بيروت - (أ ف ب): التقى الزعيمان المسيحيان الأبرز في لبنان ميشال عون وسمير جعجع بعد قطيعة استمرت سنوات، وتناول البحث الشغور في موقع الرئاسة الذي يتنافسان عليه.
وهو اللقاء الثنائي الأول بينهما بهذه الجدية منذ نحو 27 عاماً. وقد التقيا في مرات نادرة خلال السنوات الماضية في مناسبات اجتماعية وجلسات سياسية عامة. والخصومة بينهما عميقة جداً، تخللتها حرب مدمرة بين فريقيهما أوقعت آلاف القتلى وخلفت أحقاداً وانقسامات لاتزال بارزة بشدة بين المسيحيين في لبنان. وزار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع زعيم التيار الوطني الحر ميشال عون في منزله في الرابية شرق بيروت وأدرجت شخصية مواكبة للزيارة اللقاء بانه «في إطار طي صفحة الماضي».
وتلا مستشار جعجع ملحم رياشي «إعلان نوايا» بعد اللقاء أكد «انتخاب رئيس قوي ومقبول في بيئته وقادر على طمأنة البيئات الأخرى».
وكل من جعجع وعون مرشح للرئاسة. وجعجع مدعوم من «قوى 14 آذار» ومن أبرز أركانها الزعيم السني سعد الحريري، بينما عون مدعوم من «حزب الله» الشيعي وحلفائه. وأرجأ مجلس النواب اللبناني للمرة الـ 24 أمس جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية كانت مقررة نتيجة الانقسام السياسي الحاد في البلاد، على خلفية النزاع في سوريا. وتقاطع معظم مكونات قوى 8 آذار «حزب الله وحلفاؤه» جلسات الانتخاب، مطالبة بتوافق مسبق على اسم الرئيس. في المقابل، تدعو قوى 14 آذار إلى تأمين نصاب الجلسات وانتخاب المرشح الذي يحظى بالعدد الأكبر من الأصوات. وتقدم عون أخيراً بمبادرة طرح فيها 4 مخارج للازمة الرئاسيةأبرزها إجراء استفتاء شعبي لاختيار الرئيس بين الزعماء المسيحيين الأقوى، ما يحصر المنافسة عملياً بينه وبين جعجع. إلا أن خبراء قانونيين اعتبروا أن طرحه «غير دستوري»، لأن النظام في لبنان برلماني ينص على انتخاب الرئيس من مجلس النواب. وصرح جعجع بعد الاجتماع بأنه «لا يمانع» إجراء الاستفتاء «تحت سقف الدستور»، مشيراً إلى أن فريق عون «يفكر بآلية» دستورية لتطبيق المبادرة. ويثير اللقاء بين جعجع وعون ارتياحاً بالغاً في الأوساط المسيحية، إذ إن الخلاف بينهما يقسم المجتمع المسيحي بشكل عام، وحتى العائلات. ووصف عون اللقاء بانه «هدية للمسيحيين»، مؤكداً التصميم «على العمل سوياً لتطبيق إعلان النوايا». وقالت الشخصية التي واكبت الزيارة «إن إعلان النوايا صفحة جديدة بين التيار الوطني الحر - الذي يرأسه عون - والقوات اللبنانية الذي يرأسه جعجع، أنها انطلاقة جديدة للواقع المسيحي في خضم ما يحدث في المنطقة».