ـ يحيى العمري:
هلّ العيد ببهجته ومسراته، بألوانه وألعابه وملابسه الجديدة وحلوياته، بابتسامات علت الثغور البرئية، بقلوب تفيض حباً وأيادٍ تجدد اللقاء، بقنابل وطائرات تذكر أطفال سوريا أن الموت قادم، بصواريخ ومدافع ودبابات لا تراعي حرمة لمسجد ولا عهداً لمؤمن ولا يوماً مباركاً من أيام الله.
جاء عيد الفطر السعيد بالبهجة والسرور على أهالي البحرين، ورسم بمقدمه الابتسامة على وجوه الأطفال ممزوجة بدموع الفرح، لتتصافح أيادي الكبار والصغار يتبادلون عبارات التهاني احتفالاً بهذة المناسبة الدينية، انطلاقاً من أداء صلاة العيد والتهليل على المنابر، ومروراً بجولات المعايدة وزيارة الأهل والأصدقاء بعد الإفاضة من الصلاة، ليكون العيد مناسبة لها رونقها الخاص، يتلألأ باجتماع الأبناء والأحفاد بالأهالي والشيوخ وكبار السن والأقارب.
استقبل الأطفال عيدهم الزاهي بلبس الجديد والفرحة العامرة، يجمعون العيادي من آبائهم ومن يكبرونهم سناً، هي عادات سنها العرب وتوارثوها جيلاً بعد جيل، واختص بها البحرينيون لتكون تقليداً خاصاً بهذه المناسبة.
انتظر أحمد العيد منذ أول يوم من رمضان، لما للعيد من بهجة وفرحة خاصة تختلف عن بقية المناسبات والأعياد الوطنية ويقول "أحب عيد الفطر لأنه يجمعني بأهلي وأصدقائي في بيت جدي لنتبادل التهاني والتبريكات، وننتظر حتى موعد غداء العيد، لما لهذه الوجبة من مكانة خاصة كأول وجبة غداء منذ شهر كامل قضيناها في صيام الشهر الفضيل".
بعض الأطفال استقبلوا العيد وفي القلب غصة، منهم من توفي عنه أحد والديه أو فقد عزيزاً آخر، ليستقبل العيد بفرحة ناقصة، ومن الآباء من حال ضيق ذات اليد دون شراء الجديد لأبنائه، ورغم ذلك تظل فرحة العيد أجمل ما يميز هذه الأيام المباركة، ويضفي عليها بهجتها وسرورها.
وعبرت الإعلامية سارة البناي في تغريدة لها عبر "تويتر"، عن مراعاتها لمشاعر من حالت الظروف دون اكتمال فرحته بالعيد، كما يفعل البقية باللبس الجديد والفرحة والسعادة ولقاء الأحبة.
وتقول "فرحة العيد بكل شيء جديد تزول تماماً عندما أرى من لم يفرح بالعيد ولا حتى بحذاء جديد"، وتتابع في تغريدة أخرى "عيب وعار نطلع من شهر الخير والطاعات، وهناك مسلم واحد في الديرة مو لابس ولا حتى قميص جديد".
أطفال سوريا "ما لهم غير الله"، وحظ من دعاء كثيرين تعاطفوا مع محنة إخوانهم هناك، فليس كمثل وجع أطفال سوريا وجع، وليس كمثل "عيدهم" تحت قصف المدافع والطائرات عيد يشابهه، جمعتهم الملاجئ والمخابئ من غارات جيش النظام الغادر، الذي حرمهم من أحضان أمهاتهم الدافئة، وبعيداً عن ملاعب الصبا وكل ما يبعث في النفس المسرة.
هؤلاء الأطفال لا يبحثون عن ملابس جديدة، ولا عن حلوى العيد وعيدياته، ولا يبغون زيارة الملاهي واللعب بالمراجيح، هم فقط يريدون أن يخرجوا خارج لعبة الموت!