أحتضر في اليوم مائة مرة ووجهي مملوء بالأمل لغد أحلى ولفرصة للعلو والسمو في هذه الحياة، فأرى وجهي ينور بتلك الابتسامة الدافئة التي تحمل في حناياها الأمل والحب والدفء.
أريد أن تتغير حياتي وأن تخلو مما يعجزها وما يقف في طريقها من أشخاص أو أشياء من دون أن يشوبها الغموض والضباب الذي يغطيها وأحار في أمري ولا أرى حتى نفسي أو أفهمها.
أحياناً تأتينا رياح خفيفة تزيح القليل من ذلك الضباب فتجعلني أرى ما أضنني أراه، وأحياناً تأتي رياح عاتية تزيل الضباب وتزيل همي معها وتوضح حياتي، وأقول في قرارة نفسي إنها تلك اللحظة التي سأسبق فيها الرياح وأعلو وأرتفع، وعلى مر أيام صفو الطقس وصفوي الداخلي يبدأ الخوف يتخلل عقلي، الخوف من ألا يكون كل ذلك الجمال حقيقياً، فتبدأ الوساوس تتملكني في خسران ما أملك، وأكاد أختنق بأفكاري حتى أرى ما كنت أخاف منه قد بدأ يتدرج في حياتي. فعرفت حينها أنني من أجذب لنفسي تلك الحياة التي أخافها وما فيها، سواء من حزن أو سعادة، فرأيت ما أفكر به يحدث مرة تلو الأخرى، فأفكاري هي لوحة عرض لمخططي اللاحق، أضع فيها ما أتخيل أنه سيحدث من أفكار ويحدث فعلاً.
تمكنت من معرفة ذلك قبل عدة سنوات بمراقبة حياتي «نفسي وغيري»، أضعت وقتي؟.. نعم فعلت ولكن ليس بعد الآن، فبدأت أقرأ عن قانون التجاذب وآراء الفقهاء والكتب التي تفسر كيفية عملية سير الكون، كما العديد من الأفلام الوثائقية التي أثبتت فعلاً ما توصلت إليه من حقيقة، أو كما أسميها، شعلة الحقيقة التي أنارت عقلي وطريقي كليهما، الحقيقة التي استغربتها فقالها الرسول عليه الصلاة والسلام: (تفاءلوا بالخير تجدوه)، كلمات دقيقة ذات معنى عميق، عندها علمت أنني عندما كنت أقرأ كنت أنظر فقط ولم أتعمق تلك الفكرة.
حينها فقط تأكدت أن ذلك القانون (قانون التجاذب) يحدث في كل موقف يمر علينا في حياتنا، حتى أنت أيها القارئ أو المستمع، سواء قبلنا به كحقيقة أم لا، وسواء صدقنا به أم لم نصدق، فهو سيحدث على أي حال.
ما عليكم فعله الآن، هو أن تتخيلوا ما تريدونه فعلاً في حياتكم أو ما ينقصها، وارسموها لغد أحلى وأرقى وأسمى، لا تضيعوا الوقت في الندم في ما فاتكم من سنين وأنتم لم تعلموا سر الوجود وإثبات مكانكم في المستقبل الجديد ليتذكركم أقرانكم، وإنما هذه فرصتكم، وما تبقى لكم من وقت لتثبتوا فيه أنفسكم وتسعدوا فيه حياتكم، هو ما تملكونه الآن.
وأخيراً؛ أقول لا تنظروا لما بين أيدي غيركم، وإنما انظروا لما بين أيديكم أنتم، وكيف تستطيعون تغييره وإنجازه.. شيء جميل تفتخرون به يوماً ما، «كن أنت كما أنت المطور ليس كما كنت».
اجعل إلهامك في الحياة كل شيء وأي شيء سواء كان كبيراً أم صغيراً في حجمه أو معناه، لتكون دائماً الأفضل، استقل أقل القليل من كل شخص تقابله، علم نفسك أن تتعلم درساً من كل شخص تقابله سواء كان درساً كبيراً أم صغيراً.
قال تعالى: (إِن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضةً فما فوقها».
البعوضة هذه المخلوق الضعيف العجيب، وإن الله سبحانه وتعالى عندما ضرب مثلاً بعوضة فهو ليبين للناس أن هذا المخلوق الصغير في حجمه عظيم في خلقه.
فلا تستهين بأي شخص سواء بصغر سنه أو بجنون مبادئه أو حتى بحقارة أسلوبه أو طيبة قلبه، فقد يكون هو من يغير حياتك للأفضل.
دلال المطاوعة