بيروت - (العربية نت): يحذر مثقفون من وقوع لبنان بين نارين، فالبلد الذي عانى ويلات الحرب الأهلية لسنوات، بات محاصراً من الخارج والداخل. في الخارج يبرز خطر تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي، الذي أصبح يسيطر على أجزاء كبيرة من سوريا والعراق. ومن الداخل هناك «حزب الله» الشيعي، الذي يحتفظ بسلاح خارج إطار الدولة تحت شعار المقاومة، وكأن البلاد واقعة بين مطرقة الحزب الشيعي وسندان التنظيم الإرهابي.
وباتت مواقف الحزب الأخيرة تهدد، وبشكل متزايد، كل من يعارضه، سواء السياسيين أو الصحافيين أو المفكرين أو حتى كبار رجال الدين الشيعة الذين يعارضون خط الحزب وأمينه العام حسن نصر الله.
ودفع هذا الوضع عدداً من المفكرين والكتاب والصحافيين لدق ناقوس الخطر عبر بيان مشترك يحذر من الوضع في لبنان، فخطابات الأمين العام الأخيرة، التي تزامنت مع هزائم على الأرض لميليشيات الحزب في سوريا وتراجع التمدد الإيراني في اليمن، قسمت اللبنانيين. فمن يقف مع الحزب، كما يصفه نصر الله، هو الأمين والشريف والمجاهد، ومن يعارض يوصم بالعمالة والخيانة وغيرهما من الاتهامات، وهي الاتهامات التي رفضها موقعو البيان بشكل خاص.
وقارن المثقفون بين قمع «داعش» لمعارضيه في الأراضي التي يسيطر عليها، وبين محاولات نصر الله لقمع المثقفين والمفكرين اللبنانيين الذين يدلون بآراء معارضة لمنهج الحزب.
كما حمل الموقعون على البيان الدولة مسؤولية وقف ما يجري، واتهموها بالتخلي عن مهام سيادية هي من صميم الدولة لصالح «حزب الله» كحماية أمن المواطنين.
وختم المثقفون اللبنانيون بيانهم بدعوة الشارع اللبناني، ومختلف الهيئات والمؤسسات المدنية، إلى التنبه للمخاطر التي تهدد الجمهورية وقيمها، وعبروا عن تضامنهم مع كل من طالته اتهامات أمين عام الحزب، التي وصفوها بالجائرة والمخيفة والتي تهدد حياة معارضي الحزب وأمنهم الشخصي.