عواصم - (وكالات): يهدد قيام تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي بغلق سد الرمادي وقطع مياه نهر الفرات عن مناطق في محافظة الأنبار، بجعل عملية استعادة السيطرة على مدينة الرمادي الاستراتيجية من مسلحي تنظيم الدولة أكثر تعقيداً، بينما أعلن نائب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن أكثر من 10 آلاف إرهابي من «داعش» قتلوا منذ بدء حملة الغارات الجوية للائتلاف الدولي ضد معاقل التنظيم في سوريا والعراق قبل 9 أشهر، فيما قال المندوب الأمريكي لدى التحالف الجنرال جون ألن إن التنظيم الإرهابي يمثل «تهديداً عالمياً» والقضاء على فكره قد يتطلب «جيلاً أو أكثر». وفيما تنفذ القوات العراقية عمليات عسكرية لاستعادة السيطرة على الرمادي، قام التنظيم المتطرف بغلق سد الرمادي لخفض منسوب المياه في نهر الفرات إلى الشمال من مدينة الرمادي، ما سيسهل التنقل عبر النهر وعلى جانبيه. وذكرت مصادر عراقية مسؤولة أن لجوء المسلحين لهذه الوسيلة يزيد احتمالات تعرض القوات العراقية لهجمات. وقال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت إن «داعش» بدأ يستخدم أسلوب حرب المياه الخبيثة، الذي يحاول من خلاله زعزعة الأمن في مناطق الخالدية والحبانية التي تسيطر عليها القوات الأمنية ومقاتلو العشائر».
وتفرض قوات أمنية عراقية بمساندة الحشد الشعبي، وهو عبارة عن فصائل شيعية تقاتل إلى جانب القوات الحكومية ومقاتلين من أبناء عشائر الأنبار السنية، حصاراً حول الرمادي انطلاقاً من منطقتي الخالدية والحبانية الواقعتين إلى الشرق من الرمادي.
ووصف كرحوت «قطع المياه بأنه أبشع أفعال داعش الذي يحاول من خلاله قتل النساء والأطفال وكبار السن عطشاً ودفعهم إلى النزوح إلى مناطق أخرى ليتمكن بعدها من الدخول إلى تلك المناطق».
ورأى عضو مجلس محافظة الأنبار، أركان خلف الطرموز، أن تنظيم «داعش قد لا يمتلك عدداً كافياً من المقاتلين لمواجهة التحالف الدولي حالياً (...) لذلك استخدم المياه كسلاح ضد المناطق التي تتواجد فيها قواعد عسكرية».
وذكر الانسحاب الفوضوي للقوات العراقية من الرمادي منتصف الشهر الماضي، بما تعرضت له مدينة الموصل كبرى مدن محافظة نينوى في يونيو 2014. وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بعد سيطرة الإرهابيين على الرمادي مركز محافظة الأنبار في 17 من الشهر الماضي، إن قوات بلاده ستستعيدها في غضون أيام لكن العملية تسير ببطء.
ونفذ الإرهابيون موجة هجمات انتحارية مكنت من السيطرة على الرمادي في غضون 3 أيام وعادوا خلال الأيام القليلة الماضية لاستخدام السلاح ذاته، والذي أطلق عليه العبـــادي بـ «قنبلة نووية صغيرة». وتبنى «داعش» الهجوم الانتحاري الذي استهدف الإثنين الماضي مقراً للشرطة الاتحادية غرب مدينة سامراء شمال بغداد وأسفر عن مقتل 48 من عناصر الأمن والحشد الشعبي. وكشف نائب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، عن مقتل أكثر من 10 آلاف من تنظيم الدولة منذ بدء حملة الغارات الجوية للائتلاف الدولي ضد معاقل التنظيم في سوريا والعراق.
وكان رئيس الوزراء العراقي وواشنطن مترددين في إشراك قوات الحشد الشعبي، التي تتألف في معظمها من فصائل شيعية، في المعارك التي تدور في الأنبار، حيث غالبية السكان من السنة. لكن سقوط الرمادي بيد الإرهابيين، دفع العبادي إلى دعوة قوات الحشد الشعبي التي تتلقى دعماً مباشراً من إيران، إلى الوقوف إلى جانب القوات الأمنية هناك. وقال قائد قوات التحالف الدولي الجنرال جون ألن خلال منتدى عقد في قطر أمس، إن إشراك الحشد الشعبي لا مفر منه على المدى القصير. وأشار إلى أنه «بعدها علينا أن نؤمن حياة الأهالي من قبل شرطة سنية أو عشائر سنية، ونحن نسعى إلى تقوية كليهما».
ودعت الدول الغربية وأخرى مشاركة في التحالف الدولي الذي يجمع 60 بلداً، خلال الاجتماع الذي عقد في باريس أمس الأول، إلى تقديم دعم إضافي لحكومة العبادي.
ولاتزال واشنطن متمسكة برفض إرسال قواتها البرية مجدداً إلى العراق، فيما يؤكد التحالف الدولي نجاح استراتيجية توجيه ضربات جوية وتدريب آلاف المقاتلين العراقيين وتقديم المشورة للجيش العراقي.
وقال بلينكن خلال الاجتماع «لدينا في العراق الآن، استراتيجية صائبة، ضربات جوية وعمليات تدريب وشركاء دوليون يعملون بفاعلية». وفيما يتعلق بسوريا، حيث تدور الحرب منذ أكثر من 4 سنوات والأوضاع الإنسانية تعد أسوأ مما هي عليه في العراق، ترى واشنطن ودول التحالف بأن الحل الأمثل يمر عبر عملية سياسية.