أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء رفض البحرين أي لون من ألوان التدخل بشؤونها، أومحاولات الهيمنة والسيطرة عليها، أو نيل أي كان من كرامة المملكة وسيادتها، إذ قال سموه: "نحن شركاء في هذا الجزء من العالم ولا يحق لأحد احتكار دور الراعي، مشدداً على أن "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل" جاءتا تأكيداً لوحدة الهدف والمصير العربي.وأضاف سموه، في حوار مع صحيفة "الأخبار" المصرية تنشره بالتزامن مع الصحف البحرينية اليوم، أن "البحرين تسير بخطى واثقة نحو الغد الأفضل ومواكبة ركب التقدم العالمي"، مشيراً إلى أنه "بالإرادة والعمل سوف نحقق ما نرجوه، فالبحرين تنتظر منا الكثير وعلينا أن نستجيب لكل متطلباتها، وإننا نمضي بهمة واقتدار للوصول إلى المكانة التي نرجوها للبحرين حاضراً ومستقبلاً".وتابع سمو رئيس الوزراء أن "هدفنا هو أن ننعم بثمرات الجهود المتواصلة التي عملنا من أجلها في بناء الحياة وتوسيع آفاق العمل وإن ثقتنا لكبيرة بعون الله، ثم بحكمة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وتلاحم شعب البحرين مع قيادته، بأننا قادرون على مواجهة أية تحديات تحول بيننا وبين صناعة الحياة التي نرتضيها للمجتمع وإلى الأفق الذي يجب أن نرى أنفسنا فيه". وقال سموه: "علينا النهوض بحاضر الوطن ومستقبله، وأن نضع دائماً أنفسنا أمام مسؤوليات متجددة حتى تتعزز المسيرة بالإرادة والعمل ولنرسي للوطن والمواطنين دعائم الخير والرفاهية".وأكد سموه أن "كل الجهود تهدف إلى أن ينعم شعب البحرين بالرفاه وجودة الحياة، وأن ما نحتاج إليه اليوم هو أن تتلاقى الجهود أمام مسؤوليات المستقبل، وهذا لا يضمنه إلا الأمن والاستقرار".وحول الميزانية الجديدة، قال سموه إنها "تركز على دعم القطاعات التي تعزز النمو الاقتصادي في البحرين، من خلال توفير العناصر الأساس التي تسهم في توفير الحوافز والتسهيلات التي تشجع القطاع الخاص في المجالات التجارية والاستثمارية، إلى جانب تطوير قطاعات الصناعات والسياحة والإسكان والصحة والتعليم والبنية التحتية وغيرها". وتابع سمو رئيس الوزراء: "نسعى دائماً إلى زيادة نسبة المكونات الأخرى من مصادر الدخل في الناتج القومي، وهذا لا يعني أننا لن نتأثر بإنخفاض أسعار النفط، ولكننا نسعى إلى تخفيف تداعيات هذا الانخفاض على اقتصادنا، وعلى مشروعاتنا التنموية، وهو ما تطلب منا ترتيب أولوياتنا، كما أننا نحرص على ترشيد الإنفاق، ونثق في أننا سنتجاوز فترة انخفاض أسعار النفط بأقل الخسائر قدر الإمكان". وعلى صعيد العمل الخليجي المشترك، أكد سموه أن "دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، تربطها روابط ثابتة، والبحرين تدعم ونؤيد أي خطوة من شأنها أن تقوي العلاقات بين دول الخليج.وشدد سموه على أن "السعودية تمثل صمام أمان وعامل مهم لتحقيق التوازن والاستقرار في المنطقة، فهي الداعم والسند القوى لأشقائها في منطقة الخليج العربي والعالمين العربي والإسلامي، ومواقفها العربية والإسلامية يشهد بها البعيد والقريب". وأشاد سموه بـ"حكمة وبصيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة، وإدارته المتميزة لمختلف الملفات والقضايا ونصرته لأمتيه العربية والإسلامية، وحرصه على وحدة الصف والكلمة".