في مشوار حياتي مررت بظروف صحية كغيري من العديد من الناس ومن ضمنها آلام في الصدر، وقد لجأت بعد الله تعالى إلى دكتور يعجز اللسان عن ذكر محاسنه وأخلاقه وطيبة قلبه الكبير، يخجلك بتواضعه على الرغم من عمله الواسع وخبرته، قد يكون البعض تعرف عليه قبل أن أذكر اسمه لما عرف عنه من الخلق ورقي النفس، إنه الطبيب الإنسان حبيب الطريف.
ما أن تراه في عيادته أو في أي مجلس حتى يحتويك بابتسامه جميلة معهودة فيه، هذا الطبيب شخصية نادرة الوجود، فما أن يتفحص أوجاعك حتى تشعر بأنه استطاع أن يدخل قلبك حيث يبعث الأمل في نفسك من جديد.
هذا الطبيب البحريني الأصيل -الذي نفخر بوجوده بيننا- يمثل بمهارته الحرفية في الطب وبرعايته المميزة في عمله وإنسانيته في تعامله، صورة مشرفة للطبيب البحريني العالمي الذي استطاع أن يبعث روح الأمل في مرضاه، من خلال إجراء العمليات الجراحية لمرضى القلب في مركز الشيخ محمد بن خليفة للقلب بمستشفى قوة الدفاع العسكري أو من خلال أدوية القلب التي يقوم بوصفها لهم.
طبيبنا الغالي ذو شخصية خجولة هادئة ومرحة في تعامله وتلطفه وبساطته مع من يكون، سواء كان صغيراً أو كبيراً أو شيخاً مسناً، فلم أرَ في حياتي طبيباً معالجاً يتميز بمزايا متنوعة سواء المهنية أو الأخلاقية مثل هذا الطبيب، فهو يستحوذ على قلوب مرضاه بطريقته الخاصة، حيث يأسر قلوب مرضاه بحسن لقائه معهم، وتسخير كل علمه وخبراته لشفائهم، وزرع كل الأمل في نفوسهم، وهذا والله قد تم به نصف العلاج.
حبيب الطريف قبل أن يكون طبيباً، هو إنسان بمعنى الكلمة، عند تخرجه ألقى القسم، عاهد الله تعالى أولاً والإنسانية ثانية، أن يكون دائماً وأبداً مخلصاً لخدمة مرضاه، لم يكن في يوم من الأيام أو حتى في لحظة من اللحظات يفكر أو يهدف إلى المادة كغيره من أطباء اليوم الجشعين الذين يفكرون في ابتزاز المريض ويتعالون عليه، بدون أي تمنع تراه دائماً يرد بنفسه على مكالمات مرضاه عن طريق هاتفه النقال ليل نهار وبدون انقطاع «يسولف» معهم ويطمئنهم على الصغيرة والكبيرة.
فهنيئاً لنا ولمملكتنا الغالية بهذا الطبيب الفذ، ونحن نقول دائماً وأبداً بأن هذه الأرض الطيبة خلاقة بالعديد من أبنائنا المميزين، كل بمجاله، كطبيبنا المحترم وغيره من الأطباء الأكفاء.
تحية إعزاز وإكبار مني شخصياً ومن كل من قمت بعلاجهم من أهل البحرين وخارجها، وإني لأتساءل كما يتساءل الكثيرون من أبناء هذا الوطن الغالي؛ ألا تستحق شخصية بهذه الصفات تكريماً رسمياً، فتكريم مرضاه قد وصله ويصله دائماً.
طبيبنا الغالي فليوفقك الله دائماً ويرعاك.
خليفة شاهين