العبادي يطالب روسيا بدور أكبر ضد «داعش»
سقوط الرمادي يضعف ثقة العشائر السنية بالحكومة العراقية



عواصم - (وكالات): لقي 8 من عناصر الحشد الشعبي - منهم 5 من كتائب «حزب الله» فرع العراق - مصرعهم وأصيب 13 آخرون بمحيط معسكر المزرعة جنوب شرق الفلوجة بمحافظة الأنبار، فيما أعلن تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي سيطرته على مدينة حصيبة شرق مدينة الرمادي، بينما أعلنت الولايات المتحدة أنها بصدد إعادة النظر في استراتيجيتها المعتمدة منذ أشهر ضد «داعش»، بعد سيطرته على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غرب العراق. من جهته دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي روسيا إلى لعب دور أكبر في محاربة التنظيم الإرهابي خلال لقاء مع نظيره الروسي ديمتري مدفيديف في موسكو.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة تنوي تسليم العراق ألف سلاح مضاد للدبابات في يونيو المقبل للتصدي لتفجيرات «داعش» الانتحارية كتلك التي ساعدته في الاستيلاء على الرمادي.
واعتبرت واشنطن التي تقود منذ الصيف تحالفاً دولياً يشن ضربات جوية ضد التنظيم في سوريا والعراق، ويقوم بتدريب القوات الأمنية على قتال الجهاديين لاستعادة المناطق التي يسيطرون عليها، سقوط الرمادي «انتكاسة»، رغم تأكيدها القدرة على استعادتها في وقت قريب.
وشكل سقوط الرمادي أبرز تقدم لـ «داعش» في العراق منذ يونيو الماضي، عندما سيطر على مناطق واسعة شمال البلاد وغربها. وقال مسؤول أمريكي بارز «ستكون واهماً إذا ما حصل شيء من هذا القبيل ولم تقل «ما الخطأ الذي حدث، وكيف يمكنك إصلاحه وكيف يمكننا تصحيح المسار للانطلاق من هنا»». وأضاف «هذا بالضبط ما نفعله، النظر بعناية في الموضوع». وأثار سقوط الرمادي شكوكاً جدية حول استراتيجية واشنطن منذ أغسطس الماضي، والتي اقتصرت على الغارات اليومية والتدريب. وقال وزير الدفاع السابق روبرت غيتس لقناة «ام اس ان بي سي» «لم تكن لدينا استراتيجية فعلية على الإطلاق. نحن نقوم بهذه المهمة كل يوم بيومه». ويتواجد حالياً مئات المستشارين العسكريين الأمريكيين في قواعد عسكرية في الأنبار، إضافة إلى قواعد أخرى قرب بغداد وفي إقليم كردستان شمالاً، لتقديم المشورة والتدريب للقوات على مواجهة الجهاديين. كما كانت واشنطن تحض حكومة العبادي على تعزيز دور العشائر السنية في محافظة الأنبار، والتي قاتلت لأشهر ضد «داعش»، وحاربت قبل أعوام تنظيم القاعدة.
إلا أن سقوط الرمادي دفع العبادي إلى طلب مشاركة قوات الحشد الشعبي، المؤلفة بمعظمها من فصائل شيعية مسلحة، في معارك الأنبار ذات الغالبية السنية، في ما شكل ضربة لمساعيه المدعومة أمريكياً، بتشكيل قوى مختلطة مذهبياً، قادرة على مواجهة الجهاديين.
وبدأت فصائل شيعية بإرسال تعزيزات إلى الأنبار حيث تحاول بغداد الإفادة من عامل الوقت لبدء الهجوم قبل أن يحصن التنظيم دفاعاته في الرمادي. ويثير الدور المتنامي لهذه الفصائل المدعومة من إيران، تحفظ الولايات المتحدة. رغم ذلك، تبدو هذه الأخيرة مصممة على استعادة الرمادي. وأضعف سقوط مدينة الرمادي بيد «داعش»، ثقة العشائر السنية بحكومة العبادي الذي شدد مراراً على دورها في مواجهة الجهاديين، من دون أن يقدم لها الدعم الذي طالبت به. وتشعر عشائر الأنبار بعد سقوط مركز المحافظة بيد الجهاديين الذين قاتلتهم أشهراً، بأنها وحيدة في الميدان ومضطرة للقتال بمفردها ضد التنظيم الذي أعدم المئات من أبنائها خلال الأشهر الماضية لحملهم السلاح ضده. من ناحية أخرى، دعا العبادي روسيا إلى لعب دور أكبر في محاربة «داعش» خلال لقاء مع نظيره الروسي ديمتري مدفيديف في موسكو. وأعلن العبادي أن الإرهاب «يتطور ويأخذ أشكالاً جديدة. وهذا يتطلب تيقظاً متزايداً من قبل روسيا ونحن نتوقع تعاوناً أكبر في هذا المجال».
من جهته أشاد مدفيديف بقدوم العبادي في أول زيارة له إلى موسكو من المفترض أن يلتقي خلالها الرئيس فلاديمير بوتين.وكانت روسيا زودت العراق بعدة مروحيات قتالية من طراز ام آي 28 وقبلها بمروحيات ام آي 35 ومقاتلات اس يو 25 يستخدمها الجيش العراقي لمحاربة الجهاديين.
ميدانياً، لقي 8 من عناصر الحشد الشعبي - منهم 5 من كتائب «حزب الله» فرع العراق - مصرعهم وأصيب 13 آخرون بمحيط معسكر المزرعة جنوب شرق الفلوجة بمحافظة الأنبار، فيما أعلن تنظيم الدولة «داعش» سيطرته على مدينة حصيبة شرق مدينة الرمادي.
وقال مصدر عسكري إن قتلى وجرحى الحشد الشعبي سقطوا بقصف لـ «داعش» على رتل لعرباتهم بمحيط معسكر المزرعة. وأدى القصف كذلك إلى تدمير 3 عربات وإلحاق أضرار بعربات أخرى. وأضاف المصدر أن نحو 700 من مسلحي الحشد الشعبي بينهم 300 من كتائب «حزب الله» فرع العراق، وصلوا إلى معسكر المزرعة حيث مقر الفرقة الأولى، ومعهم تعزيزات وآليات عسكرية وأسلحة خفيفة ومتوسطة.