وفي الشأن العربي، أشار سموه إلى أن "ما نشهده في المنطقة حالياً، هو امتداد لسنوات طويلة من التوتر والتدخلات الخارجية التي لا تنتهى سواء من قوى إقليمية أودولية في شؤون دولنا الداخلية، وهي تدخلات تستهدف تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة، مدفوعة بنزعات تهدف إلى الهيمنة والسيطرة على مقدرات دول المنطقة وشعوبها". وحذر سموه من أن "بث الفتن وترويج الخلافات الطائفية كان ولايزال الخطر الذي نحذر منه، والمدخل الذي يدخل منه من لا يريدون الخير للمنطقة العربية، ويرون في تقسيمها هدفاً أساسياً للسيطرة على خيرات هذه المنطقة". وقال سموه:" ما شهدته منطقتنا العربية في السنوات القليلة الماضية من تطورات خطيرة واستهداف لأمننا واستقرارنا ومستقبل شعوبنا يؤكد أنه لم يعد هناك مجال للفرقة أو العمل المنفرد، وأن قوتنا هي في وحدتنا وثقتنا بأنفسنا وبقدراتنا". وفيما يتعلق برؤية سموه تجاه سبل التصدي للإرهاب العالمي، قال سموه إن ما يحدث من ارهاب اليوم ومحاولة لصقه بالإسلام، هو بعيد كل البعد عن روح الإسلام العظيم، فالإرهاب ظاهرة خطيرة لا دين لها ولا تستثني أحداً. وجدد سموه التأكيد على أهمية التعاون الدولي الجاد والحازم في التصدي لآفة الإرهاب، مؤكداً أنه " لن يكون أحد بمأمن من الإرهاب الذي عانينا منه، ما لم يكن هناك جهد دولي مشترك لاجتثاث هذه الآفة وتطهير العالم منها ومن جرائمها". وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين البحرين ومصر، أكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أن "العلاقات مع مصر ليست وليدة اليوم بل ممتدة عبر التاريخ ولا تتأثر بأية متغيرات، معرباً سموه عن تطلعه إلى زيادة وتيرة التعاون بين البلدين خاصة على الصعيد الاقتصادي". وشدد سموه على أن "الدور المصري كان ولا يزال وسيستمر عنصر التوازن في المنطقة وداعماً لتحقيق الأمن والاستقرار، وسنداً لدول المنطقة، بل وللأمة العربية بأسرها".وفيما يلي نص الحوار:•كيف تنظرون سموكم إلى الأوضاع التي تشهدها المنطقة في الوقت الحاضر، وما هي رؤيتكم لمستقبل المنطقة في ضوء تلك التطورات؟ـ بداية نرحب بكم ونسعد دائماً بزيارات رجالات الصحافة والإعلام في جمهورية مصر العربية الشقيقة إلى بلدهم الثاني مملكة البحرين، ويسعدني أن ننقل من خلالكم ومن خلال صحيفتكم الموقرة تحياتي وأمنياتي الطيبة إلى الأشقاء في مصر العزيزة قيادة وحكومة وشعباً، وإننا لنتطلع إلى المزيد من التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات.وبالعودة إلى سؤالكم فإن ما نشهده في المنطقة حالياً هو امتداد لسنوات طويلة من التوتر والتدخلات الخارجية التي لا تنتهي سواء من قوى إقليمية أو دولية في شؤون دولنا الداخلية، وهي تدخلات تستهدف تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة، مدفوعة بنزعات تهدف إلى الهيمنة والسيطرة على مقدرات دول المنطقة وشعوبها.وهؤلاء الذين يمارسون هذه النزعات أو ينفذون توجهات تصب في مصالحهم الخاصة، لا يعرفون أن شعوبنا لا تقبل محاولات الهيمنة أو السيطرة، وترفض محاولات عرقلة نموها وتطورها، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بأمننا القومي وبمستقبل شعوبنا المسالمة التي تسعى دائماً وتمد أيديها إلى كل الدول والشعوب المحبة للسلام، ولا تريد سوى أن يلتزم الجميع بالمبادئ والقوانين الدولية وخاصة حسن الجوار وعدم تدخل أي دولة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.