عواصم - (وكالات): استهدف طيران التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» عدة مواقع عسكرية تتبع ميليشيا الحوثي وقوات موالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح تركزت في العاصمة صنعاء، كما أغار على مواقع بالحديدة غرب اليمن وصعدة شمال البلاد، بينما تواصلت المعارك بين المقاومة الشعبية والحوثيين في عدة مدن خاصة في الضالع وتعز جنوب البلاد، فيما أعلن مسؤول محلي أن سفينة مستأجرة من قبل الأمم المتحدة لنقل مواد إغاثة إنسانية تعرضت لقصف مدفعي من ميليشيات المتمردين أثناء اقترابها من ميناء عدن جنوب البلاد، محملاً الحوثيين مسؤولية عدم السماح للسفينة بالرسو في الميناء الذي يتحكم فيه مقاتلون موالون لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي.
في الوقت ذاته، تابعت الأمم المتحدة جهودها من أجل إطلاق محادثات سلام يمنية، كما استمرت في مسقط محادثات غير رسمية بين مندوبين أمريكيين وممثلين عن المتمردين للدفع باتجاه محادثات سلام يمنية برعاية الأمم المتحدة.
وشنت طائرات التحالف التي تقودها السعودية صباح أمس غارات على نقطة تابعة للواء العاشر دفاع جوي في الجهة الغربية من مطار صنعاء الدولي، حيث تتمركز كتيبة الدفاع الجوي الموالية للحوثيين وصالح.
وكانت طائرات التحالف استهدفت منذ الساعات الأولى منطقة عطان وجبل النهدين بدار الرئاسة ونقم في صنعاء. وأفاد شهود بأن انفجارات عنيفة ومتتالية هزت مخازن أسلحة يسيطر عليها الحوثيون في نقم استمرت أكثر من ساعة. وذكرت مصادر أن غارات التحالف ضربت مواقع للحوثيين في منطقتي قعطبة وسناح بالضالع. وفي مدينة الحديدة غرب اليمن، قال شهود عيان إن انفجارات عنيفة أعقبت غارات التحالف على مواقع عسكرية في المدينة التي يسيطر عليها مسلحو الحوثي، مضيفين أن الغارات استهدفت مواقع تابعة للدفاع الجوي بمطار الحديدة، دون معرفة الأضرار التي لحقت به على وجه الدقة.
كما استهدفت غارات التحالف مواقع في محافظة صعدة الشمالية القريبة من الحدود مع السعودية، كما استهدفت ضربات جوية ضواحي في مدينة عدن الجنوبية.
وفي جنوب اليمن وتحديداً في الضالع، أفادت مصادر بمقتل نحو 20 شخصاً وإصابة آخرين في معارك بين المقاومة الشعبية من جهة وميليشيا الحوثي وقوات صالح من جهة أخرى في الضالع.
وكان 5 أشخاص قد قتلوا، وأصيب 45 آخرون في قصف لمسلحي الحوثي والقوات الموالية لصالح على الأحياء السكنية في تعز جنوب البلاد. واستهدف القصف أحياء الروضة والموشكي والشماسي والمعلمين وساحة الحرية.
وقالت مصادر المقاومة في لودر إنها نفذت هجوماً على موقع الحمراء بضواحي المدينة واستولت على كمية من الأسلحة والذخيرة، كما أسرت المقاومة 22 حوثياً حاولوا التسلل إلى منطقة السلامية. وفي شبوة جنوب البلاد، أفادت تقارير بسقوط قتلى وجرحى من الحوثيين والقوات الموالية لصالح في استهداف المقاومة الشعبية رتلاً عسكرياً في منطقة ظليمين. وذكر شهود أن مقاتلات التحالف أغارت على جبل نقم المطل على صنعاء من جهة الشرق والذي يضم مخازن أسلحة سبق أن استهدفت عدة مرات، ما أسفر عن انفجارات قرب الأحياء السكنية عند أسفل الجبل وعن تطاير الشظايا والمقذوفات في المنطقة. ويضم جبل نقم عدداً من المواقع العسكرية ومخازن الأسلحة التي تسيطر عليها القوات الموالية للرئيس المخلوع صالح والمتمردون الحوثيون. كما استهدفت مقاتلات التحالف مواقع عسكرية ومخازن أسلحة أخرى في جبل النهدين المطل على صنعاء من جهة الشرق، وفي فج عطان، وهو موقع جبلي جنوب صنعاء سبق أن تعرض بدوره لعدد كبير من الغارات.
