كتب ـ حذيفة إبراهيم:
نشطت في الأيام الأخيرة حركة ذهاب أهالي قرى إلى العمرة بالأراضي المقدسة، على خلفية رفضهم دعوات التحريض والمشاركة بتمرد 14 أغسطس، وخوفاً من بطش ميليشيات «الوفاق» والجماعات الراديكالية التابعة لها، بعد تهديدها لهم أن عدم الخروج بالمسيرات الاحتجاجية يعرض حياتهم للخطر.
وأكد مواطنون من قاطني القرى رفضهــــم للتحركــــــات الطائفيـــــة المدعومـــــة بأجنـــــدات خارجيـــــة، لافتين إلى أنهم تحملوا مصاريف السفر خصوصاً لأبنائهم الشباب والمراهقين، رغم مرورهم برمضان والعيد وقرب افتتاح المدارس، إلا أن الخوف من تنفيذ التهديدات دفع البعض للاقتراض لإبعاد نفسه أو فلذة كبده عن دعوات الإرهاب. وقالوا إن عشرات الحافلات المتجهة إلى المدينة المنورة ومكة خاصة، وإلى الكويت ودبي غادرت منذ ثاني أيام العيد إلى وجهاتها وعلى متنها كل من رفض دعوات التحريض والعنف، للابتعاد عن خطر عدم المشاركة فيما يسمى «14 أغسطس». وشـــدد المواطنون على أن التفاعل مع الحملة الإرهابية داخل القرى ومناطق سكنى الغالبية الشيعية «ضعيف» ويختلف عما سبقته من دعوات، متأثرة بارتفاع الأصوات الرافضة للإرهاب داخل صفوف الجمعيات الراديكالية نفسها.
وتناقلت الأوساط الإعلامية في القرى رسائل نصية وتغريدات حثت على المشاركة في احتجاجات 14 أغسطس، ووصفت كل من لا يشارك بـ»«الجبان».
ونصت التغريدة الأكثر تداولاً في مواقع التواصل الاجتماعي على «للأسف بعض المواطنين هربوا للخارج خوفاً من 14 أغسطس بحجة زيارة الأماكن المقدسة.. جبناء».
وحذرت تلك التغريدات من أن عدم الخروج يعتبر مخالفة لـ«الثورة» وما يجري في البحرين وأنه «لا يمكن الانتصــار دون المشاركـــة فــــي 14 أغسطس».
العطلة خارج القرية أسلم
وقال أحد المواطنين من سكنة قرية «بوري» رفض الكشف عن اسمه، إنه تكبد مصاريف سفر زوجته و3 من أولاده تراوحت أعمارهم بين 9 و15 عاماً، بإجمالي مبلغ 400 دينار لضمان عدم مشاركتهم فيما يسمى «14 أغسطس»، وتورطهم بالأعمال الإرهابية المحتملة. وأوضح أن الميليشيات الإرهابية حاولت إجبار أولاده المراهقين مراراً على الخروج في مواجهات مع رجال الأمن في القرية بين الفترة والأخرى، إلا أنه منعهم متذرعاً بمرضهم وعدم قدرتهم على المشاركة.
وأضاف أن الميلشيات الإرهابية دعت إلى المشاركة فـــي 14 أغسطس، واعتبرت من لا يشارك مخالفاً لأوامر المرجعية وخائناً لـ«الثورة»، لافتاً إلى أنه أرسل زوجته وأولاده إلى المدينة المنورة ويعتزمون العودة مع نهاية الشهر.
وقال إنه لم يستطع اللحاق بهم لارتباطه بعمل في إحدى الدوائر الحكومية، معرباً عن أمله ألا يتعرض للأذى في ظل عزمه عدم المشاركة في دعوات 14 أغسطس.
دبي وجهة ثانية
من جانبه أرسل المواطن «ع . أ» أهله إلى دبي لقضاء إجازة العيد والمكوث هناك حتى نهاية الشهر، لرفضه إشراكهم في احتجاجات 14 أغسطس.
وأوضح أن ولده أُجبر سابقاً على الخروج في عدة مسيرات تحريضية، من قبل أقرانه التابعين للجماعات المنتشرة في القرى، بعد إطلاقهم عليه ألقاب «بلطجي» و«عميل النظام» والتعرض له بالكلام والتهديد مرات عدة.
وأشار إلى أنه فضل عدم تقديم ابنه لامتحانات نهاية الفصل الدراسي الصيفي في الجامعة، مقابل عدم إشراكه في دعوات 14 أغسطــس التحريضية أو مشاركته في الإرهاب، بينما تكبد أجرة سفره ووالدته إلى الخارج لحين انتهاء تلك الدعوات.
وقال إن فترة ما بعد العيد لا تعتبر من فترات الذروة في السفـــر إلـــى الخارج، حيث عادة ما يكون المواطن العادي أثقل كاهله بمصروفات الشهر الفضيل والعيد، وتتبعها العودة إلى المدارس، إلا أن خروج الأهالي بكثرة دليل رفضهم للإرهاب والأجندات الخارجية، مقابل خوفهم من التعرض إلى البطش. وأضاف أن أخاه اضطر إلى الاستدانة من قبل أحد زملائه في العمل لتسفير أهله إلى خارج البحرين، وإبعادهم عن المشاركة في دعوات 14 أغسطس.
ازدحام الجسر
وشهد جسر الملك فهد ازدحامات شديدة في مسار الحافلات، بينمـــــا تكدست بعض الحافلات في مناطق الجنبية وطرقها، في أزمة مشابهـــة لأزمة الشاحنات.
وأكد المسافرون أنهم اضطروا للانتظار لساعات امتدت إلى 9 ساعات أحياناً، رغم العمل الدؤوب الذي يمارسه موظفو جسر الملك فهد لتسيير الحافلات، إلا أن كثافتها أدى إلى ازدحامات خانقة.
وأشاروا في مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن الازدحامات شبيهة بتلك الحاصلة في أيام الحج، بينما أكدوا أنها فاقت الضغط الحاصل في عمرة العشر الأواخر من الشهر الفضيل أو عمرة شهر محرم.