•هل ترون سموكم أن التطورات الأخيرة في المنطقة وانطلاق التحالف العربي من خلال عمليتي "عاصفة الحزم"، و"إعادة الأمل"، دليل على نفاذ صبر دول المنطقة، وتأكيد على أنه لم يعد هناك مجال للصمت؟ـ لا يمكن أن نرى ما يهدد مصالحنا وأمننا القومي في المنطقة والأمة العربية ونلزم الصمت أوعدم الحراك، ومن هنا كان هذا التحرك العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، الذي جاء تأكيداً على وحدة الهدف والمصير، وأن وحدة العرب ينبغي أن تكون حاضرة وأن يعلم الجميع أن العرب لن يسمحوا أبداً بالتجاوز.ونحن نؤكد على أن مستقبل المنطقة يتجه نحو الأفضل، وأن الوقت قد حان لكي تنعم دولها وشعوبها بالأمن والاستقرار، وأن يتفرغ أبناؤها للتنمية بعيداً عن الحروب والصراعات، وأن يدرك الجميع أن التعاون بين مختلف الدول في المنطقة بل وفي العالم هو أمر حتمي، وأنه السبيل لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.ونحن متفائلون دائماً، فلدينا كل الإمكانيات للنهوض بدولنا وشعوبنا، ونملك الإرادة لتحقيق ذلك، ولا يبقى إلا أن نواصل الجهود وبخطى حثيثة لترجمة الطموحات إلى واقع عملي في الوقت الذي نمد أيدينا لكل الأصدقاء في العالم أجمع، كي نصنع مستقبلاً أفضل للبشرية.•خطت الدول العربية خطوة هامة بالبدء في إجراءات تشكيل قوة عربية مشتركة.. كيف تنظرون سموكم إلى هذا الأمر، وإلى غيره من خطوات التعاون العربي المطلوبة في الوقت الحاضر؟.ـ هذه خطوة طال انتظارها فنحن في عالم التحالفات، ولدينا نماذج عديدة في العالم تتحالف عسكرياً من أجل درء المخاطر والحفاظ على الأمن والاستقرار، ونرى أن تشكيل هذه القوة سيشكل عامل ردع في الحفاظ على حدود وسيادة هذه الدول.ونحن نرى أن ما شهدته منطقتنا العربية في السنوات القليلة الماضية من تطورات خطيرة واستهداف لأمننا واستقرارنا ومستقبل شعوبنا، قد أكد مجدداً على أهمية التكاتف والتعاضد فيما بيننا، وأوضح بما لايدع مجالاً للشك أنه لم يعد هناك مجال للفرقة أو العمل المنفرد، وأن قوتنا هي في وحدتنا وثقتنا بأنفسنا وبقدراتنا. •وكيف ترون سموكم مخاطر الترويج للخلافات المذهبية في المنطقة العربية؟.ـ إن بث الفتن وترويج الخلافات الطائفية، كان ولايزال الخطر الذي نحذر منه، والمدخل الذي يدخل منه من لا يريدون الخير للمنطقة العربية، ويرون في تقسيمها هدفاً أساسياً للسيطرة على خيرات هذه المنطقة.وينبغي أن نتنبه إلي مايحاك حولنا، وأن لا نغفل عن خطوات تنفيذه التي نراها ماثلة أمام أعيننا، ونؤكد على أننا لن نتمكن من إحباط مثل هذه التوجهات، الا بتكاتفنا ووحدتنا وتضامننا مع بعضنا البعض، فهم لن يتمكنوا منا إلا فرادى بينما ستفشل مخططاتهم إذا كنا جميعاً على قلب واحد لحماية حاضرنا وتأمين مستقبل أجيالنا القادمة.ولعل النظرة المتفحصة إلى التاريخ القريب والقديم، واستلهام العبر والعظات من أحداثه، تبين ذلك، فنحن بحاجة إلى مزيد من الوعي لما يدور من حولنا، واليقظة مطلوبة وتعاوننا في مواجهة تلك التوجهات ينبغي أن يكون منهاج عمل، وأن نتحلى بالوعي المطلوب لحماية بلادنا وأمتنا.•بعض التقارير المغرضة تتحدث عن البحرين، وتصور الأمر فيها على أنه أقلية سنية تحكم أغلبية شيعية .. هل هناك ما يمكن الرد به على تلك التقارير؟.