برلين - (وكالات): أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أنه «لولا خروج الملايين من المصريين إلى الشوارع لمكافحة الفاشية الدينية لكان للمنطقة شأن آخر»، مضيفاً في مؤتمر صحافي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين أن «الشعب المصري لم يكن أمامه من وسيلة لنزع الشرعية عن الرئيس السابق محمد مرسي سوى بالنزول إلى الشوارع»، لافتاً إلى أن «أحكام الإعدام التي صدرت أغلبها غيابياً وتسقط بحكم القانون بمثول المتهم أمام القضاء (....) مصر دولة دستورية ذات سيادة قانونية وتحترم القضاء».
وقال الرئيس المصري إن «ألمانيا تتفهم الأوضاع السياسية في مصر»، موضحاً أن «ما يحدث في مصر والمنطقة أمر عظيم جداً يجب الانتباه إليه»، موضحاً أنه «لولا مصر ومحاربتها للفاشية الدينية كانت ستشهد البلاد حرباً فظيعة وكان سيكون هناك ملايين اللاجئين نتيجة ذلك وهو أمر لا نسمح بالقيام به».
وذكر أن «مصر دولة دستورية منذ 100 عام وذات قانون وسيادة، والسلطات تحترم القضاء المصري، ولا تستطيع وفقاً للقانون أن نعقب على أحكامه أو نتدخل فيه»، مشيراً إلى أن «ما صدر هي قرارات إحالة للمفتي، أي قرارات استبيان أو استطلاع رأي المفتى في الأحكام، وهل تجوز من وجهة النظر الدينية والشرعية أم لا، وهي ليست لها علاقة بالحكم». وأوضح أنه «دعا جميع الأطياف السياسية للدخول في حوار في يوم 3 يوليو 2013 عقب عزل مرسي، وصدر بيان لم يمس فيه إنسان مصري واحد، ولم نكن محتاجين للدخول في أعمال عنف لمدة عامين، وكان علينا أن نفعل الكثير من أجل الاستقرار والأمن للمنطقة، وهو ما ينعكس على أوروبا».
وأكد السيسي أن «الجيش المصري ملك للشعب المصري وحده، وليس ملكاً لحاكم منذ مبارك وحتى السيسي»، لافتاً إلى أن «المصريين أرادوا التغيير ولبى جيشهم رغبتهم».
وقال إنه «بحث مع ميركل ملف مكافحة الإرهاب»، مشيراً إلى أن «المستشارة الألمانية أكدت على ضرورة تكاتف الجهود للقضاء على الإرهاب واقتلاعه من جذوره».
وتابع السيسي أن «آفة الإرهاب باتت تنال من الشباب والأجيال الصاعدة، سواء في منطقتنا أو في أوروبا، ولعل في ظاهرة المقاتلين الأجانب عبرة تدعونا للتأمل في أسباب انجذاب الشباب من مجتمعات مختلفة لهذا الفكر المتطرف، وتدفعنا إلى الدعوة لمواجهة الظاهرة من خلال استراتيجية شاملة فكرياً وأمنياً، والتصدي لكافة هذه التنظيمات بدون انتقائية، أخذاً في الاعتبار وحدة أساسها الفكري والأيديولوجي».
من جهتها قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل «لدينا حب وفضول لتوثيق العلاقات مع الشريك المصري (....)، واتفقنا على الكثير من النقاط وفيما يخص بأحكام الإعدام وحقوق الإنسان وأتمنى أن يتم حل هذه الأوضاع من خلال الحوار والنقاش».
وصباح أمس عقد السيسي ونظيره الألماني يواخيم جاويك، جلسة مباحثات بقصر الرئاسة في برلين، بعد مراسم استقبال رسمية للرئيس المصري. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن زيارة السيسي إلى برلين ولقاءه الرئيس الألماني وميركل تأتي في إطار العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين.
وستتيح الزيارة الفرصة لتعزيز التعاون مع ألمانيا في مختلف المجالات، خاصة على الصعيد الاقتصادي والعسكري والأمني. ويضم الوفد الرسمي المرافق للسيسي بألمانيا عددًا من الوزراء كما يضم الوفد الشعبي عدداً من الإعلاميين والفنانين المصريين والشخصيات العامة. ومن بين الإعلاميين المشاركين في الوفد محمد الأمين رئيس قناة سي بي سي، وعادل حمودة، ووائل الإبراشي، ومحمد مصطفى شردي، ويوسف الحسيني، ودعاء جاد الحق. ومن الفنانين، يسرا، وإلهام شاهين، وهالة صدقي، وماجد المصري، ومدحت صالح، وعزت العلايلي، وممدوح عبد العليم، وأحمد بدير، ولبلبة، وهشام عباس.