بعد أن انتهى موسم برشلونة 2013/2014 دون ألقاب على غير العادة، حقق الفريق الكتالوني أول ألقابه هذا الموسم، بفوزه على مضيفه أتليتكو مدريد مساء الأحد بهدف نظيف، ليحصد الفريق لقب الدوري الإسباني رسمياً.
فريق المدرب لويس إينريكي، سيلتقي يوفنتوس الإيطالي في نهائي دوري أبطال أوروبا، وأثليتك بلباو في نهائي كأس الملك، ليصبح على بعد مباراتين فقط من أن يحصد الثلاثية في نفس الموسم، للمرة الثانية في تاريخه.
كيف حدث ذلك ؟ دعونا ننظر إلى العوامل التي تقف وراء التحول الذي حدث لبرشلونة، من فريق خرج من الموسم بلا ألقاب، إلى فريق يقف على عتبة الثلاثية.
1. سحر ميسي
كان موسم 2013/2014 مخيباً للآمال، بحسب معايير النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، حيث واصل تحقيق الأرقام المتميزة، إلا أن تأثيره على مستوى فريقه قل بشكل واضح، خاصة في اللقاءات المهمة في الموسم. إلا أن اللاعب عاد إلى سحره هذا الموسم، خاصة منذ بداية العام الجديد، ليقدم مستوى ربما يكون الأفضل له عبر مسيرته مع الكرة.
وكان لتحول مركز النجم الأرجنتيني ليلعب على الجناح الأيمن، أثر في زيادة عدد تمريراته الحاسمة بشكل ملحوظ، لتشكل إضافة أيضاً إلى ما يحرزه من أهداف.
2. تأثير سواريز
كان لدخول لويس سواريز في تشكيلة فريق برشلونة عقب نهاية فترة إيقافه، دور كبير في استعادة ميسي لتأثيره المهم على الفريق، فاللاعب الأورغواياني أحرز حتى الآن 24 هدفاً، في أول مواسمه في كامب نو.
إلا أن الأهم من إحصائيات سواريز، هو دوره الكبير في زيادة الضغط على أي خط دفاع يواجه برشلونة، حيث يحتار المدافعون وقتها في تتبع خطواته السريعة.
3. النسق الجديد المتصاعد
في الأشهر الأولى للموسم، وحتى عندما كان البارسا يفوز بمبارياته، لم يكن الفريق يقدم المستوى المميز المعروف عنه، حيث كان يعتمد أكثر على المهارات الفردية للاعبيه، وليس على بنيان الفريق بشكل كامل.
وليس من دليل على هذا الأمر، أكثر من مباراة ديربي كتالونيا ضد إسبانيول في شهر ديسمبر الماضي، عندما تأخر برشلونة بهدف نظيف في الشوط الأول، قبل أن ينتفض ميسي ويقود الفريق للفوز 5/1، وهي النتيجة التي لم تكن تعبر إطلاقاً عن سير المباراة.
ومنذ يناير استطاع المدرب لويس اينريكي أن يصل إلى النسق الهجومي المتكامل الذي يعتمد فيه بشكل أكبر على القدرات الهجومية لثلاثي المقدمة.
4. التعاقدات الناجحة
في الصيف الماضي، وضع مسؤولو برشلونة أيديهم على مواطن الضعف في الفريق، ليقوموا بتدعيمها بشكل صادف نجاحاً كبيراً.
وقدم الحارس التشيلي كلاوديو برافو مستوى متميزاً، وكانت أخطاؤه قليلة للغاية، في حين قدم الحارس الآخر، الألماني مارك أندير تير شتيجن، مستوى متميزاً في منافسات دوري أبطال أوروبا، مما أضفى منافسة قوية على حجز مركز حراسة مرمى الفريق بين الحارسين.
واندمج المدافع الفرنسي جيرمي ماتيو سريعاً في تشكيلة الفريق، وأدى بشكل متميز في الأوقات التي غاب فيها أي من المدافعين الأساسيين، الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو والإسباني جيرارد بيكيه، للإصابة أو للراحة، إضافة إلى ظهوره المتميز بهدف غال في مرمى ريال مدريد في مباراة الكلاسيكو.
5. ندرة الإصابات
في الأشهر القليلة الماضية، عانى ريال مدريد من الإصابات التي ضربت أعمدة هامة في صفوف الفريق، أمثال لوكا مودريتش، خاميس رودريغز، غاريث بيل، كريم بنزيما، سيرخيو راموس وبيبي.. في حين أن برشلونة دخل المراحل الهامة من الموسم بصفوف مكتملة، إذ تعافى المدافع توماس فيرمالين أخيراً من الإصابة التي لازمته منذ انتقاله من آرسنال في الصيف الماضي.
إنريكي يصر على أن ندرة الإصابات في الفريق لم تأت بمحض الصدفة، مرجعاً ذلك إلى استراتيجيته في مداورة اللاعبين، والتي تجعلهم دائماً جاهزين بدنيا وبعيدين عن الإصابات.
6. النقص في مدريد
في ثلاثة من المواسم الخمسة الأخيرة، كان رصيد 96 نقطة غير كاف لبرشلونة ليفوز بلقب الدوري، لكن هذه المرة، ساعدهم تراجع مستوى فريقي مدريد.
أتليتكو مدريد ظل فريقا قويا صعب المراس، إلا أنه لم يحافظ على النسق الذي أدى به الموسم الماضي، وفاز به بلقب الدوري. أما ريال مدريد، فقد تعرض لصدمة كبرى في ديسمبر الماضي، بعدما فاز بكأس العالم للأندية، وأنهى مسيرة من 22 انتصاراً متتالياً، فمنذ ذلك الحين، بدا رجال المدرب كارلو انشيلوتي أقل صلابة في منافسة برشلونة، مما أدى إلى أن تكون مهمة الفريق الكتالوني للظفر باللقب أسهل مما كان متوقعا.
7. إنريكي.. هل هو القائد الحقيقي؟
عادة يأتي المدرب الذي يفوز باللقب مع فريق يدربه في أول مواسمه، في ترتيب أعلى من الرقم 10 في مثل هذا الترتيب، إلا أن الأمر بالنسبة للويس إينريكي كان مختلفاً.
فقد انتشرت جملة أن انتصارات البارسا هذا الموسم جاءت «رغما عن» المدرب، وليس «بفضل» المدرب، والغريب أن مثل هذا الرأي جاء من غرفة ملابس الفريق أيضاً.