أكد المجلس الوزاري المشترك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي أهمية التعاون والتنسيق المشترك لمكافحة الإرهاب، ودان الهجوم الإرهابي ضد المصلين بالقطيف في المملكة العربية السعودية في يوم 22 مايو، مؤكداً الأهمية الاستراتيجية للتنسيق الوثيق بين المجلس والاتحاد بشأن تلك التطورات.
كشف المجلس، خلال الدورة الرابعة والعشرين للمجلس الوزاري المشترك أمس في الدوحة بمشاركة وكيل وزارة الخارجية السفير عبدالله عبداللطيف، عن أن التجارة البينية كانت تمثل أكثر من 148 مليار يورو في عام 2014، وهي زيادة كبيرة جداً عن الـ 100 مليار يورو المسجلة في عام 2010، معرباً عن العزم على التصدي معاً للتحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية المشتركة.
وأكد وزراء خارجية دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي أهمية مواصلة تعزيز العلاقات بينهما لتكون بمثابة أساسٍ متين وفعال للاستقرار والأمن الإقليميين والدوليين. ورحب الجانبان بتعزيز الحوار السياسي، ولا سيما من خلال عقد اجتماعات كبار المسؤولين العادية لمجلس التعاون والاتحاد الأوروبي. مشيرين على وجه الخصوص لآخرها الذي انعقد في بروكسل بتاريخ 5 مايو الحالي.
وتبادل الوزراء وجهات النظر وقاموا بتحديد الشواغل والأولويات المشتركة فيما يتعلق بالوضع في المنطقة، لا سيما في اليمن، وإيران، وليبيا، وسوريا، والعراق، وعملية سلام الشرق الأوسط. واخذوا علما بمؤتمر الرياض الذي عقد في 17-19 مايو 2015م، واتفقوا على الحاجة الى التوصل الى حل للقضية اليمنية بناءا على قرار مجلس الأمن 2216 ومبادرة مجلس التعاون، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني. وتناول الوزراء أيضاً القضايا العالمية ذات الاهتمام المشترك، وبخاصة مكافحة الإرهاب.
واستعرضوا التقدم المحرز في العلاقة بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي واعتمدوا على محضر اجتماع لجنة التعاون المشترك المنعقدة في بروكسل بتاريخ 4 مايو 2015.
ورحب الوزراء بمبادرات التعاون التي تم اتخاذها منذ الاجتماعات الوزارية الأخيرة، لا سيما من خلال حوارات مجلس التعاون - الاتحاد الأوروبي حول الاقتصاد، والنقل الجوي، وفريق خبراء الطاقة، والتبادلات على النقل بالسكك الحديدية، والتجارة مع التركيز على مسائل الوقاية الصحية، والصحة النباتية، وتوحيد المقاييس، فضلاً عن التعاون بشأن التنوع الاقتصادي في سياق التغير المناخي، الذي يمثل أهمية خاصة في سياق المؤتمر القادم الحادي والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغير المناخي المزمع عقده في باريس في ديسمبر 2015. وتطلع الوزراء قدماً لتوسيع نطاق العلاقات القائمة بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي من خلال زيادة الاتصالات بين الشعوب، وتعزيز التعاون في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والثقافية والعلمية وحقوق الإنسان.
واتفق وزراء مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي على عقد اجتماعهم المقبل في الاتحاد الأوروبي في عام 2016.
وجرى خلال الاجتماع بحث مجالات التعاون المطروحة على جدول الأعمال وسبل تعزيزها وتوثيقها في إطار استراتيجي يخدم المصالح المشتركة ويعزز التعاون المشترك بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى بحث عدد من المواضيع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث تبادل الوزراء وجهات النظر حول الأوضاع في سوريا واليمن والعراق وليبيا والبرنامج النووي الإيراني والتعاون المشترك لمكافحة الإرهاب. وشارك السفير عبدالله عبداللطيف في الاجتماع التنسيقي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون والذي عقد أول أمس تحضيراً للاجتماع الوزاري المشترك الرابع والعشرين لمجلس التعاون والاتحاد الأوروبي.
وترأس وفد مجلس التعاون وزير خارجية دولة قطر، رئيسة الدورة الحالية للمجلس الوزاري د.خالد العطية، وترأس وفد الاتحاد الأوروبي الممثلة السامية للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغيريني، ومثل الأمانة العامة لمجلس التعاون أمينها العام د.عبداللطيف الزياني.