الرياض - (العربية نت): أكد محللون أن «التفجير الانتحاري الذي أدى لاستشهاد 21 شخصاً وإصابة 101، بينهم 12 حالاتهم حرجة، وتبناه تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي، أثناء صلاة الجمعة في بلدة القديح في محافظة القطيف شرق السعودية، هدفه محاولة جديدة لإشعال الفتنة الطائفية في المملكة»، مشيرين إلى أن «المجتمع السعودي، أثبت في هذه الحادثة الإرهابية مدى وعيه الكبير بتماسك كافة مكوناته، والوقوف صفاً واحداً تجاه كل من يريد النيل من وحدة وأمن واستقرار وطنه».
ولم يمضِ أكثر من 7 أشهر على العملية الإرهابية التي استهدفت حسينية بقرية الدالوة في محافظة الأحساء، والتي نفذها مسلحون منتمون لتنظيم الدولة «داعش» الارهابي، وذلك عندما قاموا بإطلاق النار بشكل عشوائي أثناء تجمع لعدد من المواطنين بداخل الحسينية، ما أدى لاستشهاد 7 مواطنين وإصابة 13 آخرين، حتى عاد تنظيم «داعش» مرة أخرى ليقوم بتنفيذ عملية انتحارية إرهابية أكثر دموية من سابقتها، وذلك بتفجير مسجد علي بن أبي طالب بالقديح في القطيف شرق المملكة، أثناء أداء صلاة الجمعة أمس الأول، بواسطة انتحاري كان يرتدي حزاماً ناسفاً، وتسبب في استشهاد 21 مواطناً وإصابة 101. من جهته، قال الكاتب والمختص بالجماعات المتطرفة، حسن بن سالم «هذه العملية هي فعل جبان وجريمة نكراء، تهدف إلى ضرب وحدة الشعب السعودي وزعزعة أمنه استقراره، وقد أثبت المجتمع السعودي، في هذه الحادثة مدى وعيه الكبير بتماسك كافة مكوناته، والوقوف صفاً واحداً تجاه كل من يريد النيل من وحدة وأمن واستقرار وطنه».
وأضاف أن «زعيم «داعش» دعا مسبقاً وبكل صراحة عبر تسجيل صوتي بعنوان «ولو كره الكافرون» في نوفمبر الماضي إلى شن هجمات ضد أهداف شيعية في السعودية، وذلك بسبب جهودها في مكافحة الإرهاب، ومن أجل غرس ونشر الفتنة الطائفية في المجتمع السعودي، وقد حققت الأجهزة الأمنية ومنذ ذلك الحين إنجازات عظيمة في القبض على عدد من الخلايا ذات العلاقة والتواصل مع التنظيم وإحباط مشاريعها الإرهابية، ولكن مقابل نجاحات الجهات الأمنية، فإنه من المؤسف أن المؤسسات والمنابر الدينية الرسمية وغيرها لاتزال عاجزة عن مواجهة هذا التنظيم الإجرامي، وذلك نتيجة بعده عن كل أدواته وأسلحته الجديدة في نشر فكره، وهو ما يجعل معظم جهودها التقليدية ليس لها أثر يذكر في حماية فكر الشباب من التأثر بما يروجه في شبكات التواصل الاجتماعي». الكاتب الدكتور عبدالرحمن الحبيب، تحدث حول الحادثة، مؤكداً أنه «لاشك في أن هذا التفجير بين مصلين آمنين يعد عملية إجرامية حقيرة بكل المقاييس، الهدف منها إثارة الطائفية المقيتة وهز اللحمة الوطنية الراسخة في المجتمع السعودي التي تزداد رسوخاً مع مثل هذه العمليات الإرهابية، فضلاً عن متانة الأمن في السعودية والمقدرة الفائقة لأجهزته الأمنية لتعقب الجناة والمخططين لها، وأيضاً، يغيظ «داعش» النجاحات السعودية على المستوى الإقليمي والدولي، حيث تقود المملكة تحالفاً عربياً ودولياً بنجاح واضح، فيحاول هذا التنظيم الإرهابي تخريب النجاحات السعودية بطريقة يائسة لن تزيد السعودية إلا إصراراً في محاربة الإرهاب». وتابع الحبيب «إنها محاولة تخريب من تنظيم استراتيجيته هي الحرب الدائمة، وتكتيكاته تعتمد على القتل والتفجير ويركزها على المدنيين الأبرياء، لكن السعوديين يزدادون التحاماً مع بعضهم إزاء تلك الجرائم البشعة».