عواصم - (وكالات): واصل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» غاراته على مواقع المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح في عدة محافظات جنوب اليمن، بينما تدور اشتباكات عنيفة بين تلك القوات والمقاومة الشعبية الموالية لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي في عدن وتعز ومأرب وأبين، حيث ألحقت المقاومة خسائر فادحة في صفوف الحوثيين، واستطاعت السيطرة على كامل مدينة الضالع الجنوبية بعد شهرين من دخول المتمردين الحوثيين إليها، بينما تستعد لتعزيز صفوفها في محافظة لحج، حيث أكدت مصادر يمنية تحرك وحدات لمدينة قعطبة لقطع خط إمداد ميليشيات الحوثي من صنعاء وذمار باتجاه الضالع كما توجهت وحدات أخرى نحو مثلث العند في لحج لدعم المقاومة في التصدي للميليشيات. في غضون ذلك، أعلنت السلطات السعودية، استشهاد شخص وجرح 5 آخرين، نتيجة سقوط مقذوفات عسكرية على نجران مصدرها الأراضي اليمنية.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن المتحدث الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة نجران قوله إن «فرق الدفاع المدني باشرت ظهر أمس بلاغاً عن سقوط مقذوفات عسكرية من داخل الحدود اليمنية على مواقع سكنية داخل مدينة نجران، نتج عنها استشهاد مواطن وإصابة 5 آخرين، جرى نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج اللازم». وقالت وزارة الداخلية السعودية على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي، «تويتر» «استشهاد النقيب مشهور مانع القحطاني، نتيجة تعرضه لمقذوف عسكري من داخل الأراضي اليمنية وهو يؤدي مهامه بحي رجلا السكني بنجران».
من ناحية أخرى، ذكرت مصادر أن قوات المقاومة الشعبية استعادت مواقع ومعسكرات كانت تسيطر عليها الميليشيات الحوثية والقوات المتحالفة معها الموالية للرئيس المخلوع صالح خاصة مقر اللواء 33 مدرع ومواقع عبود والجرباء والمظلوم والقشاع والخزان.
وقال صالح المنصوب المسؤول في القوات الموالية لحكومة هادي «إن مدينة الضالع بمجملها باتت الآن تحت سيطرة المقاومة الشعبية». من جانبه أيضاً، قال القيادي الموالي للحكومة علي الأسمر «إن جميع المراكز العسكرية والمقرات الإستراتيجية في المدينة باتت في يد المقاومة». وهي أول مدينة أساسية في الجنوب تسترجع من الحوثيين. كما سيطرت القوات الموالية للشرعية أيضاً على مواقع عسكرية للحوثيين وصالح خارج مدينة الضالع، خاصة معسكر قوات الأمن الخاصة ومعسكر الأمن العام وموقع السوداء والخربة وحياز والكمة. وكان الحوثيون دخلوا إلى الضالع في 23 مارس الماضي، قبل يومين فقط من إطلاق تحالف عربي بقيادة السعودية حملة عسكرية على الحوثيين.
وتعد الضالع من أبرز معاقل الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن الشمال ولكن الداعم بقوة حالياً على الأرض لمعسكر الرئيس هادي، خصوصاً أنه ينظر إلى الحوثيين كـ «غزاة شماليين».
وذكرت مصادر من المقاومة أن الأخيرة ما زالت تخوض مواجهات مع الحوثيين في منطقة سناح في محافظة الضالع حيث ما زال المتمردون يسيطرون على السجن المركزي منذ أبريل الماضي.
وما زالت هناك بعض الجيوب للحوثيين داخل الضالع، خاصة في مبنى فرع المصرف المركزي، إلا أن غالبية المسلحين الموالين للحوثيين انسحبوا من المدينة بحسب مصادر محلية إلى معسكر الصدرين التابع للواء 33 مدرع في قعطبة شمال محافظة الضالع.
وتعتبر محافظة الضالع البوابة الشمالية لمدينة عدن وقد يؤثر فقدان الحوثيين للسيطرة على عاصمة المحافظة على التعزيزات والإمدادات التي يرسلونها إلى عدن.
وتستعد المقاومة لتعزيز صفوفها في محافظة لحج، حيث أكدت مصادر يمنية تحرك وحدات لمدينة قعطبة لقطع خط إمداد ميليشيات الحوثي من صنعاء وذمار باتجاه الضالع كما توجهت وحدات أخرى نحو مثلث العند في لحج لدعم المقاومة في التصدي للميليشيات.
أما في مأرب، فسيطرت المقاومة على جبل مرثد الإستراتيجي في صرواح، وشنت هجوماً أسفر عن مقتل 15 حوثياً وهاجمت مواقع الميليشيات في جبهة الجدعان.
وقال محافظ مأرب سلطان العرادة - خلال عرض عسكري للمنطقة العسكرية الثالثة - إن «قوى الظلام» أدخلت اليمن في سلسلة من الأزمات، بدءاً بالانقلاب على مخرجات الحوار الوطني، ثم استخدام المال العام وسلاح الجيش لتدمير مؤسسات الدولة.