ـ لقد قلتم أنها تقارير مغرضة فماذا ننتظر بعد ذلك .. نحن في مملكة البحرين وعبر تاريخ طويل لا نتعامل بتصنيفات مذهبية، والدليل على ذلك أن البحرينيين على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم موجودون جنباً إلى جانب في كل مكان وفي كافة مرافق العمل.إن من يرددون مثل هذه المقولات ويروجونها هي محاولات للتفرقة بين الشعوب وإثارة النعرات وبث الفرقة بين أبناء الشعب الواحد.لكنني أطمئنكم بأننا في البحرين ولله الحمد، كنا وسنظل نعتز ونفخر بأننا مجتمع الأسرة الواحدة المتحابة المسالمة، التي لا تضمر شراً لأحد، بل تتمنى الخير للجميع، فنحن في بلادنا، نتعايش جميعاً من مختلف الأجناس والأعراق والمذاهب والديانات بلا تفرقة، أما من يسعون إلى غير ذلك فهم ليسوا منا. وأستطيع أن أقول لكم إننا ولله الحمد، نسير بخطى واثقة نحو الغد الأفضل ومواكبة ركب التقدم العالمي، وإن ثقتنا لكبيرة بعون الله، ثم بحكمة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وتلاحم شعب البحرين مع قيادته، بأننا قادرون على مواجهة أية تحديات تحول بيننا وبين صناعة الحياة التي نرتضيها للمجتمع وإلى الأفق الذي يجب أن نرى أنفسنا فيه".وبالإرادة والعمل سوف نحقق ما نرجوه، فالبحرين تنتظر منا الكثير وعلينا أن نستجيب لكل متطلباتها. إننا نمضي بهمة واقتدار للوصول إلى المكانة التي نرجوها للبحرين حاضراً ومستقبلاً.•هل تأثرت البحرين على المستوي الاقتصادي بأزمة فبراير2011 .. وكيف استطاعت الحكومة تجاوز تلك الأزمة ؟.إننا في البحرين بحمد الله لدينا شعب واعٍ ويعلم أنه مستهدف، وأن الخطوة الأولى لاستهدافه، هي ضرب اقتصاده وشل حركته التنموية، وبفضل الله تمكننا من تجاوز كل ذلك، ونحن الآن نستعيد معدلات نمونا الاقتصادي، رغم كل التحديات والمصاعب الاقتصادية التي تشهدها المنطقة والعالم.ونؤكد أن انتباهنا لن يحيد عن أن نرى شعب البحرين ينعم بالرفاه وجودة الحياة، فالعالم يعيش اليوم في تقدم متلاحق ونحن أمام مرحلة وطنية لها التزاماتها التنموية والاقتصادية ونعمل بواقعية من أجل خدمة البحرين وراحة ورفاهية شعبها، وما نحتاج إليه اليوم هو أن تتلاقى الجهود أمام مسؤوليات المستقبل، وهذا لا يضمنه إلا الأمن والاستقرار.وإننا لنتعجب من الذين يصفون ما حدث في السنوات القليلة الماضية، بأنه كان "ربيعاً"، فهل رأى أحد ربيعاً تتدهور فيه حياة الناس إلى هذا المستوى الذي نراه في بعض الدول بمنطقتنا، وإذا كانوا يصفون الجحيم بأنه "ربيع" و"فوضى خلاقة" فهو خداع للناس بازدهار زائف.•كيف تتعامل البحرين مع أزمة انخفاض أسعار النفط، وما هو تأثير ذلك علي خطط التنمية في البحرين ؟.ـ لقد اعتدنا في مملكة البحرين على أن نأخذ الحيطة، وأن ندرس مالدينا من واقع ومعطيات جيداً عند تخطيطنا لأية مشروعات، أو في المجالات التنموية الاقتصادية، ومختلف المجالات على وجه العموم، ونحن نأخذ في الاعتبار مختلف التوقعات ومن بينها بطبيعة الحال اتجاهات الأسواق العالمية.وكنا ولا نزال نسعى دائماً إلى زيادة نسبة المكونات الأخرى من مصادر الدخل في الناتج القومي، وهذا لا يعني أننا لن نتأثر بانخفاض أسعار النفط، ولكننا نسعى إلى تخفيف تداعيات هذا الانخفاض على اقتصادنا، وعلى مشروعاتنا التنموية، وهو ما تطلب منا ترتيب أولوياتنا، كما أننا نحرص على ترشيد الإنفاق، ونثق في أننا سنتجاوز فترة انخفاض أسعار النفط بأقل الخسائر قدر الإمكان.