تظهر في المجتمع بين الفترة والأخرى ظواهر سلوكية شاذة وأفكار غريبة هدامة، وتصرفات خاطئة ديناً وعرفاً، فإذا قبلها الناس وسكتوا عليها تحولت من ممارسات فردية إلى ظاهرة اجتماعية مقلقة تهدد المجتمع، وتنذر بكارثة اجتماعية وأخلاقية خطيرة، تدمر الأسرة وتهدد أمنها واستقرارها وتماسكها.
وقد يزيد الخطر ليصل إلى اختلال في تركيبة المجتمع، وتصدعه من الداخل، بالإضافة إلى آثارها السلبية على الناشئة من انحلال للقيم وظهور التصرفات الشاذة في المجتمع.
ومن هذه الظواهر ظاهرة غريبة دخيلة علينا، وفدت نتيجة الغزو الفكري الغربي, والانفتاح الإعلامي الرهيب الذي أخذ على عاتقه إفساد الفتاة المسلمة، وتدمير الأسرة.
لقد صدَّر لنا من الخارج كل ما يسلب القيم، ويتنافى مع الفطرة السليمة النابعة من ديننا وقيمنا وللأسف هذه الظاهرة بدأت تتزايد بين الفتيات في المدارس والجامعات بشكل غريب حتى أصبحت ظاهرة يشاهدها الناس في الأماكن العامة من غير خجل أو حياء.
ظاهرة (البويات) أصبحت تمثل أرقاماً مخيفة في مجتمعاتنا الخليجية، وأصبحت مشكلة تدق ناقوس الخطر، وتنبئ بكارثة أخلاقية مستقبلية إذا لم يتم التصدي لها بحزم، لذا يجب أن تٌسخر كل الوسائل والإمكانات لمحاربتها ووأدها قبل أن تنتشر وتستفحل في المجتمع فيصعب بعدها القضاء عليها.
كثيرة هي الحوادث التي تم تسجيلها في المدارس والجامعات، فقد تحدثت إحدى الباحثات في البحرين عن هذه الظاهرة بقولها: ( في مدارس البحرين الإعدادية والثانوية لا يوجد فصل دراسي يخلو من بوية واحدة على الأقل).
ومما يؤكد كثرتها وتحولها إلى ظاهرة في المجتمع انتشار (البويات ) المسترجلات في الشوارع والمتنزهات والأماكن العامة والمجمعات التجارية وكثرة ما تستقبله المراكز الاجتماعية من أسئلة وشكاوى حول هذه الظاهرة وكيفية علاجها والتعامل معها.
لابد من الحذر من هذه الظاهرة التي هي في ازدياد مطرد بين الفتيات، لذا وجب مواجهة هذا الخطر بالقانون الصارم وبالتربية الصحيحة التي تهدف إلى التصحيح لا النبذ.
نؤكد هنا على أهمية تضافر الجهود جميعاً بين الأفراد والأسرة والمؤسسات التعليمية والمراكز الاجتماعية لمحاربة هذه المشكلة والقضاء عليها والقيام بواجب التوعية والتحذير منها وخصوصاً بين الفتيات المراهقات.
قال الشاعر :
عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه ... ومن لم يعرف الشر من الخير يقع فيه
ولكي يتسنى للمصلحين والمعلمين الوقوف على هذه الظاهرة والبحث عن أسبابها وإيجاد الحلول المناسبة لها والعلامات قد تكون نفسية أو بدنية يصاحبها تغير ملحوظ في الشكل والهيئة ويستنكرها الجميع ومن هذه العلامات:
-1 قصات الشعر الغريبة التي تشابه قصات شعر الرجال بل قد يتعدى ذلك إلى حلق البوية للشارب والذقن لكي ينمو لها شعر كالرجال تماماً، وكراهية البوية للشعر الطويل.
-2 لبس الملابس الرجالية كالبنطال الخاص بالرجال ولبس الساعات الرجالية واستخدام العطورات الرجالية والنفور من لبس الملابس الخاصة بالنساء.
-3 الخشونة في الصوت والمعاملة.
-4 حب( البوية) لممارسة الألعاب الرياضية الخشنة.
-5 الابتعاد عن جميع أدوات التجميل والزينة في الوجه أو اليدين التي فطرت المرأة على حبها والتزين بها.
-6 كراهية (البوية) للزواج أو الحديث عنه أو مناقشته مع الأهل.
-7 ترغب الفتاة المسترجلة (البوية) بأن يناديها الآخرون وخصوصاً الفتيات باسم رجل، وهذا يلاحظ في مذكراتها الخاصة أو دفاترها وكتبها أو اسمها في مواقع التواصل الاجتماعي لجذب الفتيات إليها.
-8 تميل (البوية) إلى المبالغة في المداعبة والمزاح مع الفتيات.
نذكر هذه الصفات بقصد تنبيه أولياء الأمور بأهمية متابعة الأبناء وعدم الغفلة عنهم والتأكد ممن يصاحبون فإن الصاحب كما قيل ساحب إلى الخير أو الشر ولعل الكثير من الفتيات التي وقعت ضحية لمثل هؤلاء الفتيات (البويات) اعترفن بأن السبب أولاً هو غفلة الآباء وعدم النصح والمتابعة لهنّ.
والله من وراء القصد

محمد علي الخلاقي