عواصم - (وكالات): أعلن ضيف الله الشامي المسؤول الكبير في جماعة الحوثي أن «الجماعة ستشارك في محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف في 14 يونيو الحالي بلا شروط مسبقة»، مشيراً إلى أنهم «يدعمون جهود الأمم المتحدة لإدارة حوار يمني يمني دون أي شروط»، في علامة على رضوخ الحركة لمطالب التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة السعودية، بينما كبدت غارات التحالف وقوات المقاومة الشعبية الموالية لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، المتمردين خسائر فادحة في أنحاء متفرقة من البلاد.
وأكد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أمام مجلس الأمن، أن الحكومة اليمنية أبدت استعدادها للمشاركة في مفاوضات سلام في جنيف.
وقال ولد الشيخ أحمد، بحسب ما نقل عنه دبلوماسيون، إنه حدد موعداً مبدئياً لهذه المفاوضات في 14 يونيو الحالي، معرباً عن أمله في أن يشارك فيها طرفا النزاع في اليمن.
وأضاف الدبلوماسيون أن حكومة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي والأطراف الأساسيين في اليمن مستعدون للذهاب إلى جنيف ولكنه «مازال يجري مشاورات» مع الحوثيين و«المؤتمر الشعبي العام»، حزب الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، بهدف تأكيد مشاركتهم في المفاوضات.
وترمي المفاوضات إلى إرساء وقف لإطلاق النار والاتفاق على خطة لانسحاب الحوثيين من المناطق التي استولوا عليها، فضلاً عن إيصال المساعدات الإنسانية، بحسب ما أوضح الدبلوماسيون الذين شاركوا في الاجتماع المغلق.
وخلال الجلسة، تحدث أمام مجلس الأمن المنسق الجديد للعمليات الإنسانية للأمم المتحدة، ستيفن أوبراين، الذي وصف الوضع الإنساني في اليمن بـ«الكارثي»، مؤكداً أن 80% من السكان - 20 مليوناً مدنياً - هم بحاجة للمساعدة. وكان مجلس الأمن أيد، الثلاثاء الماضي، دعوة أطلقها الأمين العام للأمم، المتحدة بان كي مون، لإرساء هدنة إنسانية جديدة في اليمن، مطالباً أطراف النزاع في البلد ببدء مفاوضات سلام في أسرع وقت.
وفشلت الأمم المتحدة في عقد جولة أولى من المحادثات اليمنية في جنيف في 28 مايو الماضي بهدف الخروج من الأزمة.
وتأجلت خطط لإجراء محادثات في جنيف الأسبوع الماضي بسبب اعتراضات من الحكومة اليمنية التي ترغب في أن ينسحب الحوثيون أولاً من المدن الرئيسة ويعترفون بسلطة هادي. من ناحية أخرى، أفاد شهود أن مقاتلات تابعة للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة السعودية أغارت مجدداً على مواقع للمتمردين الحوثيين وسط وجنوب غرب اليمن. وشنت طائرات التحالف عشرات الضربات ضد مواقع الميليشيات في صنعاء، إذ قصفت معسكر الإذاعة وتجمعات المتمردين في جبل النهدين والقصر الرئاسي ومقر الفرقة الأولى مدرع ومعسكر 48 في جنوب صنعاء، ومجمع «22 مايو» للصناعات العسكرية.
وفي تعز، ثالث مدن البلاد، جنوب غرب البلاد، نقل شهود أن مواقع للحوثيين وحلفائهم تعرضت لضربات جوية.
كذلك، شنت مقاتلات غارات على مخازن أسلحة في قاعدة حمزة العسكرية في محافظة إب وعلى معسكر للحوثيين في محافظة ذمار وسط البلاد. وأعقبت غارات ضربات جوية كثيفة استهدفت المتمردين في تعز ومواقع لخفر السواحل في الحديدة غرباً وأهدافاً أخرى للحوثيين في عدن جنوباً وصعدة شمالاً، وفق شهود. وتستمر الحملة الجوية للتحالف بقيادة الرياض منذ 26 مارس الماضي دعماً للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي انتقل إلى السعودية وتصديا لتقدم الحوثيين في مختلف أنحاء اليمن.
في غضون ذلك، أفادت مصادر قبلية لقناة «العربية» بسقوط أكثر من 17 قتيلاً من ميليشيات الحوثي، بينهم القيادي طلال وابل، إضافةً إلى عشرات الجرحى، خلال اشتباكات عنيفة مع المقاومة الشعبية، على جبهتي الحوض والجمهوري بمحافظة تعز.
كما دار قتال عنيف بين المقاومة الشعبية وميليشيا الحوثي والمخلوع علي صالح، في مناطق جنوب منطقة سناح شمال مدينة الضالع، أسفرت عن سقوط قتلى وعشرات الجرحى في صفوف الحوثيين.
وشنت المقاومة الشعبية هجوماً عنيفاً على مواقع الميليشيات في سوداء غراب، ونصبوا كمائن تمكنوا خلالها من قتل أعداد من الانقلابيين، وتدمير مدرعات في المنطقة الواقعة بمديرية الزاهر بمحافظة البيضاء وسط اليمن.