عواصم - (وكالات): قتل 150 مدنياً في 48 ساعة بسوريا في غارات جوية لجيش الرئيس بشار الأسد، بينما عزز تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي وجوده في منطقة تدمر وسط البلاد وشمالها. ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل عشرات المدنيين في غارات من طائرات حربية ومروحية على مناطق عدة في سوريا. ودان موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا الغارات التي استهدفت ببراميل متفجرة محافظة حلب وتسببت بمقتل 25 شخصاً في أحياء شرق حلب واقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، بحسب حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، و59 آخرين في مدينة الباب الواقعة في ريف حلب تحت سيطرة تنظيم الدولة. وقال إن هذا القصف الجوي «يستحق أشد الإدانة الدولية». وأضاف «من غير المقبول بتاتاً أن تهاجم القوات الجوية السورية أراضيها بشكل عشوائي، وتقتل مواطنيها»، مشدداً على «وجوب وقف البراميل المتفجرة». وحصيلة القتلى في محافظة حلب هي بين الأضخم في قصف جوي في المنطقة في يوم واحد خلال الأشهر الماضية. وقتل 20 مدنياً في منطقة جبل الزاوية الخاضعة لسيطرة كتائب معارضة في محافظة إدلب شمال غرب البلاد، في قصف بالصواريخ من طائرات حربية، و22 مدنياً في مدينة الشدادي، معقل تنظيم الدولة في محافظة الحسكة شمال شرق البلاد، بينما توزع القتلى الآخرون على مناطق أخرى في ريف دمشق ودير الزور شرقاً ودرعا جنوباً. ولا يشمل الإحصاء 43 قتيلاً هم مقاتلون من «داعش» مع أفراد من عائلاتهم قضوا في غارة لقوات النظام استهدفت مساكنهم في مدينة الشدادي، بحسب المرصد. وطالب المرصد السوري لحقوق الإنسان أعضاء مجلس الأمن الدولي «بإصدار قرار ملزم يمنع استهداف المدنيين في سوريا الذين ترتكب المجازر بحقهم بشكل يومي تحت أنظار المجتمع الدولي». وفي ردود الفعل الخارجية، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند «هالني الاعتداء العنيف الأخير الذي قام به نظام الأسد»، داعياً إلى «عملية انتقالية سياسية لا يكون فيها للأسد دور في مستقبل سوريا». وتواصلت الغارات الجوية أمس على مناطق عدة، بينها مدينة الباب حيث قتل 3 أشخاص، ولم يتبين حجم الخسائر في المناطق الأخرى بعد. وغالباً ما تتعرض المناطق الخارجة عن سيطرة النظام لقصف بالبراميل المتفجرة ندد به العديد من المنظمات الدولية وغير الحكومية. وبدأ النظام في عام 2013 بقصف حلب بالبراميل المتفجرة، وهي عبارة عن براميل بلاستيكية محشوة بالمتفجرات والمواد المعدنية ولا يمكن التحكم بدقة أهدافها. وتسببت الغارات على حلب في عام 2014 بمقتل 3 آلاف مدني، بحسب منظمة العفو الدولية.ويأتي هذا التصعيد من قوات النظام بعد سلسلة خسائر تعرضت لها على الأرض في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية بمدينة تدمر على جبهة، ومقاتلي المعارضة ومعهم جبهة النصرة على جبهة أخرى بمحافظتي إدلب ودرعا. وواصل «داعش» تقدمه في منطقة تدمر حيث سيطر على بلدة البصيرة جنوب المدينة التاريخية والواقعة على مفترق طرق يؤدي إلى دمشق جنوباً وإلى حمص غرباً.وقال الناشط المعارض محمد حسن الحمصي المتحدر من تدمر إن «البصيرة مفترق طرق مهم جداً واستراتيجي، وبعد السيطرة عليه، باتت الطريق مفتوحة من تدمر إلى محافظة الأنبار العراقية وسالكة من دون أي عائق. كما إن الطريق مفتوحة من مناجم الفوسفات الواقعة على بعد 70 كيلومتراً جنوب تدمر إلى مصفاة بيجي العراقية». كما تمكن التنظيم من إحراز تقدم في محيط مدينة الحسكة، واستولى على حواجز عدة على بعد 4 كيلومترات من مدخل المدينة التي يشن هجوماً عليها منذ السبت الماضي.