يشهد الأردن طفرة عقارية لم يعرفها منذ سنوات مع تدفق مئات الآلاف من اللاجئين السوريين إلى البلاد، إضافة الى ارتفاع أعداد القادمين للسياحة ممن كانوا في السابق يصطافون في سوريا ومصر ولبنان، وهو ما أدى الى ارتفاع كبير في الطلب على العقارات والمنازل الجاهزة للسكن.
وارتفعت أسعار إيجارات المنازل بصورة ملموسة في مختلف مناطق الأردن، خاصة في العاصمة، بسبب الطلب الكبير من السوريين الذين يتدفقون بشكل يومي على الأردن بسبب ارتفاع وتيرة القتال، فيما أغرى ارتفاع أسعار الإيجارات الكثير من المستثمرين الى الدخول في السوق العقاري ما تسبب أيضاً بارتفاع في أسعار المنازل المعروضة للبيع في السوق، وكذلك ارتفاع في أسعار الأراضي التي تتنافس على شرائها شركات الإسكان والتطوير العقاري.
وانتعش قطاع الشقق السكنية الفارغة ذات الإيجار الطويل بسبب ارتفاع الطلب عليها من قبل العائلات السورية، كما انتعش الطلب أيضاً على الشقق المفروشة المخصصة للإيجار لمدد قصيرة نتيجة تدفق العائلات الخليجية التي تزور الأردن لقضاء العطلات الصيفية، بعد أن أصبحت سوريا ولبنان ومصر غير متاحة لهذه العائلات.
وقال الوسيط العقاري سائد محمد العلاونة، مدير شركة الوساطة العقارية، إن نحو 30% من الباحثين عن مساكن للإيجار في الأردن هم من العائلات السورية، مشيراً الى أن ايجارات الشقق السكنية في العاصمة عمان ارتفعت بنسبة تزيد عن 60% خلال عام واحد من الآن.
وأضاف العلاونة في حديثه لـ"العربية نت" أن كافة المناطق في الأردن تشهد ارتفاعاً في الطلب على المساكن فيها، كما أن العقارات بمختلف مواصفاتها أصبحت مطلوبة بسبب أن التفاوت في الإمكانات المادية بالنسبة للسوريين الذين يأتون الى البلاد، ما جعلهم يتوزعون على مختلف المناطق ويرفعون الطلب على مختلف الشقق، سواء الفارهة أو المتواضعة على حد سواء.
وحول جدوى الاستثمار في القطاع العقاري بالأردن يؤكد العلاونة أنه "مغرٍ جداً" حيث إن العائد على الاستثمار طويل الأجل يتجاوز السبعة في المئة سنوياً، في الوقت الذي يمنح أفضل البنوك عائداً على الودائع لا يتجاوز 1% فقط.
وبحسب العلاونة فإن من يوظف 100 ألف دينار أردني (141 ألف دولار) في شقة سكنية بالأردن، ستدر عليه دخلا مالي يتجاوز 7 آلاف دينار أردني (10 آلاف دولار) سنوياً، فضلاً عن أن الوحدة العقارية ذاتها سيواصل سعرها الارتفاع خلال السنوات المقبلة، ويستطيع بيعها بتحقيق أرباح في أي وقت لاحق.
ويعاني السوق العقاري في الأردن منذ عدة شهور من شح في الشقق المعروضة للإيجار، خاصة الشقق ذات الإيجار المنخفض الموجودة عادة في المناطق القديمة، كما تشهد الشقق المفروشة شحاً في المعروض أيضاً منذ بداية موسم العطلات الصيفية، حيث عادة ما تفضل العائلات الخليجية هذا النوع من السكن على الإقامة في الفنادق التي تشهد ازدحاماً هي الأخرى.
وتقول الأرقام الرسمية إن الأردن يستضيف حالياً أكثر من نصف مليون لاجئ سوري يمثلون أكثر من 8% من تعداد السكان في المملكة، الا أن السفير الأردني في بريطانيا مازن الحمود قال في جلسة برلمانية حضرتها "العربية نت" في شهر مايو/أيار الماضي أن إجمالي السوريين المقيمين في الأردن حالياً يتجاوز 1.2 مليون نسمة، يمثلون 21% من سكان المملكة، إلا أن نصف مليون منهم فقط مسجلون كلاجئين رسميين يحملون أرقاماً صادرة عن مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ويتلقون مساعدات من هذه المفوضية إضافة الى المساعدات التي تقدمها لهم الحكومة الأردنية.