قرّر الفنّان التشكيلي عبدالعزيز الزباري ألا يغيب عن المشهد الثقافي البحريني، بعد أن ودعته البحرين مساء يوم أمس الأول عقب أن كرس للوطنِ أجمل أعماله وإبداعاته كواحدٍ من أهمّ وأبرز فناني الرعيل الأول، إذ أكدت رئيس هيئة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة أنّ للفنان الزباري سيرةً بديعةً بدأت من فريج الفاضل حيثُ ملامح الزباري الأولى وخطواته اتجاه الحياة.
وقالت مي بنت محمد إن «سيرة الزباري تشكل في بداياتها قراءةً موازية لعمر الفن التشكيلي في البحرين وتحديداً تأسيس جميعة البحرين للفنون التشكيلية في ثمانينات القرن الماضي».
وأضافت أن «هذا العمر الذي منحه الزباري للفن هو ما سيبقى رغم الغياب، الثقافة وفية لهؤلاء الذين يشكلون الوطن في فنونهم وأعمالهم ونصوصهم، وفناننا صنعَ ذلك مؤمنًا بالفن كقيمة جمالية راقية ولغةٍ إنسانية عالمية».
وأردفت: «اليوم الثقافة كذلك تتمنى أن تصنع لهذا الفنان ولذاكرته ما يستحق، وتعود إلى فريج الفاضل حيثُ ملامح الزباري الأولى وخطواته اتجاه الحياة، في هذا الفريج، حيث بيتُ ومكان هذا الفنان الكبير، ستعتني الثقافة بتفاصيل المكان وعمران الفاضل، تماماً كما تعتني بسيرة الأمكنة وذاكرة المثقفين».
يذكر أن الفنان عبدالعزيز الزباري عمل ومجموعة من روّاد الفن التشكيلي على تأسيس جمعية البحرين للفنون التشكيلية التي أُشهِرَت في العام 1982م، وقد اشتغل عميقاً عبر فنه ورسالته الإبداعية على تحقيق أهداف الجمعية وترجمة رؤاها على أرض الواقع. إلى جانب ذلك، أسهم الفنان الزباري خلال سيرة حياته على التأثير في العديد من الفنانين الشباب آنذاك، وكان من النخبة التي تركت بصمةً واضحة على الفنّ التشكيلي محليًا وخليجيًّا.