ها تذهب وحدك
مثل هطولك في ثبج الدنيا يا أستاذي
مخفوراً
بمحبة أحبابك
برسوماتك عن ملح الفطرة
في منتصف القرن الماضي
مزروعاً داخلنا
كتعابير الصور الفونغرافية في حي الفاضل
كالبحر الحاضن أحلام الساحل
يا أستاذي
مازلت أراك كما كنت أراك خفيف الظل
كنهر يركض كي يروي الزمن القاحل
مازلت أراك كما كنت أراك
وحيداً تسكب ألوان العطر على شرفات خواطرنا
مازلت أراك كما كنت أراك
تساقينا الطيب الخارج من منبع قلبك
مازلت أراك صديق الكلمة والصورة
منفعلاً كالحب إذا عانق حباً
ها تذهب يا أستاذي
بعد أحاديث حياة خضراء القامة
وحكايات لا تتوقف عن نبش المسكوت عليه
علّمت الأطفال لماذا يتناثر قلب اللون
على جدران الظل
وعلّمت تلاميذك كيف يزيح الصبح بقايا الليل
وعلّمت صغار الحي
لماذا روح المسرح تعني الفعل الصارخ في بحر الصمت
عزيز القلب تعلّمنا منك
توهّج أسرار الجيل الخمسيني
تعلّمنا أن نعرف إن وميض الجذر
هو المفتاح الأول للإثمار الأحلى
أستاذ عزيز
وأنت تغادرنا نحو سماء الله
ندعو الله بقلب صافٍ أن يمنحك الرحمة
أن تجد الراحة بعد عذابك
أن تجد الحب الأوسع من حب أهالي الأرض
اذهب في صمتك يا أستاذي
اذهب
نحو بساتين الرب الواحد
اذهب لجنان البيت الأول يا أستاذي
اذهب
سنراك هنا وهناك
مدى العمر الباقي في الأرض لنا
يا أستاذي
سنراك وراء الصور الفونغرافية
تتقدم رسم الألوان على جدران الحلم
وتتركها تتشكل حسب المعنى
سنراك
إذا مر أمام بيوت العين
توهّج حرف العين