عندما يناديك صوت في آخر ساعات الليل فتصحو من خيالاتك وأحلامك لتجد نفسك في وسط لهيب نار الحب التي لا شكل لها، تبدأ هنا أوهام حياتك المبنية على الشكل والفكرة بالفناء، يبدأ أساس وركيزة وجودك بالانهيار، ما يقودك إلى أزمة بخصوص ما تؤمن به، ستشعر بأن الحياة لا معنى لها، ستشعر بالعزلة والإحساس بالوحدة وألا وصل ولا وصال بينك وبين العالم، إنها مواجهة الفناء وجهاً لوجه.
سوف يحرق لهيب نار الحب كل أقنعتك ويبدأ عالمك بالتلاشي والفناء، وسوف يقع ويتلاشى كل ما عرفته وألفته في حياتك، وبينما قد تبدو هذه الساعات مدمرة ومؤلمة، هي في حقيقة الأمر تساعدك لأجل التحرر من قبضة نفسك عليك من خلال إجبارها على التخلي عن أي شيء عزيز على قلبها، وأنت حينما تخسر كل ما تقدره نفسك وتعتبره ذات قيمة، تتحطم قبضتها المحكمة عليك التي تحكمك بالخوف على ما تقدره هي وحالما تفرغ نفسك من الخوف، فأنت تفسح المجال في داخلك للحب حتى يسكنه.
لا تقاوم لهيب نار الحب فكلما كانت المقاومة أكبر كانت أكثر ألماً، كن مع التيار فقط، قد تبدو الأمور وتظهر عند هذه الساعات بلا جدوى أو أمل، لكن دائماً ما يكون الظلام على أشده قبيل الفجر، أشبه الأمر هذا وكأنك تغرق داخل أعماق غامضة حيث تشعر وكأنك لن ترى نور النهار بعد هذه الليلة، تشعر وكأنك فقدت كل شيء. لكن لترى النور بشكل أفضل وأدق، ليس بإمكانك فعل ذلك إلا من خلال التباين ليملأك زخم يخولك رؤية النور.
علي العرادي
أخصائي تنمية بشرية