عواصم - (وكالات): سيطر جهاديو تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي على الجزء الشمالي والذي يشكل ثلث مدينة تدمر الأثرية وسط البلاد، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ونشطاء الذين تحدثوا عن أجواء من «الخوف» في المدينة. وأكد مصدر أمني أن عناصر من التنظيم دخلوا إلى الجزء الشمالي من المدينة مشيراً إلى «أن الاشتباكات ماتزال دائرة». وقال التلفزيون السوري إن قوات موالية للحكومة أجلت المواطنين من المدينة.
وعبرت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو» عن «قلقها الشديد» إزاء دخول «داعش» القسم الشمالي للمدينة ودعت إلى وقف «فوري» لإطلاق النار. واعتبر المدير العام للآثار والمتاحف مأمون عبد الكريم أن «الوضع سيء جداً» معرباً عن قلقه حيال مصير المعالم الأثرية جنوب غرب المدينة المعروفة بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية المزخرفة والمدرجة على لائحة التراث العالمي. وأضف «يكفي أن تتمكن 5 عناصر من التنظيم من الدخول إلى المعالم كي يدمروا كل شيء» مناشداً المجتمع الدولي للتحرك من أجل حمايتها.
وأكد عبد الكريم أن «مئات التماثيل والقطع الأثرية تم نقلها من متحف تدمر إلى أماكن آمنة» لكن القطع المعلقة على الجدران وتلك التي يصعب حملها بقيت هناك.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن «تمكن مقاتلو «داعش» من السيطرة على كامل الجزء الشمالي من مدينة تدمر ولاذت القوات النظامية بالفرار من المنطقة التي تمثل ثلث المدينة». وأضاف المرصد أن عناصر التنظيم «دخلوا راجلين وبدون عربات ويتواجدون بين المباني». ويأتي الهجوم للتنظيم بعد استيلائه صباح أمس على مبنى أمن الدولة على حاجز في المنطقة، بالقرب من أحد الأبنية الذي يضم القيود المدنية لسكان المدينة. وقال المصدر الأمني للوكالة أن عناصر التنظيم «دخلوا إلى عمق معين ضمن الحي الشمالي لمدينة تدمر» مشيراً إلى «أن القتال يجري في عدد من الشوارع». وحول احتمال وصول عناصر التنظيم إلى المدينة الأثرية، أجاب المصدر «إنها حرب شوارع ومن الصعب تحديد خطوط التماس» مشيراً إلى أن «جميع الاحتمالات مفتوحة». في وقت سابق، قال المرصد إن ضربات جوية شديدة نفذها التحالف شمال شرق سوريا قتلت 170 من مقاتلي «داعش» في غضون 48 ساعة خلال هذا الأسبوع. وتنسق قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة حملتها الجوية في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا مع وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تقاتل التنظيم الإرهابي على الأرض هناك. من ناحية أخرى، قالت وسائل إعلام سورية إن معلمة قتلت وأصيب 23 تلميذاً عندما سقطت قذائف مورتر على مدرستهم أمس في قلب دمشق.
من جانب آخر اتهم زعيم المعارضة التركية كمال كيليشدار الحكومة بتسليم أسلحة إلى مجموعات إسلامية معارضة في سوريا متعهداً بإغلاق الحدود بشكل محكم أمام تهريب السلاح في حال وصوله إلى السلطة.
وتتعرض تركيا لحملة انتقادات لاتهامها بتسليم أسلحة إلى الفصائل المعارضة التي تقاتل نظام الرئيس بشار الأسد، وهو ما تنفيه أنقرة. وقال زعيم حزب الشعب الجمهوري في مقابلة أجرتها معه صحيفة حرييت «هناك أشرطة فيديو تظهر كيف تم فتح الصناديق في الشاحنات وصور للقنابل».