بيروت - (الجزيرة نت): يخرج الأمين العام لـ "حزب الله" الشيعي اللبناني حسن نصر الله قبل أيام ليتهم من أسماهم "شيعة السفارة الأمريكية" في إشارة للمعارضين الشيعة للحزب، بأنهم "خونة وعملاء وأغبياء"، ويؤكد أنه "لن يستطيع أحد أن يغير قناعاتنا ولن نسكت بعد اليوم".
و"شيعة السفارة الأمريكية" مصطلح جديد أدخله نصر الله على الساحة السياسية اللبنانية لوصف معارضيه "وتكفيرهم وهدر دمهم" كما يقول معارضوه، وسأل أحدهم ما الفرق بين نصر الله و"داعش"؟ فالأخير صنف السنة بين "مبايعين وعملاء"، وهو صنف الشيعة بين "تابعين وعملاء".
هذا الكلام الذي وصفه مراقبون بأنه صادر من رجل "مأزوم، خسر شعبيته العربية والدولية، وتورط في الحرب السورية التي تحولت لميدان استنزاف لعناصر حزبه" والأهم أنه "ضيع بوصلة المقاومة حتى باتت طريق تحرير القدس تمر من حلب وحمص والقلمون".
ونصح الإعلامي اللبناني المعارض للحزب نديم قطيش، نصر الله، "بعدم تكرار الحديث عن التكفير والتكفيريين لأنه بات معدياً" واعتبر اتهاماته لـ "شيعة السفارة" دعوة صريحة لقتلهم، وحذر من تعرض هؤلاء للقتل. وتابع قطيش إن "إسرائيل قد تدخل على الخط، وتقوم بعمليات تصفية تطال "شيعة السفارة"، مستفيدة من "فتوى" نصر الله ضدهم".
واستفز حديث نصر الله هذا رواد مواقع التواصل الاجتماعي وأطلقوا وسما "هاشتاغ"، "#كلنا_شيعة_السفارة" للرد على اتهامات نصر الله حيث تصدر تويتر بالأعلى تداولاً في لبنان. ويسأل أحد المغردين عن الفرق بين نصر الله وتنظيم الدولة "داعش" الإرهابي ويغرد "بماذا تختلف عن إرهاب "داعش"؟ تكفر وتخون وتقتل كل من يعارضك؟ الفرق أنك عندك الخبرة الأكبر بعد اكتشاف حقيقتك منذ عام 2005" ويتابع في تغريدة أخرى "جندي في ولاية الفقيه محور الشر والإرهاب يتهم المعارضين الوطنيين من طائفته بالخيانة، ليس عجباً منك".
وترى الصحافية اللبنانية لارا صقر أنه "لا يحق لمن قال أنا جندي صغير في ولاية الفقيه أن يخون غيره لمجرد أنهم يختلفون معه بالرأي". ويحيي أحد المغردين "من قال كلا لإيران ولحسن نصر الله، تحية لمن يحترم عروبته ولم يبع دينه ودنياه من أجل المال الإيراني والحقد الفارسي".ويصف الباحث السوري عبد الرحمن مطر "شيعة السفارة نافذتنا المشرعة على الحرية، تلون فضاءاتنا بحروف الروح، تحية إلى شركائنا في التحدي والمصير والكلمة" ويؤكد المغرد نبيل حمادة أن "جنود ولاية الفقيه وموظفي الصحافة التابعين لمعاش المال النظيف، لما يتهمون أحداً بالعمالة، بيكون الاتهام أعلى شهادات الوطنية". وتذهب الصحافية ميرا عبد الله للقول إن "شيعة السفارة هم الوحيدون القادرون على إنقاذ شيعة لبنان من ديكتاتورية حزب الله وأكفانه. حان الوقت للبحث عن بديل لبناني". ولفت أحد المغردين إلى أنه "إذا لم تؤيد جرائمنا، وإذ لم تغض الطرف عن مخازينا مع أننا من طائفتك إذن عميل. هكذا يفكر الحوالش". ولا يأبه على ما يبدو مغرد باتهامات نصر الله ويغرد "فيك تقتل، فيك تخون، فيك تهدد، فيك تشتم، بس ما فيك تكمم أصوات كثر قالوا #كلنا_شيعة_السفارة". ويقر مغردون بأنهم من شيعة السفارة ويفسرون هذا بتغريدات عدة أبرزها "لأننا نخالفهم في الرأي ولأننا وطنيين مستقلين ضد الدويلات نهدد ونهان ونخون"، و"لأننا أشرف الناس نعم نحن "الخونة" و"العملاء" أشرف الناس نحن الفكر والأخلاق نحن شيعة الضاحية الجنوبية نحن الأصل"، و"شيعة السفارة، لبنانيون فقط لن نرضى بفقيه حاكماً ولا ولياً لأمرنا"، و"شيعة السفارة هم الشيعة الحقيقيون المناصرون للمظلوم، الرافضون للظلم والمهانة، رافعين راية الحق والكرامة في وجه كل غاصب ومحتل".
ولم يقتصر الاحتجاج على موقع "تويتر" حيث أنشأ الناشطون صفحة على موقع فيسبوك أسموها "شيعة السفارة" بلغ عدد المعجبين بها خلال أيام نحو ثلاثة آلاف معجب.
ويعرف مؤسس صفحة "شيعة السفارة" بأنهم "شيعة السفارة ليس فقط من يكتب معارضاً لحزب الله وحروبه "الوجودية"، ليس فقط من خالف الحزب في تخوينه للناس، ليس فقط من رأى في خيارات الحزب خيانة للسيادة اللبنانية، شيعة السفارة حسب ما يُرى من خطابات نصر الله هم البيئة التي احتضنته، هم المحيط الذي رغم تهليله له، لايزال يحمل الكثير من الشك لمعاركه، هم الذين بحاجة لخطاب تشجيعي كل أسبوع لكي لا يخسرهم، هم الذين ملوا من رؤية الجثث القادمة من الشام، هم الذين يجتاحهم الشك وهم ينظرون إلى جثة مغدور من الخلف، شيعة السفارة هم الذين مل منهم اليأس وهم ينتظرون إيران لتحميهم من إسرائيل، هم الذين يخاف منهم، يخاف من أن يتغيروا، من أن يعودوا إلى رشدهم، هم القنبلة الموقوتة التي يخاف من أن ترى النور".