قال الرئيس التنفيذي للمجلس الأعلى للبيئة د.محمد بن دينة، إن دول الخليج العربي والجامعة العربية يبذلون جهوداً حثيثة للتوصل إلى موقف موحد في المفاوضات الجارية بشأن توقيع الاتفاقية الجديدة لتغير المناخ في باريس.
وأضاف بن دينة خلال افتتاح الندوة الدولية السابعة للكرسي الأكاديمي للمغفور له صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للعلوم البيئية في جامعة الخليج العربي أمس، أنه جرى الاتفاق على صياغة تقارير مشتركة حول رؤية الدول العربية لما يجب أن تتضمنه الاتفاقية الجديدة من بنود والتزامات.
وأكد أن البحرين ودول الخليج مستعدة لتبني سياسات صديقة للبيئة، تكفل التعامل الأمثل مع تغير المناخ، على أن توجه الصناديق الاستثمارية الخاصة بالتحول للطاقة النظيفة والمتجددة لدعم دول الخليج والعالم العربي لنقل هذه التكنولوجيا.
من جانبه أكد رئيس جامعة الخليج العربي د.خالد العوهلي، أهمية التوصل إلى اتفاق عادل ومنصف بشأن تغير المناخ في باريس عام 2015، يحل محل بروتوكول «كيوتو» قائم على أساس المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة.
ودعا إلى أن يراعي الاتفاق الظروف الوطنية للدول، متضمناً التزاماً بالدعم التكنولوجي والمالي، آملاً أن يضع الاتفاق الجديد سقفاً لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري وحفظ درجة الحرارة العالمية في حدود درجتين مئويتين، ما يسهم في حماية الدول والمجتمعات من تبعات التغير المناخي.
وقال العوهلي إن تغير المناخ أصبح قضية مهمة من حيث تأثيرها على الأجيال الحالية والمستقبلية، وبات تحدياً عالمياً خطيراً على الإنسانية جمعاء لآثاره التي تطال التغير في أنماط هطول الأمطار وتوفر المياه وارتفاع منسوب سطح البحر.
وأضاف أن الدراسات والتقارير أثبتت أن لتغير المناخ آثار سلبية على البيئة والمجتمع والاقتصاد، لافتاً إلى أن القضية باتت قوة دافعة تؤثر في التنمية بكافة أشكالها، لاسيما في بلدان تقع في نطاق المناطق الجافة وشبه الجافة، مثل دول مجلس التعاون الخليجي، لجغرافيتها وسماتها المناخية التي تجعلها عرضة لآثار تغير المناخ.
وذكر أنه يمكن فهم بعض التأثيرات السلبية لتغير المناخ والتعامل معها على مستوى مؤسسات التعليم العالي، من خلال برامج المعرفة البينية وتلك التي تجمع بين العلوم والسياسة، والتخصصات المتكاملة، والبحوث المشتركة.
ونبه إلى أن جامعة الخليج العربي أخذت كمؤسسة إقليمية زمام المبادرة في المساهمة بتعزيز القدرة التكيفية للمجتمعات في دول مجلس التعاون الخليجي، من خلال تعزيز برامج التعليم والتدريب، ونشر نتائج البحوث في مختلف جوانب تغير المناخ.
وقال إن الجامعة ركزت بشكل خاص على تحديث برامجها التقنية، وتوجيه التعليم والبحوث حول استراتيجيات التكيف والتخفيف، من خلال برامج الإدارة المتكاملة للموارد المائية وعلوم البيئة والإدارة البيئية، والاستزراع الصحراوي والأقسام الأخرى المساندة.
وأعرب العوهلي عن أمله أن تسهم الندوة في تنوير متخذي القرار والخبراء والدارسين والعامة بأهمية موضوع تغير المناخ.
وتناولت الندوة «اتفاقية تغير المناخ.. الطريق من ليما إلى باريس 2015»، وحظيت بمشاركة مؤسسة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية، والمجلس الأعلى للبيئة، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والسفارة الفرنسية في البحرين.