واستهدف الطيران أيضاً مواقع ميليشيات الحوثيين في محافظة عمران شمال صنعاء وفي محافظة الحديدة غرب اليمن، خاصة مخازن أسلحة.
وأكد شهود عيان أيضاً أن مقاتلات التحالف أغارت على تجمعات الحوثيين في منطقة سناح وقعطبة شمال محافظة الضالع التي سيطر المقاتلون المناوئون للحوثيين على معظمها خلال الأسبوع الماضي.
واستمر القتال في محافظة الضالع بين الحوثيين و«المقاومة الشعبية»، وأسفرت المواجهات عن قتلى وجرحى من الطرفين بحسب سكان. كذلك أغارت مقاتلات التحالف على مواقع قوات تابعة لصالح في الحديدة غرب البلاد، خاصة معسكر الدفاع الجوي، كما استهدفت غارات أخرى مواقع الحوثيين عند سفح جبل صبر جنوب مدينة تعز الكبيرة في جنوب غرب البلاد. واستأنف الطيران أيضاً ضرب مواقع الحوثيين في معقلهم الشمالي صعدة، خاصة في منطقة الملاحيظ. وشنت مقاتلات التحالف غارات استهدفت بشكل أساسي معاقل الحوثيين في محافظتي الجوف وصعدة في الشمال، إضافة إلى مواقع للحوثيين وقوات صالح في محافظة إب وسط اليمن وفي الحديدة.
وكان مبعوث الأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد غادر صنعاء بعد زيارة استمرت يومين سعى خلالها إلى إعادة إطلاق الاتصالات من أجل عقد محادثات يمنية برعاية الأمم المتحدة.
وفشلت الأمم المتحدة في عقد جولة أولى من المحادثات اليمنية في جنيف في 28 مايو الماضي بهدف الخروج من الأزمة. والتقى ولد الشيخ أحمد في الرياض الرئيس اليمني حسب وكالة الأنباء الرسمية الموالية له.
وقالت الوكالة إن هادي حريص «على إنجاح مهمة المبعوث الأممي إلى اليمن الرامية لإيجاد حل شامل للأزمة التي تسبب بها الانقلابيون، وضرورة التزام ميليشيات الحوثي وصالح بالكف عن استخدامهم العنف ضد المدنيين والبدء في سحب ميليشياتهم من مختلف المدن والمحافظات والتخلي عن جميع الأسلحة وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 2216». وشدد هادي بحسب الوكالة على «أهمية أن تمارس الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي مزيداً من الضغوط على الميليشيات الحوثية وصالح من أجل تطبيق القرار 2216». وفي عدن، كبرى مدن الجنوب، أعلن مسؤول محلي أن سفينة مساعدات إنسانية محملة بالمواد الغذائية تعرضت لقصف مدفعي من ميليشيات الحوثي بينما كانت تقترب من ميناء عدن مما اضطرها للتراجع من دون أن تصاب بأذى. وحمَّل المسؤول المحلي المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على عدة أحياء في عدن، ثاني أكبر المدن اليمنية، مسؤولية عدم السماح للسفينة بالرسو في الميناء الذي يتحكم فيه مقاتلون موالون للرئيس عبد ربه منصور هادي. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المسؤول قوله إن «الحوثيين أطلقوا قذائف على سفينة مستأجرة من قبل الأمم المتحدة كانت تحمل 7 آلاف طن من المواد الغذائية عندما كانت على بُعد ميل بحري واحد من ميناء عدن»، مضيفاً أن السفينة نفسها لم تُصب جراء القصف.
