«داعش» يسيطر على منفذ الوليد بالحدود العراقية السورية
عواصم - (وكالات): سيطر تنظيم الدولة «داعش» بشكل كامل على منفذ الوليد الحدودي بين العراق وسوريا أمس فيما تواصل القوات الحكومية بمساندة قوات «الحشد الشعبي» الشيعية عمليات لاستعادة السيطرة على الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار، غرب البلاد، بينما يستمر نزوح مئات العائلات من الرمادي عبر جسر بزيبز، وهو المنفذ الوحيد باتجاه بغداد، حيث يعاني النازحون ظروفاً معيشية سيئة، كما يواجهون إجراءات يصفها ناشطون بالتعسفية بسبب منعهم من دخول بغداد إلا بوجود كفيل. ويأتي ذلك رغم تصويت مجلس النواب على قرار يقضي بعدم مطالبة النازحين بذلك وفقا لأحكام الدستور العراقي الذي يكفل حرية التنقل، بينما يضطر كثير منهم للمبيت في الشوارع أو المساجد مع حرمانهم من السعي أو التجول في الشوارع نظراً لرفض بعض سكان بغداد وجودهم بينهم لاعتبارات يقولون إنها أمنية.
وبلغ عدد النازحين من سكان محافظة الأنبار، 55 ألف شخص بالإضافة إلى 2.8 مليون نازح في داخل البلاد جراء هجمات المتطرفين، منذ بداية 2014. وطالبت منظمات إغاثية وسياسيون عراقيون، الحكومة التي يديرها الشيعة، بالسماح بمرور عائلات نازحة كانت منعت من المرور على أحد الجسور لأيام، للوصول إلى ملاذ آمن في بغداد وغيرها.
وتفرض السلطات الحكومية وجود شخص كفيل قبل السماح للأسرة النازحة بدخول بغداد بزعم منع تسلل متطرفين إلى العاصمة بين هذه الأسر. وتمثل سيطرة التنظيم على المنافذ الرئيسة بين سوريا ومحافظة الأنبار العراقية، توسعا في النفوذ على الأراضي بعد الهجمة الشرسة في يونيو 2014.
ويأتي ذلك بعد أسبوع على سيطرة المتطرفين على الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار، والتي أعقبها سيطرته على معبر التنف الحدودي السوري مع العراق، وهو أبرز تقدم يحققه المتطرفون منذ عام. وتمكن المتطرفون في ساعة مبكرة من صباح أمس من السيطرة على معبر الوليد بعد انسحاب القوات الحكومية. وقالت رئيسة لجنة المنافذ الحدودية في محافظة الأنبار سعاد جاسم «لم يكن هناك أي دعم عسكري للقوات الأمنية التي لم تكن كافية لحماية المنفذ». وأضافت «داعش» يسيطر على المنفذين الحدوديين في إشارة إلى منفذي الوليد والقائم». ويقع منفذ الوليد في قضاء الرطبة غرب بغداد فيما يقع منفذ القائم على بعد 340 كلم غرب بغداد. وسيطر «داعش» مساء الخميس الماضي على معبر التنف، آخر معابر النظام السوري مع العراق، إثر انسحاب قوات النظام من المعبر الواقع على الحدود السورية العراقية في البادية السورية.
ونفذ التحالف الدولي أكثر من 3 آلاف ضربة جوية في العراق وسوريا منذ أغسطس 2014، بينها عشرات نفذت خلال الأيام القليلة الماضية بهدف الحد من هجمات بهدف الحد من هجمات الإرهابيين. وتمكنت القوات الحكومية بمساندة فصائل الحشد الشعبي من السيطرة على منطقة حصيبة الشرقية، الواقعة إلى الشرق من مدينة الرمادي، في هجوم مضاد هو الأول منذ سقوط الرمادي في يد «داعش». وشارك الشيخ رافع عبد الكريم الفهداوي، احد ابرز شيوخ العشائر السنية، عبر نشر مقاتلي العشائر الى جانب القوات العراقية الأخرى والحشد الشعبي الذي يجمع فصائل شيعية في استعادة البلدة. وأكد ضابط برتبة عقيد في الشرطة، أن «حصيبة الشرقية أصبحت بالكامل تحت سيطرة القوات العراقية». وتقاتل القوات العراقية على أكثر من جبهة، بينها بيجي شمال بغداد، إضافة إلى الأنبار. وتواصل قوات النخبة، بمساندة الحشد الشعبي تنفيذ عمليات لاستعادة السيطرة على مصفاة بيجي، أكبر مصفاة في العراق، التي يسيطر المتطرفون على أغلب مرافقه.
من جهته، اعتبر وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر ان الجيش العراقي لم «يبد إرادة بالقتال» في الرمادي.
وقال إن «ما حصل على ما يبدو أن القوات العراقية لم تبد إرادة بالقتال (...) لدينا مشكلة مع إرادة العراقيين في قتال «داعش» وفي الدفاع عن أنفسهم».
وأضاف أن الجنود العراقيين «لم يعانوا من نقص في العدد، بل كانوا أكثر عدداً بكثير من القوات المقابلة، إلا أنهم انسحبوا من المنطقة». وقال كارتر أيضاً «نستطيع أن نقدم لهم التدريب والتجهيزات، إلا أننا بالتأكيد لا نستطيع أن نقدم لهم إرادة القتال».