عواصم - (وكالات): سيطرت جبهة النصرة وحلفاؤها على أريحا آخر المدن الخاضعة لسيطرة قوات الرئيس بشار الأسد في محافظة إدلب، وشوهدت عشرات الآليات التابعة لقوات النظام تنسحب من المدينة، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «سيطر جيش الفتح - جبهة والنصرة وفصائل أخرى في المعارضة المسلحة - بشكل كامل على مدينة أريحا بعد هجوم خاطف انتهى بانسحاب كثيف لقوات النظام وحلفائه من حزب الله عبر الجهة الغربية للمدينة».
وتمكن جيش الفتح خلال الأسابيع الأخيرة من السيطرة على مناطق عدة في محافظة إدلب، أبرزها المدينة، مركز المحافظة، وجسر الشغور ومعسكري القرميد والمسطومة. وإذا انسحب النظام من أريحا، فلن يبقى له، وفق عبد الرحمن، في محافظة إدلب، إلا مطار أبو الضهور العسكري، وبعض الحواجز بين أريحا وجسر الشغور، بالإضافة إلى بلدتي الفوعة وكفريا.
وتستند أريحا من الغرب إلى منطقة جبلية تملك امتداداً مع محافظة حماه، الواقعة بمعظمها تحت سيطرة قوات الأسد.
من ناحية أخرى، أعلن مسؤول أمريكي أن الجيش الأمريكي بدأ في تدريب مقاتلين من المعارضة السورية في تركيا لمحاربة تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي موسعاً بذلك برنامجاً انطلق في بداية الأمر في الأردن قبل أسابيع، فيما قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في تقرير بشأن سوريا، إن «الشعب السوري يفقد الأمل في العام الخامس من حرب أهلية جلبت مستويات من الموت والدمار شديدة الوطأة إلى درجة صدمت الضمير العالمي»، مضيفاً في تقريره الشهري، إن «الحرب قتلت أكثر من 220 ألف شخص، وتركت ثلث السكان مشردين»، لافتاً إلى أن «12 مليون شخص بحاجة لمساعدات إنسانية، بينهم 5 ملايين طفل»، قبل ان يتهم قوات الرئيس بشار الأسد «باستخدام البراميل المتفجرة»، التي قال إنها «تؤذي وتقتل المدنيين دون تمييز»، مؤكداً أن «تنظيم «داعش» في سوريا يقتل ويخطف المدنيين، ويدمر مواقع للتراث الثقافي السوري».
من جهته، لم يقدم المتحدث الأمريكي الذي طلب عدم نشر اسمه أي تفاصيل عن حجم المجموعة الأولى من المقاتلين الذين يخضعون للتدريب في تركيا أو متى بدأ التدريب. ورفضت وزارة الدفاع الأمريكية التعقيب.
وتقول إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن البرنامج يهدف فقط إلى استهداف مقاتلي تنظيم الدولة «داعش» وليس قوات الرئيس بشار الأسد.
لكن منتقدين ومن بينهم أعضاء في الكونغرس يقولون إن الحدود النظرية من الصعب أن تصمد أمام واقع الحرب الأهلية الفوضي في سوريا. وحصدت الحرب أرواح أكثر من 220 ألف سوري وخلفت ثلث السوريين بلا مأوى. وتأمل الولايات المتحدة في أن يقدم البرنامج الذي طال انتظاره التدريب لأكثر من 5000 مقاتل سوري سنوياً وهو ما سيوفر للجيش الأمريكي شركاء على الأرض في قتال «داعش». وحتى الآن يقتصر الدور الأمريكي في سوريا إلى حد كبير على الغارات الجوية رغم أن قوات أمريكية خاصة قتلت قيادياً كبيراً في التنظيم في عملية داخل سوريا الشهر الحالي.
وتجري كل عمليات التدريب العسكري الأمريكي لمقاتلي المعارضة السورية في الخارج. والى جانب الأردن وتركيا عرضت كل من السعودية وقطر استضافة التدريبات.
من ناحية أخرى، نشر «داعش» صوراً على الإنترنت قال إنها التقطت في مدينة تدمر الأثرية وسط سوريا بدت فيها الآثار سليمة بعد انتزاع مقاتليه السيطرة على المدينة من القوات الحكومية. ودمر التنظيم آثاراً في العراق وعبر مدير عام الآثار السورية عن مخاوف من أن يدمر التنظيم الإرهابي المدينة الأثرية التي توجد فيها أطلال رومانية شهيرة من بينها معابد وصفوف أعمدة ومدرج مسرحي.
من جانبه، اعلن «أمير» جبهة النصرة أبو محمد الجولاني أن توجيهات تنظيم القاعدة تقضي بعدم مهاجمة الغرب انطلاقاً من سوريا، مشيراً إلى أن التركيز هو على السيطرة على دمشق وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد الذي توقع ألا يطول كثيراً.
وقال الجولاني في مقابلة مع قناة «الجزيرة» القطرية من إحدى المناطق التي يسيطر عليها التنظيم شمال سوريا «التوجيهات التي تأتينا من زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، هي أن جبهة النصرة مهمتها في الشام إسقاط النظام ورموزه وحلفائه كحزب الله والتفاهم مع الفصائل لإقامة حكم إسلامي راشد».
واعتبر الجولاني أن «أمريكا تساند نظام الأسد». وتدرج وزارة الخارجية الأمريكية جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، على لائحتها للمنظمات الإرهابية.
وتمكنت جبهة النصرة وحلفاؤها خلال الأسابيع الأخيرة من إحراز سلسلة نجاحات على الأرض في مواجهة قوات النظام شمال غرب البلاد وفي الجنوب، وقد استولوا على مدن كبيرة وقاعدة عسكرية ومعابر حدودية.
من جهة أخرى، أضاف الاتحاد الأوروبي مسؤولاً عسكرياً سورياً رفيعاً إلى قائمة العقوبات الخاصة بالاتحاد مع تمديده الإجراءات ضد مؤيدي الأسد لعام آخر. وبدأ الاتحاد الأوروبي فرض تجميد للأصول وحظر على السفر بالنسبة للأسد ومؤيديه في 2011 للاحتجاج على قمع الحكومة للمعارضين. ومع دخول الحرب الأهلية في سوريا عامها الخامس زادت قائمة العقوبات لتشمل أكثر من 200 شخص و70 هيئة.