حاوره – مازن أنور:
ثلاثة أشهر وأكثر بقليل هي المدة التي قضاها المدرب الكرواتي برانكو كاركيتش في ربوع البحرين، عندما اختير مدرباً لفريق الرفاع الأول لكرة القدم بديلاً للبرتغالي جاريدو في شهر فبراير الماضي، هي المرة الأولى التي يضع فيها هذا المدرب قدماً له في البحرين أو حتى في منطقة الخليج، تعاقده مع الرفاع كان يمتد حتى نهاية الموسم الكروي القادم 2015/2016 بواقع عام ونصف، ولكنه وجد خيار الإعفاء أمامه ليحزم حقائبه ويستعد للرحيل سريعاً، بذات مشهد قدومه والذي كان سريعاً ومفاجئاً كذلك.
برانكو جاء للبحرين خالي اليدين، وأنهى موسمه مع الرفاع من دون حصاد، فالفريق السماوي خاض واحداً من أسوأ مواسمه، كيف لا والفريق فرط في المحافظة على لقب الدوري وحل خامساً في سلم الترتيب، ثم خسر المنافسة على لقب كأس الملك وكأس الاتحاد البحريني لكرة القدم، وودع الدور الملحق لدوري أبطال آسيا وكأس الاتحاد الآسيوي من الدور الأول، وكل هذه المصائب تبعتها مصيبة أخيرة بأن الفريق قد لن يجد المجال لمشاركة خارجية الموسم المقبل وسيكتفي بالظهور المحلي.
مجلس إدارة نادي الرفاع وأمام جميع هذه النتائج والأرقام وجد في إعفاء برانكو الخيار الأفضل، وشكل لجنة فنية لمعالجة الوضع وهي من سلمت زمام الأمور للمدرب الوطني محمد الشملان الذي سيقود الكرة السماوية في الموسم القادم.
«الوطن الرياضي» التقت المدرب الكرواتي برانكو كاركيتش قبل موعد مغادرته البحرين، وفي حوار مطول كشف الأسباب التي جعلت فريقه «فريق الرفاع» لم يكن ضمن سجل المنافسين هذا الموسم، وفيما بين سطور حديثه لم يحمل برانكو ذاته المسؤولية في الوضع الذي انتهى به حال الرفاع، بل أشار بأصابعه نحو أمور أخرى نكشف عنها في سياق الحوار التالي:-

س: في البداية.. ما هي الأسباب التي أدت إلى إعفائك من المهمة وعدم استكمالها؟
السبب الذي نقله لي مجلس الإدارة ليس له صلة بالجانب الفني، وإنما أخبروني بأن إنهاء العقد مرتبط بتقلص ميزانية النادي وانخفاضها بمعدل 35%، نعم كان عقدي ممتداً إلى نهاية الموسم القادم، وكان كل تفكيري بالموسم المقبل ولكن فوجئت بالخبر ويجب علي أن أتقبله لأنني مدرب محترف.

س: ألا تعتقد بأن خروج الرفاع خالي الوفاض أدى لرحيلك سريعاً؟
نعم لم نوفق في تحقيق بطولة أو نتائج إيجابية، ولكن هناك أسباب حقيقية وراء هذا الأمر، بدايةً لم أجد الفترة الكافية للتأقلم مع وضع الفريق، الفريق كان يعاني من الجانب البدني وتأكيداً على هذا الأمر بأن أداء الفريق دائماً ما يهبط في النصف ساعة الأخيرة من كل مباراة، ولم أجد الفرصة الكافية لتهيئته بالطريقة المناسبة لي لكون الفريق كان يخوض مباريات متوالية وجميعها هامة، وإلى جانب ذلك صدمت من عدد اللاعبين المصابين بالفريق، وذلك يؤكد بأن الجانب البدني للفريق مع المدرب السابق لم يكن جيداً، كما إن خيارات اللاعبين في جميع المراكز كانت ليست مسؤوليتي وإنما كانت مفروضة لأنني قدمت بعد فترة الانتقالات الشتوية.

س: هل تعني بأن الرفاع لم يوفق في خيارات اللاعبين سواءً المحليين أو المحترفين؟
لا أستطيع التحدث في هذا الأمر لأنني لم أكن صاحب الخيارات، لا أتحدث عن نوعية اللاعبين ولكن أتحدث عن اختيار اللاعب للمركز المناسب له، لكل مدرب أسلوبه الخاص، أجد بأن من الضروري تأمين لاعبين اثنين في كل مركز، نحن افتقدنا لاعباً في الارتكاز كنا نعتمد على اللاعب البرازيلي جواو فقط، في المقابل لدينا أربعة مهاجمين ونحن نلعب بمهاجم صريح واحد فقط، لم يكن هناك نوع من التوازن في اللاعبين الموجودين ووظائفهم داخل الملعب.

