34 قتيلاً من «حزب الله» في معارك القلمون منذ بداية الشهر



عواصم - (وكالات): سيطر تنظيم الدولة «داعش» بشكل كامل على مدينة تدمر الأثرية في الصحراء السورية بعد هروب قوات الرئيس بشار الأسد أمام هجوم التنظيم، ما يثير مخاوف جدية على الآثار القيمة الموجودة في المدينة والمدرجة على لائحة التراث العالمي، فيما قتل 34 عنصراً من «حزب الله» الشيعي اللبناني في معارك مع المعارضة بالقلمون منذ بداية الشهر الحالي.
وتفتح هذه السيطرة الطريق أمام التنظيم الجهادي نحو البادية السورية الممتدة من محافظة حمص وسط البلاد، حيث تدمر حتى الحدود العراقية شرقاً. وبالتالي، بات التنظيم يسيطر على نصف مساحة سوريا الجغرافية تقريباً.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن «انتشر عناصر «داعش» في كل أنحاء المدينة بما فيها المنطقة الأثرية جنوب غربها والقلعة في غربها».
وتحدث الناشط محمد حسن الحمصي المتحدر من تدمر عن «انهيار قوات النظام التي انسحبت من معظم المواقع من دون مقاومة تذكر». وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «قوات الدفاع الشعبي انسحبت من أحياء تدمر بعد تأمين خروج معظم الأهالي واستقدام تنظيم داعش الإرهابي أعداداً كبيرة من إرهابييه».
وانسحبت معظم قوات النظام في اتجاه مدينة حمص، بحسب المرصد الذي أشار إلى أن «قسماً من السكان نزح إلى حمص، بينما لازم آخرون منازلهم».
وبدأ التنظيم هجومه في اتجاه مدينة تدمر في 13 مايو الحالي وسيطر على مناطق محيطة بها خلال الأيام الماضية وسط معارك ضارية مع قوات النظام. وتمكن من دخول المدينة وتقدم فيها سريعاً.
ولم يعرف بالتحديد مصير نزلاء سجن تدمر الواقع شرق المدينة والذي وصفه الناشط محمد الحمصي على حسابه على موقع «فيسبوك» بـ»القبر الكبير»، وهو سجن ذاع صيته في الثمانينات بسبب ممارسات القمع التي حصلت فيه على يد نظام الرئيس الراحل حافظ الأسد.
وقال المرصد إن قوات النظام قامت خلال الأيام الماضية بنقل السجناء إلى مكان آخر لم يحدد.
وبحسب المرصد، أسفرت معركة تدمر التي استمرت 8 أيام عن مقتل 462 شخصاً، هم 71 مدنياً و241 من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية لها، و150 عنصراً من «داعش».ويثير دخول التنظيم الجهادي إلى المدينة العريقة قلقاً في العالم، إذ سبق للتنظيم أن دمر وجرف مواقع وقرى أثرية في سوريا وفي العراق خصوصاً بينها آثار الموصل ومدينتا نمرود والحضر التاريخيتان.
وحذرت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو» ايرينا بوكوفا شريط فيديو نشر على موقع المنظمة الإلكتروني من أن «أي تدمير لمدينة تدمر لن يكون جريمة حرب فحسب وإنما أيضاً خسارة هائلة للبشرية». وطالب المدير العام للمتاحف والآثار السورية مأمون عبد الكريم المجتمع الدولي بالتحرك لإنقاذ المدينة.
وكانت تدمر قبل اندلاع الأزمة السورية في 2011 الوجهة الأساسية للسياح في سوريا، إذ كان يزورها سنوياً أكثر من 150 ألف سائح. وفتحت السيطرة على تدمر الطريق للتنظيم على البادية السورية حيث لايزال النظام يحتفظ فقط ببعض المواقع العسكرية بينها 3 مطارات عسكرية «س 1» و»س 2» ومطار تيفور العسكري. وقال عبد الرحمن «بات التنظيم بعد سيطرته على كامل منطقة تدمر والغالبية الساحقة من البادية السورية يسيطر على أكثر من 95 ألف كلم مربع من المساحة الجغرافية لسوريا»، أي ما يوازي نصف مساحة البلد، وإن كانت هذه المساحة لا تضم الغالبية السكانية. وأوضح الخبير الفرنسي في الشؤون السورية فابريس بالانش أن سيطرة التنظيم «تؤمن تواصلاً جغرافياً مع العراق من خلال البادية السورية».
وأشار إلى أن السيطرة على تدمر تعني أيضاً «السيطرة على حقول مهمة للغاز تغذي محطات التوليد الكهربائي السورية». ورأى أنه على الرغم من أن «داعش» «لن يتمكن من استثمار هذه الحقول، لكنه يحرم المناطق الحكومية من جزء آخر من تموينها بالطاقة».
وبات «داعش» يسيطر على «الغالبية الساحقة من حقول النفط والغاز في سوريا»، بحسب المرصد. وبقي خارج سيطرته حقل شاعر الذي تسيطر عليهما قوات النظام في ريف حمص الشرقي، وحقول رميلان التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية في ريف الحسكة.
ويتواجد التنظيم في 30% من محافظة الحسكة شمال شرق المحافظة وفي محافظة الرقة باستثناء بعض القرى التي استولى عليها المقاتلون الأكراد وفي كامل محافظة دير الزور شرقاً باستثناء نصف مدينة دير الزور ومواقع أخرى محددة للنظام، والجزء الشمالي الشرقي من محافظة حلب باستثناء بلدة عين العرب «كوباني» الكردية ومحيطها. كما بات له تواجد كثيف في ريف حمص الشرقي من تدمر إلى الحدود العراقية، وفي ريف حماة الشرقي وسط البلاد.
من ناحية أخرى، أفادت مصادر بارتفاع عدد قتلى «حزب الله» الشيعي اللبناني الذين سقطوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في سوريا إلى 4، في حين قصف الجيش اللبناني مواقع يعتقد أنها تابعة للمعارضة السورية حول بلدتي راس بعلبك وعرسال في شمالي شرقي لبنان.
وقالت المصادر إن عدد قتلى حزب الله ازداد 4 خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مما يرفع المجموع إلى 34 منذ الرابع من الشهر الجاري، عندما بدأت المعارك في منطقة القلمون شمال دمشق بين «حزب الله» و»جيش الفتح».