نشرت الكاتبة الصحافية كوثر الأربش، والدة الشهيد محمد العيسى وخالة الشهيدين عبدالجليل ومحمد الأربش، اللذين استشهدا في محاولة الاعتداء الإرهابية على مسجد العنود في الدمام شرق السعودية، رسالة عبرت فيها عن مشاعرها تجاه فقد ابنها وعن رأيها الشخصي تجاه تلك الأزمات. وأكدت الأربش في بيانها على «أهمية عدم الانجرار لأتون الفتنة ودعاوى الطائفية والإقصاء»، مشددة «على أهمية إجراء مراجعة للأفكار والموروثات والثقافة»، مشيرة إلى أن «السعوديين مستهدفون في لحمتهم، وفي نسيجهم، وفي تماسكهم، وفي قناعتهم التامة أننا وطن واحد، من قطيفه شرقاً، إلى رفحائه شمالاً، إلى جدته غرباً وإلى نجرانه جنوباً، لأنهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويصلون للقبلة ذاتها».
ونعت الأربش، ابنها في الرسالة التي نشرتها على موقع التواصل الاجتماعي بعنوان «من الأرض، وداعاً يا ابني إلى الأبد وأنت في قناديل الله الآن».
وأضافت في رسالتها «كتب ابني محمد العيسى معرفاً عن نفسـه في برنامج إنستغرام «يوماً ما سيرى الأعمى بصمتي، وسيسمع الأصم بسيرتي»، وهذا فعلاً ما حدث، رأى الأعمى بصمته، وسمع الأصم بآخر ما كُتب من سيرته، لقد تبرع لحماية المصلين، اندفع تجاه إرهابي مطوق بحزام ناسف بدلاً من أن يفرّ، فعل هذا لسبب بسيط ومعقد في نفس الوقت، حماية الأبرياء، إيقاف هذه الوحوش الشرسة التي لا تستحق أن تكون جماداً حتى».
ودعت الأبرش إلى «عدم الانجرار إلى أتون الفرقة ودعاوى الطائفية والإقصاء»، مضيفة «لا، لأي حشد شعبي ولأي عسكرة خارج إطار الدولة، فبيوتنا الداخلية، أفكارنا، موروثنا، ثقافتنا، كل هذا علينا مراجعته».
وختمت الأربش رسالتها بقولها «أعزي أمّ قاتل ابني وأعظم لها الأجر»، مضيفة «لقد اختار ابنك خيرة الشباب وأنقاهم، ولو بذل جهده لينتقي لم يكن انتقاؤه بكل هذه الدقة، وأن على معرفة تامة أن قلبك الآن كقلبي، حزين وباكٍ».