من جانبه، أوضح قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن عبد الرب الشدادي أن الوحدة اليمنية تتعرض لخطر عظيم، بسبب قيام مليشيات الحوثي والرئيس المخلوع صالح بقتل وتشريد أبناء اليمن.
وفي جبهة تعز، اندلعت اشتباكات عنيفة خصوصاً في جبل جرة وحوض الأشراف، فيما واصلت الميليشيات قصفها العشوائي على الأحياء السكنية في تعز، واستهدفت حافلة نقل ما أسفر عن مقتل 3 مدنيين وجرح 10.
وفي عدن، اندلعت معارك عنيفة بين المقاومة الشعبية والحوثيين وأنصار صالح، وذلك في مناطق متفرقة من المزارع وجعولة وصلاح الدين في حي البريقة، ما أسفر عن سقوط قتلى من الطرفين، كما استطاعت المقاومة صد هجوم المليشيات التي كانت تعتزم التوغل في هذه المناطق.
أما في جنوب السعودية، فقالت مصادر إن عدة قذائف وصواريخ كاتيوشا سقطت على غابات وأحياء سكنية بمدينة نجران بعد إطلاقها من الأراضي اليمنية صباح إمس.
وأضاف أن منطقة جازان السعودية تتعرض أيضاً لسقوط قذائف جراء الاشتباكات المتواصلة بالمناطق الحدودية، بينما يواصل الجيش السعودي قصفه المدفعي لأرتال الحوثيين وتحركاتهم ومواقع تمركزهم.
وبينما صعدت المقاومة قتالها ضد ميليشيات الحوثي وصالح على الأرض، شنت مقاتلات التحالف غارات جديدة على مواقع للحوثيين وقوات صالح في جبل صبر بمحافظة تعز جنوب غرب البلاد وعلى مواقع أخرى في المحافظة.
كما شن الطيران غارات على منطقة حيدان بمحافظة صعدة معقل الحوثيين شمال البلاد.
سياسياً، أصدر الرئيس هادي من مقر إقامته في الرياض قراراً بتعيين العميد الركن عبده محمد حسين الحذيفي وزيراً للداخلية في الحكومة المعترف بها دولياً والتي مقرها العاصمة السعودية.
من جهة أخرى، نعت نقابة الصحافيين اليمنيين في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية اليمنية، صحافيين اثنين هما عبدالله قابيل ويوسف العيزري، قالت إنها قتلا بعد أن اختطفا من قبل الحوثيين في محافظة ذمار وسط البلاد.
وذكرت النقابة أن الصحافيين قتلا في قصف للموقع الذي كانا محتجزين فيه، وحملت الحوثيين مسؤولية ذلك.
إنسانياً قالت منظمة «أوكسفام» الإغاثية إن 16 مليون يمني لا يحصلون على مياه صالحة للشرب ما ينذر بعواقب صحية كبيرة على البلد بعد شهرين على انطلاق الحملة العسكرية التي يقودها تحالف عربي تتزعمه السعودية ضد المتمردين الحوثيين.
وقالت المنظمة في بيان إن «الغارات الجوية المستمرة والقتال البري ونقص الوقود تسببت بقطع المياه الصالحة للشرب عن 3 ملايين شخص إضافي منذ بدء الحرب في اليمن، ليرتفع بذلك عدد اليمنيين الذين لا يملكون إمدادات المياه النظيفة والصرف الصحي إلى 16 مليون شخص». وأشارت المنظمة إلى أن هذا العدد يمثل ثلثي سكان البلاد تقريباً.
وقالت أوكسفام في بيان إن «الناس يجبرون على شرب مياه غير آمنة نتيجة لتفكك شبكات المياه المحلية، وبذلك تصبح الأمراض خطراً حقيقياً يهدد حياة الناس».
وأشارت المنظمة خصوصاً إلى أمراض مثل الملاريا والكوليرا والإسهال.
ويعتمد يمنيون كثر على حفر الآبار وعلى المياه التي تنقل عبر الصهاريج، إلا أن الخيار الأخير «لم يعد متاحاً لمعظم اليمنيين» بحسب أوكسفام التي أشارت إلى أن «سعر المياه المنقولة بالشاحنات تضاعف 3 مرات تقريباً» في عدد من المحافظات اليمنية.
وقالت مديرة مكتب أوكسفام في اليمن غريس أومير «إذا لم يكن القتال ونقص الوقود ونقص الإمدادات الطبية وقلة النوم بسبب القصف وتصاعد الأسعار كافياً، فإن أكثر من ثلثي سكان اليمن لا تصلهم حالياً المياه النظيفة أو خدمات الصرف الصحي».
وأضافت «هذا الرقم يعادل سكان برلين ولندن وباريس وروما مجتمعة». وتحذر الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة العالمية من وضع إنساني «كارثي» في اليمن الذي هو في الأساس من أفقر دول العالم.