عواصم - (وكالات): بدأت القوات العراقية و«الحشد الشعبي» المؤلف من فصائل شيعية عملية أطلق عليها اسم «لبيك يا حسين» بهدف محاصرة الرمادي، غرب البلاد، لتحريرها من سيطرة تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي، بينما، قالت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» إن اختيار «الحشد الشعبي» اسماً طائفياً ليكون الاسم الرمزي للتقدم العراقي لاستعادة المدينة هو اختيار «لا يساعد»، مضيفة أن «الهجوم الشامل من وجهة النظرالأمريكية لم يبدأ بعد»، بينما كشفت مصادر مطلعة في بغداد عن «اجتماع سري عقد بين قادة في الحشد الشعبي بزعامة هادي العامري وضباط كبار في استخبارات الحرس الثوري الإيراني تم التباحث فيه بشأن تزويد الحشد الشعبي بـ 100 صاروخ أرض أرض من نوع سكود».
وتأتي عملية «لبيك يا حسين» غداة تصريحات للبيت الأبيض حاول فيها تخفيف التوتر مع بغداد الذي خلفته انتقادات وزير الدفاع اشتون كارتر للجيش العراقي على خلفية معركة الرمادي.
وأكد المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي أحمد الأسدي أن العملية هي تحضير لتحرير الأنبار، بعد 10 أيام من إعلان مقاتلي التنظيم الإرهابي سيطرتهم على الرمادي، مركز محافظة الأنبار أكبر المحافظات العراقية.
وقال الأسدي «انطلقت عملية «لبيك يا حسين» في مناطق شمال صلاح الدين وجنوب غرب تكريت وشمال شرق الرمادي، والتي ستطوق الرمادي من الجهة الشرقية».
وأشار الأسدي إلى مشاركة قوات من الجيش والشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الإرهاب وأغلب فصائل الحشد الشعبي في عملية «لبيك يا حسين».
وتشترك محافظة الأنبار بحدود طويلة مع محافظة صلاح الدين، كبرى مدنها تكريت شمال بغداد التي أعلن تحريرها رسمياً نهاية مارس الماضي، من سيطرة الدولة ، باسثتناء الأجزاء الشمالية وتتمثل بأجزاء من بيجي وقضاء الشرقاط. وعن بدء عمليات تحرير الأنبار، قال الأسدي «بعد اكتمال عملية «لبيك ياحسين» ستبدأ عملية تحرير الأنبار» متوقعاً انطلاقها في غضون أيام.
وتحدثت مصادر في الحشد الشعبي عن إرسال 4 آلاف مقاتل إلى مناطق شمال الرمادي من مقاتلي العشائر السنية. في غضون ذلك، تمكنت قوات عراقية في مواقع أخرى من فرض سيطرتها والتقدم باتجاه الرمادي.
وتعد الرمادي تحت حصار محكم، باسثناء الجانب الشمالي الذي يتصل في محافظة صلاح الدين ويفصلها عنه نهر الفرات ومنطقة صحراوية.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والأمريكيون ترددوا قبل ذلك في نشر قوات الحشد الشعبي في محافظة الأنبار، ذات الغالبية السنية. وصمدت القوات العراقية ومقاتلو العشائر في الأنبار أمام هجمات الإرهابيين على مدى نحو عام، قبل أن تسقط تدريجياً مع بداية الشهر الجاري أمام هجمات متلاحقة أدت إلى انسحاب القوات الحكومية.
ويسيطر «داعش» على أغلب مناطق محافظة الأنبار التي تشترك بحدود مع سوريا والأردن والسعودية.
من جانب آخر، سعت الإدارة الأمريكية إلى التهدئة وذلك بعد رفض بغداد اتهامات وزير الدفاع الأمريكي الذي قال إن الجيش العراقي لم «يبدِ إرادة للقتال» في الرمادي.
