اتجه بعض الشباب إلى الأخذ بزمام النتاج الثقافي الكاسد الذي يجسد ضعف الإيمان، ويهشم المبادئ، فالفراغ هو قاتل الإبداع، وهو أشبه بمرض الحياة، ومبيد الطموح.. كيف لا يكون ذلك ونحن نشاهد ضعف واقع بعض الشباب اليوم، فهم إما على الطرق سائرون، أو على الشبكات العنكبوتية غافلون، أو عبر شاشات الفضاء غارقون.
ما أقصده هنا هو قضاء الوقت في الأشياء غير المفيدة، فنحن أحوج ما نكون إلى أن نفكر في برامج تدخل الشباب بمشاريع تحفظ أوقاتهم، وتجذب أنظارهم، وتفتق إبداعهم، ليكون ذلك عوناً على المستقبل المشرق البراق الذي ينبئنا بقدوم حضارة قوية تسهم في دفع عجلة التقدم والبناء.
ينبغي أن يكون المستقبل مهتماً فعلياً بفئات الشباب، فالكل يـستفاد منه، والتطلع ليس لاستثمار المبدع والموهوب فقط، بل يكون ذلك لكل شاب حتى تتنوع الطاقات ويقتل الفراغ، ومن الملاحظ أن هناك بدايات جيدة في الاهتمام بالمبدعين على حسب المجالات وهذا يبشر بنهضة مباركة بإذن الله، لكن الذي قد يتسبب في توقف وفتور هذه النهضة، هم الشباب الذين لا اهتمام لهم، بسبب سلوكياتهم، وضعف قدراتهم.
إن المتأمل في الأنشطة المقامة، والمشاريع الموجودة يجدها تهمش انتماء أكثر الشباب بحجة ضعف قدراتهم، أو عدم الاستفادة منهم، وهذا يشكل خطراً على المجتمع لأنهم قد يهدمون البناء، وينشرون الفساد، ويقللون من الرقي المنتظر، وهذه معادلة ينبغي تفصيلها واستنباط معطياتها ثم البدء في خطوات حلها حتى تحصل الآمال من الشباب الرجال فمن المقترحات العاجلة لاحتواء الشباب وبناء مستقبلهم وتحقيق آمالهم.
أصبح تثقيف المجتمع في سبل التعامل الأمثل مع أخطاء الشباب وضرورة تفعيل البناء التربوي والبرامج الوقائية من خلال المدارس في جميع مراحلها وتفعيل النوادي الثقافية والرياضية داخل الأحياء والإسهام في إعداد القائمين عليها وتكثيف النوادي الصيفية ودعمها ووضع الخطط الإبداعية في ارتقائها بتكثيف المخيمات الشبابية التي تحتفي وتحمي وتربي وتستثمر الشباب بشكل متواصل ببناء الثروة الاقتصادية عن طريقهم، ويكون ذلك عن طريق توفير الدعم المادي حيث يكون هناك قرض مادي يساعد على تمكن الشاب من بناء مشروع اقتصادي ولو كان بسيطاً والعمل على إنشاء المؤسسات الشبابية الحكومية والخاصة التي تظهر الاهتمام، وتظهر التنافس البنــاء في خدمة الشباب.
عبداللطيف بن نجيب
متطوع بدار يوكو لرعاية الوالدين
ناشط اجتماعي