عواصم - (وكالات): قتل 37 عنصراً من قوات الأمن العراقية و»الحشد الشعبي» وأصيب العشرات في هجوم انتحاري استهدف مقراً للشرطة الاتحادية غرب مدينة سامراء، شمال بغداد، فيما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» عشية لقاء دولي في باريس حول العراق وسوريا، أن المنظمات الإنسانية تستعد لإطلاق نداء لجمع تبرعات بحجم 500 مليون دولار «454 مليون يورو» من أجل تلبية احتياجاتها الإغاثية في العراق، بينما تم نقل جثمان المستشار العسكري الإيراني جاسم نوري الذي قتل في المعارك لاستعادة مدينة الرمادي العراقية من تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي، إلى بلاده لدفنه غرب إيران.
وقال ضابط برتبة مقدم في الشرطة «قتل 37 وجرح 33 من عناصر الأمن، من الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي، في هجوم انتحاري نفذ بواسطة عربة مفخخة».
وأضاف أن «الهجوم وقع صباح أمس واستهدف مقراً للشرطة الاتحادية على الطريق الرئيس المؤدي إلى منطقة الثرثار، غرب سامراء شمال بغداد». وتقع منطقة الثرثار شمال شرق محافظة الأنبار التي يسيطر على معظمها تنظيم الدولة «داعش». من جهته أكد ضابط برتبة رائد في شرطة سامراء وقوع الهجوم ومقتل وإصابة عشرات من عناصر الأمن. وذكر ضابط برتبة مقدم في شرطة محافظة صلاح الدين حيث تقع سامراء أن الهجوم تزامن مع انعقاد اجتماع بحضور قادة من ضباط الشرطة الاتحادية.
واستهدف مقر الفوج الثاني للشرطة الاتحادية الواقع شمال غرب المدينة. وتزامن الهجوم مع سير عمليات تنفذها القوات العراقية بهدف محاصرة الإرهابيين في محافظة الأنبار لتحريرها من سيطرتهم. وتشهد مناطق في محيط مدينة سامراء وأخرى عند بيجي، كلاهما في محافظة صلاح الدين شمال بغداد، عمليات متلاحقة لطرد مسلحي «داعش». وأطلقت القوات العراقية و»الحشد الشعبي»، فصائل شيعية تقاتل إلى جانب القوات الحكومية، الثلاثاء الماضي عملية «لبيك يا حسين» التي تغير اسمها لتصبح «لبيك يا عراق» لمحاصرة الرمادي، لإنهاء سيطرة تنظيم الدولة. وتمكنت القوات العراقية بمساندة الحشد الشعبي ومقاتلي العشائر، خلال الأيام القليلة الماضية من فرض سيطرتها على مناطق حول الرمادي، مركز محافظة الأنبار.
وتضطلع قوات الحشد الشعبي التي تضم مجموعة فصائل شيعية ومتطوعين، بدور رئيس في القتال ضد عناصر التنظيم. واستولى مقاتلو التنظيم على مدينة الرمادي في 17 مايو الماضي باستخدام مجموعة كبيرة من السيارات المدرعة المفخخة في عملية غير مسبوقة، ما أجبر القوات العراقية على الانسحاب من مواقعها بعدما صمدت فيها لأكثر من عام. وأعلنت الولايات المتحدة بعد سقوط الرمادي أنها أرسلت ألفي صاروخ مضاد للدروع من طراز «إي تي 4 «السويدي المطور لمساعدة القوات العراقية في مواجهة تهديدات السيارات والشاحنات المفخخة.
ونفذ التحالف الدولي ضد «داعش» 4 آلاف ضربة جوية ضد التنظيم خلال الأشهر العشرة الماضية. بدورها ومن أجل عزل الأنبار عن خطوط إمدادها، شنت القوات العراقية عملية عسكرية لاستعادة السيطرة عليها من الإرهابيين. وتخضع أجزاء واسعة من الأنبار المجاورة لسوريا والأردن والسعودية، وتصل حدودها إلى محافظة نينوى لسيطرة تنظيم الدولة الذي تمكن من التمدد في مناطق واسعة في شمال وغرب العراق بعد هجوم شرس في يونيو العام الماضي. إنسانياً أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» عشية لقاء دولي في باريس حول العراق وسوريا، أن المنظمات الإنسانية تستعد لإطلاق نداء لجمع تبرعات بحجم 500 مليون دولار «454 مليون يورو» من أجل تلبية احتياجاتها الإغاثية في العراق. وقال ممثل اليونيسف في العراق فيليب هيفينك إنه بدون هذه المساعدة «نتجه نحو كارثة كبرى ستكلف المجتمع الدولي ثمناً أغلى بكثير». وبحسب المنظمة التابعة للأمم المتحدة فإن 8 ملايين عراقي يحتاجون إلى مساعدة إنسانية عاجلة بينهم 3 ملايين فروا من ديارهم منذ مطلع يونيو 2014. من جهة أخرى تم نقل جثمان المستشار العسكري الإيراني جاسم نوري الذي قتل في المعارك لاستعادة مدينة الرمادي العراقية من «داعش» إلى بلاده لدفنه غرب إيران.
وأوضح قاسم خزروي إمام جامع الأحواز خلال موكب أقيم بحضور مسؤولين عسكريين وسياسيين وأفراد أسرة القتيل أن جاسم نوري الضابط الذي خاض الحرب الإيرانية العراقية كان في العراق «كمستشار عسكري لتقديم خبرته لمقاتلي المقاومة» العراقية بحسب الوكالة. وقتل نوري الخميس الماضي ودفن أمس. وقالت الوكالة الإيرانية إنه «عمل على الجبهتين السورية والعراقية». وانخرطت إيران القوة الإقليمية في مكافحة «داعش» الذي احتل مناطق واسعة من سوريا والعراق. وأرسلت طهران مستشارين عسكريين وتقدم دعماً مالياً وعسكرياً للقوات السورية والعراقية، مؤكدة أنها لم تنشر قوات في الميدان في سوريا أو العراق. وتورد وسائل الإعلام الإيرانية بانتظام أنباء عن مقتل مقاتلين من الحرس الثوري في سوريا والعراق.