واشنطن: نقف إلى جانب الرياض ضد العنف والتطرف
عواصم - (الجزيرة نت، أ ف ب): استنكر مغردون سعوديون محاولة تفجير مسجد العنود في الدمام ظهر أمس الأول. وبينما هاجم كثيرون تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي، حذر آخرون من الفتنة الطائفية وطالبوا باليقظة إزاء مخططات زعزعة الاستقرار في البلاد. وتعود السعودية لتتصدرعناوين نشرات الأخبار عبر محاولة تفجير مسجد العنود في الدمام شرق المملكة، وأسفرت عن مقتل وجرح عدة أشخاص. وكان عشرات الشهداء والجرحى سقطوا في تفجير استهدف الأسبوع الماضي مسجد علي بن ابي طالب في القديح بمدينة القطيف شرق السعودية.
وأعلن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية أن رجال الأمن اشتبهوا في سيارة عند توجهها إلى مواقف السيارات المجاورة للمسجد وعند اقترابهم منها انفجرت. وتحدث مغردون عن «انتحاري» حاول دخول المسجد لتفجير نفسه في المصلين، إلا أن انكشاف أمره دفعه إلى تفجير نفسه مباشرة.
وأكد رواية المغرّدين بيانٌ صادر عن «تنظيم الدولة «داعش» - ولاية نجد» يتبنى فيه مسؤولية الهجوم، ويتحدث عن «انغماسي وصل لهدفه رغم تشديد الإجراءات الأمنية». وصوّب المغردون أسهمهم هذه المرة نحو «داعش»، ودعت نسبة كبيرة منهم إلى «الوعي واليقظة لمخطط الفتنة الذي يستهدف أمن المملكة واستقرارها»، كما أصابت بعض هذه السهام طهران من باب أنها «المستفيد والمخطط». وأطلقوا وسم «هاشتاغ» «تفجير العنود» الذي تصدر «تويتر» بنحو نصف مليون تغريدة. وغرد الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القره داغي بالقول «يحاول «داعش» أن يوقظ الفتنة الطائفية في السعودية بين السنة والشيعة، فهو لا يستطيع البقاء إلا في أجواء الفوضى والصراعات والحروب». وفي هذا السياق تساءل رجل الدين السعودي خالد المصلح «أي جهاد هذا الذي يستهدف المساجد - أحب البلاد إلى الله - في يوم الجمعة خير الأيام؟ ألا إنهم هم المفسدون، كفانا الله شرهم ورد كيدهم». ورأى الخبير الاقتصادي السعودي عصام الزامل أنه «يجب أن يتحمل كل فرد منا - سنة وشيعة - مسؤوليته لوأد الفتنة ونزع فتيلها بكل ما يملك، تقاذف التهم من كل طرف لن يساعد إلا الإرهابيين».
وتابع الزامل في تغريدة أخرى «تفجير اليوم أخطر من تفجير الأسبوع الماضي، تفجير اليوم يدل على أن الإرهاب أعلنها حرباً مفتوحة على مجتمعنا». وخلص إلى أن «داعش والمجرمين أمثالهم لن يتورعوا عن أي جريمة إلى أن تشتعل الفتنة، لذلك لن أستغرب إذا فجروا مساجد سنية لضرب المجتمع ببعضه».
وغرد الكاتب السعودي حمد الماجد بأن «تفجير العنود وتفجير القديح يضعان كل مكونات المجتمع السعودي وجهاته وتوجهاته أمام مسؤولية تاريخية لإطفاء اللهيب، وليس سكب الزيت على النار».
وحذر الداعية السعودي عوض القرني من مخطط لحرب أهلية، وغرد بأن «السعي لإشاعة الفوضى واضطراب الأمن في بلد الحرمين حلم الاستراتيجيين الكبار من دهاقنة الأعداء تمهيداً لحرب أهلية».
وتحدث القرني عن مبدأ «فتش عن المستفيد»، وغرد «في علم الجريمة، أول سؤال يطرح عند وقوعها: من المستفيد من الجريمة؟ وبلا شك فإن المستفيد هنا إيران والحوثي، فهل يصحو المغفلون؟».
كما حذر الأكاديمي السعودي علي العمري من أنهم «يريدون عراقاً جديدة في السعودية، والأيام علمتنا مَن المخطط والممول واليد الفاعلة.. استيقظوا.. هنا السعودية». وتساءل في تغريدة أخرى «متى كان المسالمون والمصلون هم حلبة القتال ووقود المعارك؟ لا يفعل هذا إلا من يريد نزع الثقة وبذر الخوف، نحن بالله أكبر». ولفت المغرد السعودي عطا الله العنزي إلى أن «تفجير العنود ليس الهدف منه نصرة أهل السنة أو الإضرار بالشيعة، إنما الهدف جر البلاد إلى الفوضى والاقتتال الداخلي مثل ما يحدث في البلاد المجاورة».
وشددت الكاتبة السعودية سكينة المشيخص على قوة المجتمع السعودي، وغردت بأن «داعش تريدها عراقاً جديدة، ونحن أقوى من أن ننجر للفتنة».
وتصر طائفة من المغردين على أن طهران تخطط وتنظيم الدولة «داعش» ينفذ. وغرد فيصل بن جاسم آل ثاني بأنه «إذا كان يقيني 100% بأن إيران خلف تفجير القديح، فالآن يقيني 1000% بأن إيران خلف تفجير العنود حتى لو كان تم بأيدٍ داعشية». بدوره اشار المغرد السعودي حمود بن علي العمر إلى أن «هذا التفجير والذي قبله وكل إفساد وعبث يدور في فلكه، إنما يستهدف عاصفة الحزم، فستتقاطع مصالح الصفويين والخوارج».
كما أطلق المغردون وسم «البطل عبد الجليل الأربش»، وقالوا إنه الشاب الذي أحبط محاولة الانتحاري دخول المسجد وتفجير نفسه داخله.
وقتل 4 أشخاص بينهم انتحاري في انفجار سيارة مفخخة أمام مسجد العنود خلال صلاة الجمعة في مدينة الدمام في المنطقة الشرقية في السعودية، كما أعلنت وزارة الداخلية السعودية مشيرة إلى أنها أحبطت هجوماً أكبر.
من جهته، اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جيف راتكي «نندد بوحشية الإرهابيين الذين يرتكبون أعمال عنف في أماكن عبادة»، مضيفاً أن «أعمال العنف هذه تبرز مدى احتقار الإرهابيين للحياة البشرية». وأضاف راتكي أن «الولايات المتحدة تقف إلى جانب السعودية ضد العنف وتواصل التزامها العمل مع الحكومة السعودية وشركائنا الدوليين لمكافحة التطرف العنيف في المنطقة». وكثفت السلطات السعودية في الأشهر الأخيرة حملاتها ضد ارهابيين يشتبه في تخطيطهم لهجمات من أجل «إشعال التوتر الطائفي».