وخطط التنمية لدينا تسير ولله الحمد، وفق ما هو محدد لها، وهو ما تكشف عنه الموازنة العامة للدولة للأعوام القادمة، والتي قمنا بتحويلها إلى السلطة التشريعية لدراستها ومناقشتها وإقرارها، وهناك تحركات لا تتوقف لجذب المزيد من الاستثمارات التي تضيف للدخل القومي، وتوفر فرص عمل جديدة للمواطنين.وإن الميزانية الجديدة تركزعلى دعم القطاعات التي تعزز النمو الاقتصادي في مملكة البحرين، من خلال توفير العناصر الأساسية التي تسهم في توفير الحوافز والتسهيلات التي تشجع القطاع الخاص في المجالات التجارية والاستثمارية، إلي جانب تطوير قطاعات الصناعات والسياحة والإسكان والصحة والتعليم والبنية التحتية وغيرها.وإننا نعمل بعزم وتصميم من أجل أن نوفي بالخطط والبرامج التي وضعت من أجل المواطن والعيش الكريم له ولأسرته.•هل أنتم راضون عن مستوى التعاون بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية؟ وماذا عن الفكرة التي كان قد طرحها العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، بالسعي إلى الوحدة الخليجية ؟ـ نحن دائماً في دول مجلس التعاون نطمح إلى الأفضل، والطموحات قد تتجاوز في كثير من الأحيان المتاح في الواقع، لكن يظل الطموح هو الدافع القوي للتطوير، وأعتقد أننا جميعاً في دول الخليج متفقون في ذلك، وأننا مسؤولون ومواطنون نرغب دائماً في تحقيق المزيد.ولقد أعلنت مملكة البحرين دائماً، أنها تؤيد أي خطوة من شأنها أن تدعم وتقوي العلاقات بيننا، فما نتعرض له في المنطقة من عدم استقرار أمر خطير.وأؤكد هنا على ما تمثله لنا المملكة العربية السعودية الشقيقة في المنطقة، من صمام أمان وعامل مهم لتحقيق التوازن والاستقرار، فهي الداعم والسند القوي لأشقائها في منطقة الخليج العربي والعالمين العربي والإسلامي، ومواقفها العربية والإسلامية يشهد بها البعيد والقريب، ونتمنى للمملكة وشعبها الشقيق المزيد من التقدم والازدهار.كما أننا نؤكد على حكمة وبصيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة، وإدارته المتميزة لمختلف الملفات والقضايا ونصرته لأمتيه العربية والإسلامية، وحرصه على وحدة الصف والكلمة، ونقدر مواقفه تجاه مختلف القضايا، ونثق في أن المملكة العربية السعودية ستحقق تحت قيادته المزيد من التقدم والانطلاق نحو المستقبل الأفضل إن شاء الله.• تعاني البحرين أكثر من كل دول الخليج من التدخلات الإيرانية .. كيف ترون الصياغة الصحيحة للعلاقات بين البحرين وإيران؟.ـ بداية نحن نرفض أي لون من ألوان التدخل في شؤوننا الداخلية، أو أن ينال أي من كان من سيادة وكرامة البحرين، وأي كانت المبررات، ولقد أكدنا ونؤكد دائماً على ضرورة أن تحترم كل الدول بلا استثناء قواعد القانون الدولي، وعدم تدخل أي دولة، تحت أية ذريعة، في شؤون الدول الأخرى، كما أننا نؤكد دائماً على أهمية اتباع سياسة حسن الجوار والتعاون لما فيه مصلحة المنطقة والإقليم الذي نعيش فيه.ولذلك فإننا لا نقبل أي تدخل في شؤوننا الداخلية سواء بالسياسات والمواقف، أو بالتصريحات، ونؤكد على ضرورة الالتزام بالأعراف الدولية.