الشيعية المسلحة في المحافظة التي تمثل معقلاً للسنة. ولعبت الجماعات الشيعية المسلحة دوراً بارزاً في استرداد المكاسب التي حققها التنظيم المتشدد في أماكن أخرى بالعراق لكنها أبقيت حتى الآن على الهامش في الأنبار بسبب المخاوف من إشعال العنف الطائفي. ويطبق المسلحون المتشددون على قيادة عمليات الأنبار باتجاه الغرب، وقال ضابط بالجيش داخل القاعدة العسكرية إن الوقت فات لإرسال تعزيزات وناشد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي المساعدة. وقال الضابط «إننا محاصرون الآن داخل قيادة العمليات من قبل داعش وقذائف المورتر تنهال علينا». وأضاف «مقاتلو داعش في كل شارع تقريباً، الوضع تسوده الفوضى والأمور تخرج عن السيطرة، الرمادي تسقط في أيدي داعش». ويسيطر التنظيم الذي خرج من عباءة تنظيم القاعدة على مناطق واسعة من العراق وسوريا وأعلن دولة خلافة في تلك المناطق حيث ارتكب مذابح ضد أفراد أقليات دينية وذبح رهائن غربيين وعرباً. وقال الجيش الأمريكي إن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا 18 ضربة جوية ضد أهداف لـ «داعش» في العراق بما في ذلك 7 ضربات قرب الرمادي. والأنبار كبرى محافظات العراق وتعتبر عاصمتها الرمادي واحدة من البلدات والمدن القليلة التي ظلت تحت سيطرة الحكومة في منطقة صحراوية مترامية الأطراف تمتد حتى حدود السعودية وسوريا والأردن. وأدت المعارك في الأيام الماضية بين القوات الحكومية و«داعش» في المدينة إلى نزوح نحو 8 آلاف شخص، بحسب ما أفادت المنظمة الدولية للهجرة. وقالت المنظمة «ما يقدر بنحو 1300 عائلة «قرابة 7776 شخصاً» نزحوا، والأعداد في تزايد». وأوضحت المنظمة أن هذه الأرقام سجلت على مدى يومين، منذ بدء التنظيم المتطرف هجوماً واسعاً في المدينة مساء الخميس الماضي، تمكن خلاله من السيطرة على مناطق إضافية أبرزها المجمع الحكومي، في وسط المدينة التي كان التنظيم يسيطر على أجزاء منها منذ مطلع عام 2014.
وانتقل النازحون إلى بلدة عامرية الفلوجة الواقعة إلى الشرق من الرمادي، إلا أنه لم يسمح لهم بعبور جسر على نهر الفرات لدخول بغداد.
وهي المرة الثانية خلال أسابيع تسجل موجة نزوح واسعة من الرمادي، بعدما نزح قرابة 113 ألف شخص منها في النصف الأول من أبريل الماضي، إثر هجوم سابق للتنظيم على أحياء في المدينة. وبحسب المنظمة، تجاوز عدد النازحين داخل العراق عتبة 2.8 مليوني شخص منذ مطلع 2014، والذي شهد في يونيو منه هجوماً كاسحاً للتنظيم، سيطر فيه على مناطق واسعة شمال البلاد وغربها.