كيف تختار كتاباً؟ ماذا تقرأ ولماذا؟ الإجابة عن هذه الأسئلة الثلاثة ترسم طريق القراءة النافعة والمفيدة للفرد والمجتمع، ففي البداية كلنا يدفعنا الجهل بشيء ما، أو عدم الإلمام الكافي بجوانب موضوع ما، أو الرغبة الشخصية في الاطلاع على نوعية معينة من المعرفة، يدفعنا إلى البحث في الكتب التي تتناول ما نبحث عنه ومن ثم اختيار أفضلها بناءً على تكوين فكرة ولو مبسطة حول إلمام الكتاب بالموضوع المراد قراءته ومنهج الكاتب وأسلوبه.
لا تذهب إلى المكتبة لتشتري كتاباً إلا وقد سبق وقد بحثت فيه أو قرأت عنه، وإن لم تستطع اقرأ مقدمة الكتاب والفهرس والغلاف الخلفي قبل شرائه، وإلا ستجتمع عندك عشرات الكتب على الرف يعلوها الغبار ولا تثير عندك أي اهتمام بالاطلاع عليها.
أنت أدرى بهدفك في القراءة، لكن ابدأ بالقراءة في المواضيع التي تجذبك، ولا بأس بأخذ قلم رصاص والقيام تخطيط المهم أو المعلومة التي تريد الرجوع لها. الأفضل أن تجعل لك دفتراً خاصاً لتسجل فيه كتبك التي قرأتها وبعض الفوائد التي وقفت عليها.
كيف تتعود على القراءة؟ اجعل لك وقتاً معيناً أو جدولاً للقراءة، والأفضل أن تشترك مع الآخرين في كتاب تتم قراءته وتقوم بمناقشة المحتوى لتضمن بقاء المعلومة والاستيعاب الأفضل. اختر لك نوعيات مختلفة من الكتب، ككتاب في الموضوع الذي يهمك وآخر خفيف تتصفحه للراحة أو عند احتساء القوة في الصباح، لا بد من التركيز عند القراءة وإلا ستضطر للرجوع وإعادة القراءة عدة مرات للفهم جيداً. الكتاب الخفيف قد تقرؤه وأنت تشاهد التلفاز أو وأنت في الحافلة، لكن كاتب الموضوع الجاد يحتاج مكاناً هادئاً وجواً مريحاً يعينك على التركيز. ويقول الدكتور راغب السرجاني في كتابه (القراءة منهج حياة) بأنه يستغرب كثيراً من أناس إجابتهم على سؤال: ما هوايتك؟ القراءة «إن القراءة ليست مجرد هواية، وإنما هي بالفعل منهج حياة». كل شيء يبدأ بالقراءة، فأول آية نزلت: «اقرأ باسم ربك الذي خلق».
لا تتخل أبداً عن مكتبتك في المنزل فسترى على مر السنين كيف أنها ثروة لا تقدر بثمن؛ يقول الكاتب الروماني وخطيب روما المميز، شيشرون: «بيت بلا كتب جسد بلا روح». والآن كم كتاباً تقرأ في السنة؟ زد رصيدك من الكتب، فالمعرفة تذهب بك حيث لا يصل الجاهلون وتفتح آفاقك على أمور لم تكن بالحسبان؛ اقرأ ثم اقرأ ثم اقرأ والأهم المحتوى وأنت الذي تحدده، قيل لأرسطو: كيف تحكم على إنسان؟ فأجاب: أسأله كم كتاباً يقرأ وماذا يقرأ؟

خديجة خالد محمد عبدالسلام