في صورة تعبر عن التواصل الإنساني والأخوي، كان لنا نحن مجموعة من أرامل المؤسسة الخيرية الملكية أن نقابل ونساند إخواننا اللاجئين السوريين، وتقديم الدعم المعنوي لهم، إذ كنا نراهم في الوسائل الإعلامية، وندعو لهم بأن يحميهم الله ويحمي بلدهم، فنحن إخوة مسلمون ولا يتحمل قلبنا أن نراهم بهذا الوضع المأسوي.
لقد قامت المؤسسة الخيرية الملكية مشكورة بتنظيم زيارة لمخيم الزعتري، وتكلمنا مع الأسر هناك ورأينا وضعهم المعيشي عن قرب، ونحن إذ نتعاطف مع إخوتنا السوريين اللاجئين، فإننا أيضاً نحمد الله عل نعمة الأمن والأمان في بلدنا، فما رأيناه من وضع معيشي صعب يدمي القلب وتدمع له العين.
نشكر المملكة الأردنية الهاشمية على دعمها وتوفيرها جزءاً من أرضها لعيش اللاجئين السوريين عليها وتوفير كافة الاحتياجات المعيشية من كهرباء وماء وسكن وتجارة بسيطة وتعليم وصحة وقسم للإرشاد والتوعية الأسرية وتوفير كافة الأوراق التوثيقية التي تضمن لهم حياة كريمة، فهذه الخطوات الرائعة هي دليل على اضطلاع الأردن بدور إنساني غاية في الأهمية تجاه فئة فقدت الإحساس بالوطن والأمان.
خلال هذه الزيارة، تعلمنا الكثير، كشفنا أوجه احتياجات الأسر هناك، وقابلنا النساء الأرامل أو المستضعفات، ورأينا أسراً تحتاج إلى كل أوجه الدعم الإنساني.
من خلال هذا المنبر نتقدم بالشكر الجزيل وبالغ التقدير إلى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، رعاه الله، الذي يولي هذه الفئة اهتماماً كبيراً، فتوجيهات سموه كان لها الأثر في بناء أول مدرسة في مخيم الزعتري، لما للتعليم من أهمية في تشكيل الجيل الجديد.
نشكر أيضاً صاحب السمو الملكي الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على احتضاننا واحتضان أبنائنا واختيارنا لزيارة المخيم الزعتري والمخيم الأزرق والمدرسة البحرينية في أربد، كما نشكر رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية د.مصطفى السيد، والدور العظيم الذي يقوم به وجميع أعضاء مجلس الأمناء وفريق العمل الإداري بالمؤسسة الخيرية الملكية للأيتام والأرامل.
إننا مجموعة من أرامل وأيتام البحرين، كان لنا شرف المساهمة في هذه الرحلة الإنسانية المتميزة من أجل مساندة الأرامل والأيتام والأسر الضعيفة في الدول العربية المختلفة، فهذه الزيارة لن تكون الأولى والأخيرة، بل هي بداية لسلسلة زيارات إنسانية تهدف إلى تقديم الدعم والمساندة لكل من يحتاج لها في أي بقعة في وطننا العربي.
خلود الأنصاري