وعلينا التعاون من أجل تنمية شعوبنا وحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، فنحن شركاء في هذا الجزء من العالم ولا يحق لأحد أن يمارس دور الراعي أو الناصح، وعلينا جميعاً أن نبتعد عن المشاحنات أو محاولات إثارة الخلافات، التي تجعل المنطقة تعيش في توتر وصراعات، ثبت لنا جميعاً أنها تلحق الضرر بالجميع، وأنها ليست في مصلحة أحد على الإطلاق.ونحن ننادي دائماً بأهمية التعاون بين مختلف الدول في العالم من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، باعتبارهما الركيزتين الأساسيتين لتحقيق الرخاء والازدهار وتنمية الشعوب، ونرى أننا في هذه المنطقة قد عانينا كثيراً من الحروب والصراعات، وأن الوقت قد حان، وأن نلتفت جميعاً إلى مصالح شعوبنا، ونرى أن هذه المصالح تحققها التنمية، وليس الصراعات.وشعب البحرين يتحلى بالوعي واليقظة وقد ظل على الدوام سداً منيعاً في مواجهة هذه التدخلات، وبهذا الوعي من المواطن وإخلاصه وحرصه على وطنه استطاعت البحرين أن تصد العديد من المؤامرات التي استهدفت أمننا القومي.• ما هو تقييم سموكم للعلاقات المصرية مع مملكة البحرين ؟ وهل تأثرت بالمتغيرات التي مرت بها مصر خلال السنوات الأربع الماضية ؟ .. وكيف ترون مستقبل العلاقات بين البلدين في ضوء عودة الاستقرار لمصر خلال الفترة الماضية وانتهاء الأزمة التي واجهت البحرين؟ .. ورؤية سموكم لدور الجالية المصرية في البحرين؟.ـ علاقاتنا بالشقيقة الكبرى مصر ليست وليدة اليوم، بل هي ممتدة عبر التاريخ وهي علاقات لا تتأثر بأية متغيرات، وإن كنا بطبيعة الحال نشعر بالقلق على مصر، فهي ركيزة أمتنا العربية، لكننا نشعر بالتفاؤل إزاء المستقبل في مصر، ونثق في القيادة الحكيمة لفخامة الأخ الكريم الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وفي شعب مصر العظيم، الذي عودنا دائماً على صلابته وقوته في مواجهة المصاعب والأزمات.ونحن نتطلع إلى مستقبل العلاقات بين بلدينا الشقيقين، بآمال كبيرة وآفاق عريضة وممتدة، فالتعاون بين البحرين ومصر من أولوياتنا في مملكة البحرين، وإن كنا نطمح، بل ونسعى لزيادة وتيرة هذا التعاون، وخاصة على الصعيد الاقتصادي، كما نحث دائماً على زيادة الاستثمارات والمشروعات المتبادلة والمشتركة، بما يصب في مصلحة شعبينا الشقيقين.ونحن لا ننسى أبداً مساهمات أشقائنا المصريين في تحقيق النهضة والتنمية في مملكة البحرين، فلقد تعلمنا على أيدي المدرسين المصريين ولا زلنا نستذكر معلمينا بكل الخير والتقدير، كما نقدر دور الجالية المصرية في مملكة البحرين، وهم أهلنا وأشقاؤنا ونسعد بتواجدهم بيننا، وهم خير من يمثلون مصر الشقيقة في بلدهم الثاني مملكة البحرين.• بدأ الحديث مجدداً عن شراكة مصرية خليجية في الفترة القادمة .. كيف ترون سموكم ملامح تلك الشراكة وهل تقتصر فقط على البعد الأمني والعسكري؟.ـ عندما نتحدث عن شراكة، فإننا نؤكد أن هذا واقع ممتد منذ فترات طويلة فنحن ومصر نرتبط بمصير مشترك، فمصر هي العمق العربي الاستراتيجي، وأمننا واستقرارنا مسؤولية مشتركة، وهذه الشراكة لا تقتصر بطبيعة الحال على البعدين الأمني والعسكري، وإنما تشمل مختلف المجالات، وخاصة الاقتصادية والتجارية منها، باعتبارها مدخل وركيزة تنمية الشعوب. • وفي ظل التحديات التي تواجه منطقة الخليج كيف ترون الدور المصري في هذا الصدد؟.