وقال البيت الأبيض إن بايدن اتصل هاتفياً برئيس الوزراء العراقي، مضيفاً أنه «أقر بالتضحيات الكبيرة للجيش العراقي وبشجاعته خلال الأشهر ال18 الماضية في الرمادي وغيرها من المناطق». وفي وقت لاحق، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الولايات المتحدة تنسق مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي للمشاركة مع دول أخرى في المعركة ضد «داعش» والتصدي للتحديات في ليبيا.
يذكر أن التحالف الدولي بقياد واشنطن، نفذ 3 آلاف ضربة جوية ضد الإرهابيين خلال الأشهر العشر الماضية.
وأدى تقدم الإرهابيين في الرمادي إلى نزوح 55 ألف شخص عن منازلهم ، وفقاً للأمم المتحدة.
ومنعت السلطات الحكومية عدداً كبيراً من هؤلاء بشكل مؤقت من الوصول إلى مناطق أخرى في البلاد بزعم الخوف من تسلل مسلحين بين المدنيين إلى مناطق امنة.
واعتبر بعد السياسيين السنة ونشطاء أن الإجراء تمييز ضد السنة في البلاد، فيما اعتبرت منظمة الإنقاذ الدولي أنه يرغم البعض على العودة لمناطق الصراعات.
وقال مارك شنيلبيشر المسؤول الإقليمي للمنظمة، إن «آلاف الأشخاص فروا من الرمادي عالقون عند حواجز تفتيش» مضيفاً «بالنسبة للبعض، أصبح الوضع ميؤوساً منه بحيث عادوا إلى مناطق الصراع في الرمادي».
في سياق متصل، كشفت مصادر مطلعة في العاصمة بغداد عن اجتماع سري عقد بين قادة في الحشد الشعبي بزعامة هادي العامري وضباط كبار في استخبارات الحرس الثوري الإيراني تم التباحث فيه بشأن تزويد الحشد الشعبي بـ 100 صاروخ أرض أرض من نوع سكود. وقالت المصادر إن «ضباطا في الاستخبارات العسكرية التابعة للحرس الثوري وضعوا خطة لنقل الصواريخ إلى أطراف بغداد بغية نقلها فيما بعد إلى قضاء النخيب المحاذي لحدود محافظة كربلاء مع محافظة الأنبار».
ورجحت المصادر «وصول الدفعة الأولى من الصواريخ إلى النخيب فيما سيتم نقل الدفعات الأخرى على شكل مراحل».
وتابعت أن «تنسيقاً عالياً حدث بين الحرس الثوري والحشد الشعبي مؤخراً عقب سقوط الرمادي وأن الأوامر تصدر للحشد من قيادة الحرس الثوري مباشرة وحصراً في كيفية استعمال هذه الصواريخ».
وأكدت أن «ضباطاً في الحرس الثوري ينون ضرب مركز محافظة الأنبار الرمادي بهذه الصواريخ لتدمير المدينة بشكل كامل مع سكانها». يذكر أن قادة في الحشد الشعبي تنقلوا مؤخراً بشكل ملفت للنظر ما بين طهران وبغداد أبرزهم هادي العامري ونافع عيسى الإمارة وقائد حركة سيد الشهداء.
من ناحية أخرى، تعرض النائب من ائتلاف دولة القانون كاظم الصيادي للضرب إثر شجار مع نواب عن التيار الصدري، وكلا الحزبين شيعيان، بشأن آلية التصويت لمنح الثقة لوزيرين من التيار الذي يتزعمه مقتدى الصدر، وفقاً لمصادر برلمانية.
وتشغل الأحزاب الشيعية أكثر من 60% من مقاعد البرلمان وعددها 328 مقعداً.
في شأن متصل، ألغى مجلس النواب العراقي عضوية النائب مشعان الجبوري من كتلة «متحدون» السنية، لتزويره شهادة دراسية تسمح له بعضوية المجلس لكن القرار ليس نهائياً، حسبما أفادت مصادر برلمانية.