إن مما يدمي القلب، ويدمع العين، تلك العقائد الباطلة، والأفكار المستوردة، والثقافات المستجلبة، والإسرائيليات المعاصرة، التي عصرت الخبث في مجتمعاتنا، وحصدت السم النقيع لأمتنا، وكل ذلك باسم التجديد والتمدن والعصرية. ومن هذا ما شاع في أوساط أبنائنا في هذه الأيام مما يسمونه (لعبة تشارلي)، هذه اللعبة التي استجلبت من المكسيك، واغتر بها كثير من الأطفال، والتي سلبوا بها دينهم وعقيدتهم قبل عقولهم، وعلى سخافة هذه البضاعة إلا أن ذلك لم يمنع أكثر من ثلاثمائة مليون من متابعتها وتجربتها، وبغض النظر عن حقيقتها، وهل هي نتيجة موجات صوتية؟ أو نتيجة جاذبية أرضية؟ أو نتيجة أرواح شيطانية؟فالأمر الذي يتطلب الوقوف عنده؛ تلك المعتقدات التي حملتها (لعبة شارلي) إلى بلاد المسلمين، فقد حملت أنواعاً كثيرة من الكفريات التي تخرج صاحبها من الملة، والتي يخسر بها دينه ودنياه، ومن ذلك أن أصل فكرتها تحضير الأرواح الشيطانية التي تستجلب بالاستعانة ودعاء الجن والشياطين، وحيث أنه قد تم اللجوء إلى الجن، فما زاد الجن الإنس إلا خوفاً واضطراباً وتعباً في الأنفس والأرواح.إن في هذه اللعبة فتحاً لتعلم السحر والشعوذة.أيضاً إن في هذه اللعبة نوعاً من العيافة والطرق والتطير الذي كان يستعمله بعض أهل الجاهلية؛ فقد كانوا يزجرون الطير؛ فينظر أين يتحرك وعليه يمضي.تشتمل هذه اللعبة أيضاً على التنجيم ومعرفة النحس والسعد -كما يزعمون-، وفيها نسبة علم الغيب لغير الله عز وجل. هذه اللعبة تزرع في النفوس الخوف من غير الله تعالى، مما يثمر الضعف والذل والمهانة في نفس المسلم.ويكفي اللبيب بعداً عن مزاولة أو مشاهدة أو نشر مثل هذه الألاعيب الشيطانية؛ أن من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر.وختاماً.. أوصي المربين وأولياء الأمور بالحفاظ على أبنائهم وتحذيرهم من هذه اللعبة الخبيثة التي تبث الرعب فيهم، وتضعف إيمانهم وخوفهم من الله تعالى، وتعلقهم بالوهميات والخيالات التي تكدر عليهم صفو دينهم ودنياهم، فالله المستعان وعليه التكلان. أبومحمد صلاح محمد الخلاقي