اقتضت حكمة الله أن يتأقلم البشر على هذه الأرض لأربعة فصول في السنة الواحدة، ففي فصل الصيف يكون الجو شديد الحرارة، وعلى عكسه تماماً يهب فصل الشتاء القارس، وبين هذا وذاك يأتي الربيع بألوانه وأزهاره وأمزجته الجميلة، ثم يأتي أخيراً الخريف وكأنه استراحة الفصول لتبدأ عقارب الفصول من جديد.
ونحن على أعتاب فصل الصيف وربما يمتزج صيف هذا العام بشهر رمضان المبارك، وهنا تختلط أمزجة (الملل والضجر ومالي خلق)، وبالطبع كثير من الناس لا يعجبه هذا الوضع (حر وعرق وصيام) وهنا لا بد أن تتأقلم مع الوضع وتهيئ نفسك وتتوقع الأسوأ فما عليك إلا أن تدعو الله أولاً أن يخفف عنك العناء ثم الصبر واحتساب الأجر من الله، وهذا بحد ذاته سوف يضمن العيش في سعادة ورضا.
إن ثقافة التأقلم على الوضع أيها الإخوة والأخوات مفقودة لدى كثير من الناس للأسف فلو كانت الفصول كلها ربيعاً لتذمر الناس وهربوا لبلاد فيها أكثر من فصل، كما يفعل كثير من الغربيين بمجيئهم لبلادنا الحارة جداً والجلوس تحت أشعة الشمس الحارقة، فمتى رضيت بما قسمه الله لك ستهدأ نفسك وتهنأ بحياتك حتماً.
عيسى الكواري