عواصم - (وكالات): دان مجلس الأمن الدولي التفجير الانتحاري الذي استهدف مسجداً شرق السعودية اثناء صلاة الجمعة وأوقع 21 شهيداً و101 جرحى، مؤكداً أن تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي الذي تبنى الاعتداء «يجب أن يهزم»، فيما أثار الهجوم التنديدات حول العالم، بينما أعلنت وزارة الداخلية السعودية أن «المنتحر مفجر المسجد يدعى صالح بن عبدالرحمن القشعمي، واستخدم مادة RDX شديدة التفجير»، مضيفة أن «5 من عناصر «داعش» قتلوا جندياً قبل أسبوعين»، لافتة إلى أن «القشعمي من المطلوبين للجهات الأمنية لانتمائه لخلية إرهابية تتلقى توجيهاتها من تنظيم «داعش» الإرهابي في الخارج، تم كشفها أواخر شهر رجب الماضي، وقبض حتى تاريخه على 26 من عناصرها وجميعهم سعوديو الجنسية».
من جهته، أعلن المتحدث الأمني باسم الوزارة اللواء منصور التركي أنه «تجري ملاحقة مطلوبين في خلية داعش»، مؤكداً أنه «تم القبض على 26 شخصاً في الخلية الإرهابية»، مشيراً إلى أن «والد الانتحاري صالح القشعمي موقوف منذ فترة».
وأوضحت وزارة الداخلية في بيانها «تورط 5 من عناصر الخلية الإرهابية في ارتكاب جريمة إطلاق النار على إحدى دوريات أمن المنشآت أثناء قيامها بمهام الحراسة بمحيط موقع الخزن الإستراتيجي جنوب مدينة الرياض نهاية أبريل الماضي، والتي نتج عنها استشهاد قائدها الجندي ماجد عائض الغامدي، والتمثيل بجثته بإشعال النار فيها».
ولفتت الوزارة إلى أنه ضبط معهم «رشاشين من نوع «كلاشينكوف» ضبطا داخل مزرعة في محافظة القصب، وأثبتت المضاهاة أنهما السلاحين المستخدمين في الجريمة، كما تم ضبط 3 رشاشات أخرى مع 14 مخزناً لها، و5 بنادق، و9 مسدسات، و12 مخزناً لها، وأسلحة بيضاء، و230 كجم من مادتي نترات الألمنيوم ونترات البوتاسيوم تدخل في صناعة الخلائط المتفجرة، ونشرات تشرح كيفية إعداد الخلائط المتفجرة، وأخرى تتضمن فتاوى للفكر الضال».
وذكرت الوزارة في بيانها «تمثلت أدوار بقية الموقوفين من عناصر الخلية وعددهم 21 موقوفاً في تبنى فكر تنظيم «داعش» الإرهابي، والدعاية له، وتجنيد الأتباع خاصةً صغار السن، وجمع الأموال لتمويل عملياتهم، ورصد تحركات رجال أمن وعدد من المواقع الحيوية، والتستر على المطلوبين أمنياً، وتوفير المأوى لهم ومن ضمنهم منفذ العملية الانتحارية ببلدة القديح الذي ظهر أن الموقوف عصام سليمان محمد الداوود كان يؤويه».
ودان مجلس الأمن الهجوم الإرهابي، وقال المجلس في بيان رئاسي إن أعضاء المجلس الـ 15 «يدينون بأشد عبارات الإدانة» التفجير الانتحاري ويعبرون عن «تعاطفهم العميق ويقدمون تعازيهم إلى عائلات ضحايا هذا العمل الشرير وإلى الحكومة السعودية». وأضاف البيان أن «تنظيم الدولة يجب أن يهزم» وأن أفكار «التعصب والعنف والكراهية التي يعتنقها يجب أن يتم القضاء عليها». كما حض المجلس كل الدول على التعاون مع السلطات السعودية من أجل توقيف ومحاكمة الأشخاص المتورطين «في هذه الأعمال الإرهابية المستنكرة».
واستشهد 21 شخصاً وأصيب 101 جرحى، في اعتداء انتحاري تبناه تنظيم «الدولة» الإرهابي واستهدف مسجداً خلال صلاة الجمعة في بلدة القديح في محافظة القطيف شرق السعودية.
ودان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون الهجوم. وأضاف على لسان الناطق باسمه «مثل هذه الهجمات البغيضة التي تستهدف دور العبادة والتي تهدف إلى تعزيز الصراع الطائفي»، داعياً إلى «سرعة توقيف المنفذين وتقديمهم للعدالة». بدوره، استنكر الإمام الأكبر شيخ الأزهر، د. أحمد الطيب، التفجير الانتحاري، محذراً من «الانسياق وراء مخططات إشعال الفتن الطائفية» في المملكة.
واجمعت الطبقة السياسية والمؤسسة الدينية النافذة ووسائل الإعلام السعودية على إدانة الهجوم في القديح. وأدان كتاب الصحف السعودية سعي التنظيم الحثيث لزرع «الفتنة» بين السعوديين. وأكد عنوان افتتاحية في صحيفة الوطن «لا مكان للفتنة مهما عبث الإرهاب، الشعب متلاحم».