بيروت - (الجزيرة نت): يخرج الأمين العام لـ «حزب الله» الشيعي اللبناني حسن نصر الله في أحد خطاباته التي تكررت في الآونة الأخيرة، ليعلن أن عشائر منطقة بعلبك الهرمل شرق البلاد والمحاذية لقرية عرسال لن ترضى ببقاء «إرهابي أو تكفيري في جرود العرسال أو جرود البقاع».
ويتابع نصر الله في الخطاب نفسه أنه لن يدعو إلى التعبئة العامة، ولكن «قيادة حزب الله إذا دعت للحضور في الميادين ترون عشرات الآلاف من الرجال».
هذه الدعوات لاقت صدى في منطقة بعلبك الهرمل التي تُعتبر البيئة الحاضنة للحزب وخزانه البشري، حيث تداعى عشائر وعائلات إلى إعلان تشكيل «لواء القلعة للدفاع عن قرى وبلدات بعلبك»، وأصدرت بيانات تؤكد «وضع نفسها رهن إشارة الأمين العام لحزب الله، وأنها على أهبة الاستعداد لخوض المعركة والتضحية بكل شيء».
ولكن اللافت في هذا المشهد «الداعم لنصر الله» ظهور مجموعات مطلوبة للدولة بمذكرات توقيف على خلفية تهم جنائية وتجارة مخدرات وحشيش وسرقة سيارات، من بينها مجموعة يرأسها نوح زعيتر أحد أبرز تجار المخدرات، وأحد أبرز المطلوبين للدولة بعشرات مذكرات التوقيف، فهذا الرجل يسيطر بفضل مجموعته المدججة بالسلاح على قرية «الكنيسة» في منطقة بعلبك ويطلق عليها أهل المنطقة «مملكة نوح».
لكن الأسئلة التي تتردد اليوم كثيرة ومنها، لماذا يتداعى أحد أبرز تجار المخدرات لتلبية نداء نصر الله لمحاربة «التكفيريين»؟ كيف يدافع مطلوب للدولة عن الدولة؟ لماذا تشكل لواء «القلعة»؟ لماذا سمي «لواء الفتنة»؟ هل يريد «حزب الله» استنساخ ميليشيا الحشد الشعبي؟ هل يشعل «اللواء» حرباً مذهبية؟
هذا الرجل استعرض على إحدى القنوات المحلية اللبنانية عناصره المسلحين، وقال إنه والعشائر ينتظرون أي إشارة من نصر الله لمواجهة «التكفيريين».
هذا المشهد استفز الساسة ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على حد سواء، فوزير العدل أشرف ريفي عضو تيار المستقبل أكد في بيان أنه «شاهد اللبنانيون مجموعة من الخارجين عن القانون والمطلوبين للعدالة، يقومون باستعراض ميليشياوي مسلح ويضعون أنفسهم بتصرف مرجعية حزبية، متوعدين بالقيام بأنشطة مسلحة على الأراضي اللبنانية. إن هذه المجموعات من المطلوبين للقضاء وأصحاب السجلات الحافلة بأحكام الإدانة والمذكرات العدلية والملاحقين دوماً من الأجهزة الأمنية التي لم تتمكن حتى يومنا هذا من جلبهم إلى العدالة بفضل تغطية بعض ميليشيات الأمر الواقع وحمايتها لها».
أما النشطاء فقط أطلقوا وسمين «هاشتاغ» تصدرا تويتر في لبنان بآلاف التغريدات: الأول «حشد نوح الشعبي» في إشارة إلى المدعو نوح زعيتر، والآخر «لواء الفتنة» في إشارة إلى «لواء القلعة».
ويغرد الناشط الإعلامي ثائر القلموني أنه «بالحشيش جئناكم! شعار المرحلة المقبلة لحزب الله». وتسأل الإعلامية محاسن مرسل «هل يعرف المسمى نوح زعيتر الله ليعرف ما يسمى حزبه عطول مطفي بيضل على الحشيش؟».
وتتهكم الصحافية لارا صقر بالقول إن «المقاومة الإسلامية - جناح آية الله نوح زعيتر»، وفي سياق التهكم نفسه يغرد طارق أبو صالح إن «جديد حزب الله لصيف 2015 كتيبة الحشيشة والكبتاغون بقيادة المايسترو ملك الإجرام بلبنان نوح زعيتر».
ويتحدث مشهور نصر الله عن أن «آخر انتصارات حزب الله، الاستعانة بتجار المخدرات لاحتلال عرسال اللبنانية»، في حين يتساءل محمود «هل تعلم أن حشد نوح الشعبي قتلوا بمخدراتهم من شباب لبنان أكثر بكثير مما قتلوا منهم التكفيريون المزعومون».
وبينما يلفت عمر فراش إلى أن «من سخرية الزمان، أن مطلوباً للدولة اللبنانية يريد الدفاع عن الدولة»، يقول رائد حسون مستغرباً إنه «شيء مؤسف كيف تحولت المقاومة من أبناء الإمام موسى الصدر لرجال الأزعر نوح زعيتر».
وفي موضوع لواء الفتنة وصفه زين بأنه «على شكل الحشد الشعبي الطائفي في العراق»، بينما حمّل أسامة دناوي «حزب الله» مسؤولية تشكيل اللواء وغرد «يعود الفضل في تشكيل لواء الفتنة إلى التحريض المذهبي الكبير الذي لعبه ويلعبه حزب الله تحت شعار: يا غيرة الدين».
وغردن إلسي باسيل عن شعار «لواء القلعة» بالقول «شرف تضحية وفاء، شعار الجيش اللبناني، وشعار لواء الفتنة، مخدرات، اختلاس، سرقة».
ويُذكّر محمود بأنه «عندما وقع الخلاف بين أهل بعلبك الهرمل سابقاً، اعتصم السيد موسى الصدر داخل المسجد لحين جمع كل السلاح، اليوم عولج الموضوع بتشكيل لواء الفتنة».