صحيفة تركية تنشر صور شحنات أسلحة من أنقرة للمعارضة السورية
عواصم - (وكالات): يوشك نظام الرئيس بشار الأسد على فقدان سيطرته على كامل محافظة إدلب شمال غرب البلاد، بعد سيطرة مقاتلي «جبهة النصرة» والفصائل الإسلامية على مدينة أريحا، آخر المدن الكبرى في المنطقة الحدودية مع تركيا.
وإذا استكمل النظام انسحابه من آخر المواقع المتبقية له للتركيز على حماية مناطقه الأكثر استراتيجية، تصبح إدلب المحافظة الثانية التي تخرج كاملة عن سيطرته بعد محافظة الرقة، معقل تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي شمال البلاد. وتمكن مقاتلو جبهة النصرة والفصائل الإسلامية المنضوية في إطار جيش الفتح من السيطرة على مدينة أريحا بشكل كامل، آخر معاقل النظام في محافظة إدلب، وذلك بعد هجوم خاطف انتهى بانسحاب كثيف لقوات النظام وحلفائه عبر الجهة الغربية للمدينة.
ولم يستغرق الهجوم على أريحا إلا بضع ساعات على الرغم من تعزيزات النظام الكبيرة، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون معارضون.
وقال مصدر أمني سوري «اخلت وحداتنا مواقعها من اريحا (...) بعدما باتت مناطق مناورة الجيش محدودة»، مضيفا «نتيجة لتقديرات عسكرية اتخذت قواتنا القرار بالانتقال الى مواقع جديدة في محيط المدينة والتحضير للمرحلة المقبلة».
وبحسب المرصد، فإن الالاف من قوات النظام بالاضافة الى مقاتلين ايرانيين ومن «حزب الله» الشيعي اللبناني كانوا يتحصنون داخل اريحا قبل انسحابهم منها.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان المدينة «لم تشهد اشتباكات حقيقية بين قوات النظام ومقاتلي النصرة وحلفائها، لانه لم يعد بإمكان النظام تحمل المزيد من الخسائر البشرية».
ويقدر المرصد وجود «70 الف متخلف عن الخدمة العسكرية في أنحاء سوريا وتحديداً في معاقل النظام».
وتأتي خسارة قوات النظام لاريحا، بعد سيطرة فصائل جيش الفتح خلال الاسابيع الاخيرة على مناطق عدة في محافظة ادلب، ابرزها مدينة ادلب، مركز المحافظة، وجسر الشغور ومعسكري القرميد والمسطومة.
ولا يزال النظام يحتفظ بمطار ابو الضهور العسكري الواقع على بعد اكثر من 20 كيلومترا جنوب غرب اريحا، وقريتي الفوعة وكفرية الشيعيتين، بالاضافة الى بعض البلدات الصغيرة والحواجز العسكرية.
وتلقى النظام سلسلة خسائر ميدانية في الاسابيع الاخيرة بالاضافة الى ادلب، ابرزها في محافظة درعا وفي حمص، حيث خسر مدينة تدمر الاثرية في 21 مايو الحالي. ويقول محللون إن تقدم فصائل المعارضة مرتبط بتلقيها دعماً خارجيا نتيجة التقارب السعودي القطري التركي.
ونشرت صحيفة «جمهوريت» التركية صورا ومقاطع فيديو اكدت انها لشحنات اسلحة ارسلت الى المعارضة السورية المسلحة مطلع عام 2014، ما يدعم اتهامات نفتها حكومة انقرة بشدة.
ونشرت الصحيفة في نسختها الورقية وعلى موقعها الالكتروني صور قذائف هاون مخبأة تحت ادوية في شاحنات مؤجرة رسميا لصالح منظمة انسانية، اعترضتها قوة درك تركية قرب الحدود السورية في يناير 2014.
وباتت «اولوية» النظام السوري في الوقت الحالي وفق عبد الرحمن، هي «انشاء خطوط دفاع لحماية محافظتي اللاذقية غربا وحماة وسط البلاد، ولم يعد ابدا في موقع الهجوم».
ويقول محللون ان النظام السوري قد يجد نفسه مضطرا للاكتفاء بتعزيز سيطرته على المناطق الممتدة من دمشق الى الساحل السوري غربا حيث يتمتع بنفوذ قوي، وذلك بعد 4 اعوام من حرب اضعفت قواته ومؤسساته.
ويسيطر النظام عمليا على محافظات اللاذقية وطرطوس غربا والسويداء جنوبا بالاضافة الى العاصمة وعلى بعض المناطق في محافظات دير الزور شرقا ودرعا والقنيطرة جنوبا والحسكة شمال شرق البلاد، فيما يتقاسم السيطرة مع فصائل المعارضة على محافظة دمشق وحلب وحمص وحماة.
وبات تنظيم الدولة وفق المرصد يسيطر على نصف الاراضي السورية، وتحديدا في الشمال والشرق، ويعمل اليوم على تعزيز وجوده وسط البلاد بعد سيطرته على مدينة تدمر.
من جهة اخرى، قال المرصد ان احد مقاتلي المجلس السرياني المعارض الذي يقاتل الى جانب وحدات حماية الشعب الكردية في محافظة الحسكة، اقدم على قطع راس احد عناصر «داعش» بعد اسره في محيط بلدة تل شاميرام الاشورية. وتمكن مقاتلون اكراد واشوريون وسريان في الايام الاخيرة وبمؤازرة غارات التحالف الدولي من طرد التنظيم من عشرات القرى والبلدات في الحسكة، بينها 14 بلدة اشورية كان قد سيطر عليها في 23 فبراير الماضي واسر 220 شخصا منها، لا يزال 210 منهم مخطوفين. من جهة اخرى، قالت السفيرة الامريكية الى الامم المتحدة سامنتا باور قبيل جلسة لمجلس الامن، ان الحكومات لا تقوم بالجهود الكافية لمنع مواطنيها من الالتحاق بـ «داعش» في سوريا والعراق.
ويلتئم المجلس بمشاركة وزراء داخلية الدول الـ 15 الاعضاء لمعالجة القضية للمرة الاولى منذ اصدار دراسة للامم المتحدة تظهر ازديادا في عدد المقاتلين الجهاديين الاجانب.
واضافت باور «ليس هناك ما يكفي من الاجراءات الشاملة لتجريم ومنع انتقال هؤلاء المقاتلين الاجانب من مناطق النزاع واليها».