س: ما هو رأيك بخيارات النادي للاعبين المحليين والمحترفين؟
لا أستطيع الإدلاء برأيي لأنني لست صاحب الاختيار، اللاعبون الذين تم استقطابهم جيدون، ولكن ضياء سعيد كان مصاباً موسماً بأكمله قبل انتقاله للرفاع وعاودته الإصابة، ومحمد الطيب كان محاطاً بثلاثة مهاجمين وسيد أحمد جعفر لاعب جيد وعيسى غالب كذلك، أما المحترفون فإن المهاجم الكولومبي لم يكن لاعباً فارقاً ولم يسجل كثيراً، وأعتقد بأن أفضل اللاعبين الموجودين من المحترفين هو البرازيلي جواو.

س: ما هي الأهداف التي حددتها لك إدارة الرفاع في الموسم المنتهي؟
في الحقيقة تحدثوا معي حول ضرورة المنافسة وإحراز بطولة، ولكن في ظل الظروف التي كانت تحيط بالفريق وقصر المدة بين تولي الفريق وخوضه للمباريات لم نتمكن من تحقيق هذا الأمر، ولكنني أوضحت لإدارة النادي بالعمل بشكل مختلف في الموسم القادم عبر تحسين الخيارات من اللاعبين في الفريق بشكل متزن ووعدت الإدارة بتحقيق بطولة الموسم القادم ولكنهم لم يمنحوني الفرصة لذلك.

س: ستريشكو هو من رشحك لتدريب الرفاع.. كيف كانت ردة فعله بعد إعفائك؟
في الحقيقة حتى ستريشكو أبدى استغرابه من سرعة الإعفاء وخصوصاً وأنني لم أقض أكثر من ثلاثة أشهر وهذه المدة غير كافية على الإطلاق لتهيئة الفريق لا سيما وأنها جاءت مع سير المباريات، على العموم هذا قرار الإدارة وأعتقد بأنه قرار غير مستغرب ولكم مثال بأن الرفاع أعفى المدرب الروماني فلورين متروك الموسم الماضي مع أنه حقق للفريق بطولة الدوري.

س: هل كانت علاقتك مميزة باللاعبين؟
لا يمكن لأي مدرب في العالم أن يتمكن من خلق علاقة طيبة مع فريق يضم أكثر من 22 لاعباً، بكل تأكيد اللاعب الذي يجد له مكانا أساسياً في الفريق سيمتدح المدرب، واللاعب الاحتياطي سينتقد المدرب، ولكن أعتقد بأن علاقتي كانت جيدة بالجميع.

س: غياب الحوطي هل بطلب من الإدارة.. وماذا عن إنهاء عقد جون؟
راشد الحوطي كان مصاباً وهذا هو السبب الرئيس لعدم إشراكه ولا دخل للإدارة في هذا الموضوع، أما اللاعب الكولومبي جون فقد حدث سوء فهم بيني وبينه بعد مباراة المحرق لعدم مشاركته ولكن موضوع إنهاء عقده كان أمراً إدارياً ولم يكن فنياً، وعدم مشاركته في تلك المباراة كان لوجود أكثر من خيار هجومي على الدكة ولم أفضل الاستعانة به.

س: ماهو انطباعك عن الدوري البحريني؟
الدوري البحريني يضم لاعبين جيدين، ولكن مستوى الدوري من الجانب الفني عادي جداً، وأقصد بأن المباريات لا تشهد حماساً كثيراً حتى مباريات فرق القمة، ومن وجهة نظري بأن الحضور الجماهيري الضعيف أحد الأسباب التي تؤدي لهذا الأمر، فالجماهير تساهم في زيادة الإثارة والحماس حتى لدى اللاعبين ولكني جداً مستغرب من عدم وجود اهتمام من الناس باللعبة الأولى في بلدهم.

س: لو حصلت على عرض.. هل ممكن أن تعود للدوري البحريني؟
البحرين بلد جميل ومضياف وشعبه طيب جداً، بكل تأكيد أود العودة للبحرين ولو تم تخييري لاخترت تدريب فريق المحرق أو الحد لأنني أجد في الفريقين الروح والإصرار، وهذا ما يتوجب أن يتحلى به فريق كرة القدم من أجل تحقيق أهدافه.