تقرير- عبد الله إلهامي:
توالت الأنباء من قبل وزارة الخارجية الإسرائيلية عن افتتاح سفارات افتراضية لها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ببعض الدول العربية، زاعمة أن الهدف «إجراء حوار بناء»، إذ أعلنت الخارجية في 21 مايو الماضي عن إطلاق حساب يحمل اسم «إسرائيل في دول الخليج» على الموقع نفسه، ما رأى فيه محللون سياسيون «محاولة إسرائيلية لكسر العزلة واستجداء دول الخليج وشعوبها المعادية لسياساتها ضد العرب والمسلمين في فلسطين وغيرها».
ويأتي إطلاق هذا الحساب بعد حسابات، وصفها المحللون بـ»المشبوهة» موجهة إلى دول عربية من بينها لبنان، رغم عدم افتتاح سفارات رسمية لسلطات الاحتلال في تلك الدول.
ووصف الموقع الإسرائيلي نفسه بأنه «القناة الرسمية للسفارة الإسرائيلية الافتراضية إلى دول مجلس التعاون الخليجي»، وكتب القائمون على الحساب: «هذا هو الحساب الرسمي للسفارة الافتراضية لإسرائيل في دول الخليج. هدفنا هو الترويج للحوار مع سكان دول الخليج».
المحلل السياسي عبدالله الجنيد قال إن «إسرائيل تحاول الهروب من انعدام وجود قنوات دبلوماسية أو رسمية مع الدول العربية من خلال فتح نوافذ أخرى على الشعوب لتحسين صورتها بما يخدم مشروعها، وإن كانت تدعي بأن تلك الحسابات تأتي لفتح حوار بناء، فهي بالأساس ليس لها أية مشاريع للتفاوض أو حلول دولية، فهي تقوم على مسألة واحدة تتلخص في مشروعها الخاص القائم على أن تلك الأرض موعودة لبني إسرائيل».
الانخراط
وقال أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة تل أبيب اسحق غال «قررنا أن تكون السفارة الافتراضية أداة جيدة جداً للدخول في حوار مع أشخاص من دول مجلس التعاون الخليجي»، وفق ما نشرته صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية في تقرير لها على موقعها الإلكتروني قبل أكثر من أسبوع.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية وأحد القائمين على حساب «السفارة الافتراضية» على تويتر ايجال بالمور «نريد تغريدات من أي شخص في تلك البلدان (الخليجية)، يريد الانخراط معنا في حوار حول أي موضوع: سواء أكان تجارياً أم في مجال العلوم أم في شؤون السياسة أم في قضايا المجتمع».
وقال التقرير إن المحاولات السابقة لتعزيز علاقات «حقيقية» بين المجلس وإسرائيل باءت بالفشل، وهذه العلاقات حسَاسة بسبب الدعم الشعبي واسع النطاق للقضية الفلسطينية بين مواطني دول الخليج والمقيمين الأجانب. وتحظر دول مجلس التعاون الخليجي التجارة مع إسرائيل وتمنع مواطنيها من دخولها.
التوسع
المحلل السياسي عبد الله الجنيد قال إن إسرائيل تحاول الهروب من انعدام وجود قنوات دبلوماسية أو رسمية مع الدول العربية من خلال فتح نوافذ أخرى على الشعوب لتحسين صورتها بما يخدم مشروعها القومي، وإن كانت تدعي بأن تلك الحسابات تأتي لفتح حوار بنّاء، فهي بالأساس ليس لها أية مشاريع للتفاوض أو حلول دولية، فهي تقوم على مسألة واحدة تتلخص في مشروعها الخاص القائم على أن تلك الأرض موعودة لبني إسرائيل، وهبة من الله لشعب الله المختار، لذلك فإن لديهم تفويضاً إلهياً بالاستحواذ على الأرض. وبالتالي تسقط كل الموانع الأخرى لذلك، من القانون الدولي والمعاهدات الدولية والتفاهمات السياسية والحدود وغيرها.
ولفت إلى أن التوسع الإسرائيلي يأتي نتيجة للقصور في الأداء العربي، إذ إن الإعلام يمثل لها نوعاً من القوة التي تخدم مشروعها القومي، فتفعل علاقاتها من خلال مؤسسات بحثية وشركات، ما يجعل المتاح لها بهذا الخصوص أضعاف ما هو متاح لنا، رغم أننا أكبر حجماً، إلا أننا لا نوظف قدراتنا إعلامياً بما يتناسب مع حجمنا وخدمة مشروعنا.
وأضاف أن مسألة السفارات الافتراضية يمكن توظيفها بشكل بارز، فقد أختلف معك كدولة لكن بإمكاني إيصال صوتي لأي مكان في العالم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يسهل في تلك الحالة استسقاء المعلومة وتقديم رؤية يمكن أن تختلف عما يقدم في الحقيقة، وإيصالها بسهولة في ظل تلك العوالم الافتراضية.
وشدد على التعاطي مع إعلام حي يستطيع الخروج من القوالب المرسومة، وإلا لن نستطيع إيصال صوتنا، وما لم يصل للآخرين رؤانا فلن يستطيعوا تقييمنا.