عواصم - (وكالات): استعادت القوات العراقية التي شنت هجوماً بمساندة فصائل «الحشد الشعبي» الشيعية السيطرة على منطقة تقع شرق مدينة الرمادي في هجوم مضاد الأول منذ سقوط مدينة الرمادي في يد تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي الأسبوع الماضي. وأعلنت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة من جهتها تنفيذ 22 ضربة جوية في العراق وسوريا، 7 منها في محافظة الأنبار.ومضى على تجميع القوى المناهضة للإرهابيين عدة أيام في منطقة الفرات للتهيؤ لبدء هجوم مضاد على «داعش» الذي حقق تقدماً واسعاً مؤخراً.وشكل سقوط الرمادي مركز محافظة الأنبار غرب العراق في 17 مايو الحالي أبرز تقدم ميداني لتنظيم الدولة في العراق منذ يونيو الماضي عندما سيطر على مناطق واسعة شمال البلاد وغربها.وأعلنت السلطات العراقية أنها شنت هجوماً مضاداً الأول بعد تعزيز الدفاعات، أسفر عن تحرير منطقة حصيبة الواقعة على بعد 7 كيلومرات شرق الرمادي. وقال عقيد في الشرطة العراقية «انطلقت أول عملية عسكرية بعد سقوط مدينة الرمادي لتحرير منطقة حصيبة»، مؤكداً «أن حصيبة بالكامل باتت تحت سيطرة القوات العراقية التي توجهت لتحرير منطقة جويبة المجاورة».وأوضح أن «العملية يشارك فيها الجيش وقوات التدخل السريع والشرطة الاتحادية والمحلية والعشائر بمساندة قوات الحشد الشعبي وتسير بتقدم كبير».بدوره، أكد شيخ قبيلة البوفهد رافع عبدالكريم الفهداوي الذي صمد مع مقاتليه أمام هجوم التنظيم الإرهابي، عدة أيام قبل وصول التعزيزات أن «القوات الأمنية تتقدم بشكل كبير في المنطقة بمساندة الحشد الشعبي، واستعادت أجزاء واسعة». ويشارك مقاتلو قبيلة البوفهد بشكل واسع في عملية تحرير حصيبة الشرقية التي سقطت قبل يومين بيد التنظيم الذي وسع رقعة مساحة نفوذه بعد السيطرة على الرمادي الأسبوع الماضي.وتأتي العملية بعد أسبوع من طلب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من قوات الحشد الشعبي المؤلفة بمعظمها من فصائل شيعية مسلحة، الاستعداد للمشاركة في معارك محافظة الأنبار ذات الغالبية السنية، خاصة مدينة الرمادي التي باتت بمعظمها تحت سيطرة «داعش».من جانبه، قال المتحدث باسم الحشد الشعبي النائب أحمد الأسدي «تمكنا من تأمين خط الصد وسنمنع أي انهيار بأي منطقة بعد الآن». وأضاف أن «المعدات والتجهيزات للتهيؤ للتحرير قد وصلت الأنبار».وأكد الأسدي أن «التعزيزات من كل التشكيلات مستمرة في الوصول». وأوضح أن «المرحلة الأولى من العمليات في الأنبار قد تمت ووضعنا الخطط الكفيلة لمنع أي تداعيات أو انهيارات عسكرية كما حدث بالسابق في الموصل وديالى».وأشار إلى أن «ما جرى في الأنبار يشبه التداعيات التي مرت بها عملية انهيار الموصل في العام الماضي، لذا وضعنا خططا كفيلة لمنع تكرارها».وذكر أن «الصمود في مناطق الخالدية من قبل العشائر تكفل هزيمة العدو وتعطي دافعاً معنوياً للانتصار» مؤكداً أن «الخطة باتت متكاملة الآن والعمليات بدأت بإشراف القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي وقيادة الحشد الشعبي».وتعرضت بعض القوات العراقية إلى الانتقاد بسبب الانسحاب من الرمادي وعدم القتال، مما دعا رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى طلب تدخل قوات الحشد الشعبي التي تملك وحدات مدربة بشكل جيد.وكان العبادي وواشنطن يعارضان انتشار الفصائل التي تربطها علاقات وثيقة بإيران في المحافظة السنية، خصوصاً بعد تسجيل خروقات في إطار حقوق الانسان.ويقول مدير مجموعة يورواسيا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أيهم كامل «في الوقت الحاضر الحشد هو أفضل رهان بالنسبة للعبادي، ولا أعتقد أن لديه الكثير من الخيارات». وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن القوات العراقية انسحبت الأحد الماضي من الرمادي التي استولى عليها «داعش» لأنها اعتقدت، خطأ، أن العاصفة الرملية التي ضربت المنطقة يومها قد تحول دون حصولها على دعم جوي أمريكي.وقال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ستيفن وارن إن «القوات العراقية اعتقدت» أنها بسبب العاصفة الرملية «لن تتمكن من الحصول على دعم جوي».وأضاف «نحن نعتقد الآن أن هذا كان أحد العوامل التي ساهمت في قرارها» الانسحاب من المدينة.وإثر سقوط الرمادي أعلنت الولايات المتحدة أنها بصدد إعادة النظر في استراتيجيتها المعتمدة منذ أشهر ضد تنظيم الدولة، في حين أعلنت وزارة الداخلية العراقية إعفاء قائد شرطة محافظة الأنبار من مهامه.واستخدمت في بعض الهجمات شاحنات ضخمة وجرافات مدرعة بلوحات حديد ومحملة باطنان من المواد المتفجرة والتي عادة ما تؤدي إلى وقوع انفجارات هائلة تسبب انهيار مبان كبيرة .وأعلنت الولايات المتحدة أنها سترسل ألف منظومة صواريخ مضادة للدروع، لقوات الأمن العراقية بهدف مساعدتها على مواجهة السيارات المفخخة الانتحارية .وتسببت الهجمات بتجدد موجة النزوح من المدينة للمرة الثانية خلال فترة قصيرة.وقالت الأمم المتحدة إن نحو 55 ألف شخص فروا من مدينة الرمادي منذ الهجوم الذي شنه عليها «داعش» منتصف مايو الجاري وأدى إلى سيطرته عليها.وقال الجيش الأمريكي إن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا 22 ضربة جوية ضد أهداف «داعش» في العراق بينها 4 ضربات قرب الرمادي.واستهدفت الضربات قرب الرمادي وحدات تكتيكية وعربات مدرعة وموقعاً قتالياً في أراض يسيطر عليها مسلحو التنظيم. واستهدفت بقية الضربات بقيادة الولايات المتحدة في العراق مواقع قرب مدن الأسد وبيجي والفلوجة وحديثة وكركوك ومخمور والموصل وسنجار وتلعفر. وأصيبت وحدات تكتيكية تابعة للتنظيم الإرهابي ومركبات ومواقع قتالية وأسلحة آلية ثقيلة ومبان.