جاءت فترة الاختبارات وهي تحمل في طياتها ألواناً من المصاعب والضغوطات تجاه بعض الأبناء والبنات؛ ترى الواحد منهم منعزلاً في هذه الفترة عن مجتمعه ونشاطاته التي يقوم بمزاولتها، ومن الناحية النفسية ترى الشعور باليأس وعدم الاستقرار يعلو الكثير منهم، هذا بالإضافة إلى التوتر وسرعة الانفعال، مما قد يؤول بالبعض إلى الاضطراب في النوم، والشعور بالصداع والارتعاش وغير ذلك. وهم في مثل هذه الحال يترقبون همسات تقرع آذانهم، ووصايا تربط على قلوبهم، وصرح لي بعض الطلاب؛ طالباً بعض التوجيهات، فأجبته بما يلي:
- ثق بـني بالله عز وجل وتوكل عليه، واعلم أن ذلك لا يتأتى إلا ببذل الأسباب والجد والاجتهاد، (فاحرص على ما ينفعك واستعن بالله).
- اعلم أنك مهما اجتهدت فحاجتك لله أعظم؛ فالتوفيق والتثبيت بيد الله.
- دع الحسرة والندم على ما فرطت في ما مضى من الفصل، (ولا تعجز ولا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل)، وأحسن فيما بقي يغفر لك ما قد سلف.
- الانعزالية بوابة الوساوس والمخاوف وفقدان الثقة، فزاول أعمالك اليومية وخصوصاً ما يقربك إلى الله ويوثق صلتك به: كأداء الصلوات في جماعة، وقراءة القرآن، فالانقطاع عن ذلك فيه فساد الدنيا والدين.
- إياك والاستهتار؛ فإنه مفتاح الضياع، وإياك والقلق الزائد فإنه مفتاح الوسوسة، وإياك والغش؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من غش فليس منا)، وإياك والبطنة فإنها تذهب الفطنة.
- تمعن في قراءة أسئلة الاختبار، ففهم السؤال نصف الإجابة، فإن استعصى عليك أمر فاستوضح؛ (فإنما شفاء العي السؤال)، وإياك والعجلة فإن عقباها الندم.
- الإخفاق والسقوط في الاختبار لا يعني نهايتك، فاتخذ منه انطلاقة لعهدٍ جديد، وهمة عالية، وكما قيل: ليس كل سقوط نهاية، فسقوط المطر أجمل بداية.
ختاماً: طوبى لعبدٍ اتخذ من هذا الموسم عبرة؛ يذكره بيوم الفزع الأكبر والامتحان الأعظم، فاغتنم ساعات عمره، وجد واجتهد في ما ينفعه في دنياه وآخرته، وأعد للسؤال جواباً، وللجواب صواباً، (والوعد يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون..).

صلاح بن محمد الخلاقي