عواصم - (وكالات): وصل الآلاف من المقاتلين العراقيين والإيرانيين في الآونة الأخيرة إلى سوريا للدفاع عن دمشق وضواحيها بدرجة أولى، بعد إعلان مقاتلي تنظيم الدولة «داعش» أن العاصمة تشكل هدفهم المقبل، وفق ما أعلن مصدر أمني سوري، فيما قتل 33 شخصاً بينهم 10 أطفال جراء قصف الطيران الحربي التابع لقوات النظام ببراميل متفجرة مناطق عدة شمال وشمال غرب سوريا.
وقال المصدر «وصل نحو 7 آلاف مقاتل إيراني وعراقي إلى سوريا وهدفهم الأول هو الدفاع عن العاصمة»، موضحاً أن «العدد الأكبر منهم من العراقيين». وأوضح المصدر أن «الهدف هو الوصول إلى 10 آلاف مقاتل لمؤازرة الجيش السوري والمسلحين الموالين لها في دمشق أولاً، وفي مرحلة ثانية استعادة السيطرة على مدينة جسر الشغور التي تفتح الطريق إلى المدن الساحلية ومنطقة حماة في وسط البلاد». وخسرت قوات النظام في 25 أبريل الماضي سيطرتها على مدينة جسر الشغور الاستراتيجية في محافظة إدلب شمال غرب البلاد، بعد اشتباكات عنيفة خاضتها ضد فصائل جيش الفتح الذي يضم جبهة النصرة - ذراع تنظيم القاعدة في سوريا - وفصائل إسلامية مقاتلة. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «ارنا» تصريحاً لقائد فلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سلماني قالت إنها «لا تتحمل مسؤوليته» وجاء فيه «سيفاجأ العالم بما نعد له نحن والقادة العسكريون السوريون حالياً».
وأوضح مصدر سياسي قريب من دمشق أن المسؤولين السوريين وبعد سلسلة الخسائر التي مني بها النظام في الأسابيع الأخيرة بمواجهة الجهاديين وفصائل المعارضة المسلحة، دعوا حلفاءهم إلى ترجمة دعمهم بأفعال. ويأتي النداء في وقت تكثف الفصائل المقاتلة شن هجمات ضد النظام على جبهات عدة. وقال مسؤولون عسكريون سوريون إن عشرات الآلاف من مقاتلي المعارضة، يشنون سوياً هجمات كثيفة ضد مواقع الجيش.
وأعلن أمير جبهة النصرة أبو محمد الجولاني الأربعاء الماضي أن مهمة مقاتليه في سوريا هي «إسقاط النظام ورموزه وحلفائه». وبحسب مصدر دبلوماسي في دمشق، انتقد الإيرانيون فشل الهجوم الأخير الذي شنته قوات النظام بهدف قطع خطوط إمداد فصائل المعارضة في مدينة حلب شمالاً في فبراير الماضي. وأصر الإيرانيون الذين عارضوا العملية بسبب سوء الإعداد لها وفق المصدر، على أن يغير السوريون استراتيجيتهم، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه من الأفضل السيطرة على مساحة أقل من الأراضي شرط السيطرة عليها جيداً.
في غضون ذلك، قتل 33 شخصاً بينهم 10 أطفال جراء قصف الطيران الحربي التابع لقوات النظام ببراميل متفجرة مناطق عدة شمال وشمال غرب سوريا، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأعلن المرصد مقتل «16 مواطناً بينهم 8 أطفال في مجزرة نفذتها طائرات النظام المروحية إثر قصفها بأربعة براميل متفجرة بلدة تل رفعت في ريف حلب الشمالي» شمال سوريا. وفي مدينة حلب، قتل 9 أشخاص بينهم طفلان وفق المرصد، في قصف ببرميل متفجرة استهدف حي جب القبة السكني الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة.
وفي إدلب، شمال غرب البلاد، قال المرصد إن «8 مواطنين بينهم 5 نساء من عائلة واحدة قتلوا جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة بلدة كفرسجنة في ريف إدلب الجنوبي». وقال المرصد إن عدد القتلى في المناطق الثلاث «مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة». وغالباً ما تتعرض المناطق الخارجة عن سيطرة النظام وتحديداً في حلب لقصف بالبراميل المتفجرة ندد به العديد من المنظمات الدولية وغير الحكومية لأن السلاح ذو فعالية تدميرية هائلة ويقتل بطريقة عشوائية. وبدأ النظام في عام 2013 بقصف حلب بالبراميل المتفجرة، وهي عبارة عن براميل محشوة بالمتفجرات والمواد المعدنية ولا يمكن التحكم بدقة بأهدافها كونها غير مزودة بصواعق تفجير، وبالتالي تصيب العديد من المدنيين. من جهة ثانية يكرر «داعش» محاولاته للوصول إلى مدينة الحسكة شمال البلاد ويخوض اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام، تتركز بمعظمها وفق المرصد في منطقة سجن الأحداث جنوب المدينة. من ناحية أخرى قال «حزب الله» الشيعي اللبناني إن مقاتليه سيطروا على 3 تلال في المنطقة الجبلية الواقعة إلى الشرق من بلدة عرسال اللبنانية التي كانت هدفاً لهجوم شنته جبهة النصرة وتنظيم الدولة في أغسطس الماضي. وأضاف أن مقاتليه يتقدمون صوب قمة ذات أهمية استراتيجية.
من جهة أخرى أعلنت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومن رايتس ووتش» في تقرير أن الحكومة السورية كررت استخدامها لمواد كيميائية سامة خلال هجمات عدة بالبراميل المتفجرة استهدفت محافظة إدلب الشهرين الماضيين. وطالت الهجمات التي حققت المنظمة حولها مدينة سراقب وبلدة النيرب المجاورة وتسببت بمقتل شخصين وإصابة 127 آخرين بحالات اختناق.