عواصم - (وكالات): استمر التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة السعودية بضرب مواقع المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في اليمن في الوقت الذي يجري فيه الأمريكيون محادثات مباشرة مع المتمردين في مسقط. وقالت مصادر يمنية إن أكثر من 30 حوثياً سقطوا بين قتيل وجريح في اشتباكات مع المقاومة في محافظة البيضاء، في حين شن طيران التحالف غارات مكثفة على صنعاء وصعدة، كما تمكنت المقاومة في عدن من إحباط عدة محاولات للتسلل قام بها الحوثيون بالمدينة. وشب حريق في مجمع عسكري يسيطر عليه المتمردون الحوثيون في صنعاء إثر استهدافه بغارة شنها التحالف العربي. وضربت المقاتلات مجمع 22 مايو، وهو مجمع صناعي تابع للجيش ويسيطر عليه المتمردون الحوثيون الذين حولوه إلى مخزن للسلاح والذخائر.
وهزت العاصمة اليمنية عدة انفجارات نتيجة الغارات العنيفة التي شنها طيران التحالف والتي استهدفت أيضاً مقر الفرقة الأولى مدرع سابقاً إضافة إلى مجمع 22 مايو.
كما شن الطيران غارات على معسكر للشرطة في صنعاء وعلى مواقع للحوثيين وللقوات العسكرية الموالية لصالح، في همدان شمال صنعاء إضافة إلى مواقع في محافظتي حجة وصعدة في الشمال وإب في الوسط وتعز والضالع في الجنوب.
وكثف التحالف مؤخراً ضرباته الجوية التي أطلقها في 26 مارس الماضي ضد المتمردين الحوثيين لمنعهم من السيطرة على اليمن بكامله. كما استمر القتال على الأرض بين الحوثيين وحلفائهم من جهة، والمقاومة الشعبية الموالية لحكومة الرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي الموجود في الرياض من جهة أخرى.
وذكرت مصادر محلية أن الحوثيين تقدموا في عدن باتجاه حي المنصورة، بمقدار كيلومتر واحد تقريباً. وتدور في المدينة الجنوبية الكبرى معارك عنيفة بين المقاومة والمتمردين فيما شن التحالف غارات مساندة للمقاومة اسفرت عن مقتل 18 عنصراً من ميليشيات الحوثيين كما تم تدمير ناقلة جند ودبابة بحسب علي الأحمدي الناطق باسم المقاومة. وذكر الأحمدي أن «جثث الحوثيين موجودة لدى المقاومة».
وأكد شهود عيان أن تعزيزات عسكرية للقوات الموالية لهادي في عدن تتقدم نحو خطوط التماس بالقرب من حي المنصورة.
وقد بدأت الولايات المتحدة منذ أيام في سلطنة عمان اتصالات مباشرة مع الحوثيين المدعومين من قبل إيران، للدفع باتجاه عقد محادثات سلام يمنية برعاية الأمم المتحدة في جنيف. وعقد موفد أمريكي رفيع للمرة الأولى محادثات مع المتمردين وفق ما أعلنت الخارجية الأمريكية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية ماري هارف إن كبيرة الدبلوماسيين الأمريكيين للشرق الأوسط آن باترسون التقت في سلطنة عمان ممثلين لأطراف معنيين بالنزاع المستمر في اليمن «بينهم ممثلون للحوثيين» في محاولة لإقناع جميع الأطراف بالمشاركة في مؤتمر السلام المقترح عقده في جنيف.
وأوضحت هارف أن الاجتماع مع الحوثيين هدف إلى «تعزيز فكرتنا القائلة إن حلاً سياسياً للنزاع في اليمن هو وحده ممكن وأن كل الأطراف بمن فيهم الحوثيون» ينبغي أن يشاركوا فيه. ولفتت إلى أن باترسون توجهت أيضاً إلى المملكة السعودية لإجراء مشاورات حول حل النزاع اليمني مع مسؤولين سعوديين والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وفي وقت سابق، أعلنت الحكومة اليمنية في المنفى أن المفاوضات بين الأطراف اليمنيين قد تعقد خلال نحو أسبوعين في جنيف.
وقال المتحدث باسم الحكومة راجح بادي «هناك جهود ومشاورات من أجل عقد لقاء تشاوري بين السلطة الشرعية والمتمردين الحوثيين في جنيف برعاية الأمم المتحدة، في غضون أسبوعين». وأيد مجلس الأمن الدولي دعوة أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لإرساء هدنة إنسانية جديدة في اليمن، مطالباً أطراف النزاع ببدء مفاوضات سلام في أسرع وقت.