ـ إذا عدنا إلى التاريخ وإلى أزمنة طويلة ممتدة، سنجد أن التواصل كان مستمراً بين دول المنطقة ومصر، وأن حركة التجارة والسفر والسياحة والدراسة وغيرها، كانت ولاتزال تشهد تنامياً وزيادة مضطردة، فما نتحدث عنه اليوم ليس جديداً أو أمراً طارئاً، فمصر هي المنارة التي لا يستقيم أمر العرب بدونها ولا تستقيم بدونهم، وهذا هو المصير المشترك، وهذا ما سيظل يربطنا بمصر ويربطها بنا. والدور المصري كان ولا يزال وسيستمر عنصر التوازن في المنطقة وداعماً لتحقيق الأمن والاستقرار، وسنداً لدول المنطقة، بل وللأمة العربية بأسرها، ونحن نتمنى للأشقاء في مصر كل التوفيق وتحقيق الرخاء والازدهار.• وكيف ترون سموكم التمارين العسكرية المشتركة التي تتم بين البلدين، وما حققه التمرين العسكري الأخير (حمد 1) من نجاح؟ـ نحن نؤكد على أهمية التعاون المشترك وتبادل الخبرات بين بلدينا الشقيقين في مختلف المجالات ونحث دائماً على تطوير هذا التعاون والانطلاق به إلى مجالات أرحب وأوسع وبما يحقق ويلبي طموحات وتطلعات شعبينا الشقيقين ويصب في مصلحتهما.وفي هذا الإطار تأتي التمارين العسكرية المشتركة والتي كان آخرها تمرين (حمد 1) الذي حقق نجاحاً كبيراً وحظي بإشادة واسعة على مختلف المستويات في مملكة البحرين وفي جمهورية مصر العربية الشقيقة، انطلاقاً من ارتباط الأمن القومي البحريني والمصري وما يمثله كل بلد من البلدين من عمق استراتيجي للبلد الآخر.ونحن نقدر ونشيد بقرار القيادتين الحكيمتين في البلدين الشقيقين، جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بإجراء مثل هذه التمارين وزيادتها في المستقبل بما يعزز خبرة البلدين في مجال التعاون العسكري، ويتيح لكل منهما الاستفادة المتبادلة للخبرات في هذا المجال لا سيما في ظل ما تتمتع به القوات المسلحة المصرية وقوة دفاع البحرين من احترافية وكفاءة عالية.ولقد أسعدنا وجود الأشقاء المصريين من القوات المسلحة المصرية بيننا في مملكة البحرين خلال فترة إجراء التمرين، فهم في بلدهم وبين أهليهم ومحل الترحاب دائماً، ونؤكد على أهمية الاستمرار في تبادل الخبرات والزيارات والتنسيق والتعاون المشترك في مختلف المجالات.• كيف تقيمون سموكم التعاون العربي والإقليمي لمواجهة الإرهاب في المنطقة؟.ـ إن ما يحدث من إرهاب اليوم ومحاولة لصقه بالإسلام، هو بعيد كل البعد عن روح الإسلام العظيم، فالإرهاب ظاهرة خطيرة لا دين لها ولا تستثني أحداً، وانتشارها من بين أسبابه الرئيسة، عدم تصدي المجتمع الدولي لها بشكل مبكر بحسم، وتجاهله لها حتى استفحلت وتفاقمت، وباتت تهاجم دولاً كانت تظن أنها بمأمن من الإرهاب والاستهداف، ولكننا نؤكد على أن أي تحالف دولي في مواجهة الإرهاب، لابد أن يشمل كافة المنظمات والتنظيمات والجهات الإرهابية والداعمة والممولة لهذه الظاهرة الخطيرة.ونحن نجدد التأكيد هنا على أهمية التعاون الدولي الجاد والحازم في التصدي لآفة الإرهاب والأعمال الإجرامية التي تتخذ من الدين ستاراً أو تتخفى وراء دعاوى زائفة، ونؤكد على أنه لن يكون أحد بمأمن من الإرهاب ما لم يكن هناك جهد دولي مشترك لاجتثاث هذه الآفة من جذورها وتطهير العالم منها ومن جرائمها. ولا يمكن التهاون في مواجهة الإرهاب، ولا ينبغي لأحد أن يقيم الدنيا عندما يصل الإرهاب إلى موضع قدمه، بينما يتجاهل الأمر برمته إذا كان ما يحدث بعيداً عنه.