وأردف أن «السفينة أُجبرت على العودة وبحلول الليل كانت على مسافة تتراوح بين خمسة وثمانية أميال بحرية من عدن». وبحسب المسؤول نفسه، فإن السفينة كانت قد أبحرت من جيبوتي التي تستخدمها الأمم المتحدة مركزاً لتجميع المساعدات الإنسانية قبل إرسالها إلى اليمن.
واتهم الحوثيون بفرض «حصار غذائي على مناطق في عدن تخضع لسيطرة لجان المقاومة الشعبية» الموالية للرئيس هادي. في هذه الأثناء، يتابع قادة من المتمردين الحوثيين محادثات في مسقط مع وفد أمريكي حول إمكانات تسوية النزاع المسلح في اليمن حسبما أفادت مصادر دبلوماسية في السلطنة مؤكدة معلومات سبق أن أشار إليها معسكر الرئيس هادي. وقال دبلوماسي في مسقط إن «الأمريكيين يحاولون تقريب وجهات النظر بين الحوثيين من جهة والسعوديين والرئيس هادي من جهة أخرى».
وأضاف المصدر أن «الأمريكيين يقومون بهذه الجهود كوساطة لتأمين محادثات سلام» يمكن أن ترعاها الأمم المتحدة في جنيف. وهي المحادثات الأولى التي يجريها الأمريكيون مع الحوثيين منذ بدأ تحالف بقيادة السعودية في 26 مارس الماضي توجيه ضربات جوية في اليمن ضد الحوثيين وقوات صالح دعماً للرئيس هادي.
وكان المتحدث باسم حكومة هادي راجح بادي أكد في الرياض أن «المحادثات بين الحوثيين والوفد الأمريكي جاءت بناء على طلب الجانب الأمريكي».
وأضاف أن وفد المتمردين الذي يترأسه صالح الصمد رئيس المكتب السياسي للحوثيين وصل قبل أيام إلى مسقط في «طائرة قدمها الأمريكيون».
ورداً على سؤال عن مضمون المحادثات، أمل بادي «بأن تندرج في إطار الجهود الدولية لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2216»، الذي ينص خصوصاً على انسحاب الحوثيين من صنعاء ومدن أخرى سيطروا عليها منذ العام الماضي. من جهة أخرى صرح مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية إنه تم الإفراج عن مواطن أمريكي كان محتجزاً في اليمن وجرى إرساله إلى سلطنة عمان حيث استقبله السفير الأمريكي. وتأتي هذه الأنباء بعد كشف العديد من الأمريكيين محتجزون في اليمن التي تشهد حرباً.
وقال المسؤول «أستطيع أن أؤكد أن مواطناً أمريكياً كان محتجزاً في اليمن غادر البلد وهو حالياً في مسقط بسلطنة عمان». ولم تكشف هوية الأمريكي المفرج عنه ومكان احتجازه في اليمن والجهة التي كانت تحتجزه.
وذكرت وكالة الأنباء العمانية الرسمية أن مسقط ساعدت في تحديد مكان أمريكي وسنغافوري فقدا في اليمن وإجلائهما إلى مسقط وذلك بعد يوم من تقارير غير مؤكدة في وسائل إعلام محلية بأن جماعة الحوثي تحتجز مواطنين أمريكيين.
وقالت الوكالة نقلاً عن بيان رسمي إن الرجلين سافرا إلى العاصمة العمانية بعد تنسيق مع «الجهات المعنية في اليمن». إلى ذلك، ظهرت الفرنسية ايزابيل بريم المختفطة في اليمن منذ فبراير الماضي في شريط مصور قصير بث على الإنترنت، طالبت فيه الرئيسين الفرنسي واليمني بمساعدتها على العودة إلى فرنسا.
وبدت بريم في الشريط الذي حمل على موقع يوتيوب في تاريخ 4 مايو، في ثياب سوداء تغطي جسدها ورأسها في منطقة صحراوية.
في سياق منفصل قالت فامين إيرلي وورننج سيستمز وهي مجموعة رصد تركز على المجاعة إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتراجع الدخل قد يسببان تدهور حال المناطق النائية ووصولها إلى حالة الطوارئ.